احتدام المواجهة بين الحوثيين وإسرائيل.. «نتنياهو» يتوعد «أنصار الله» اليمنية ويُطلق تهديدات جديدة
احتدمت المواجهة بين جماعة أنصار الله اليمنية «الحوثيون» وإسرائيل، في سيناريو يحمل في طياته أبعادًا دولية وتحديات غير مسبوقة، وتصاعدت خلال الأسابيع الأخيرة هجمات «الحوثيين» بصواريخ ومُسيّرات على «تل أبيب» وعدة مُدن إسرائيلية، وسط انتقادات حادة من أحزاب المعارضة الإسرائيلية، والقادة العسكريين السابقين بسبب إخفاق جيش الاحتلال في الرد على هجمات «الحوثي» وفشل الحكومة في وقف التهديد.
«نتنياهو» يُطلق تهديدات جديدة ضد «الحوثيين»
وفي هذا الصدد، أطلق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، تهديدات جديدة ضد «الحوثيين» أثناء إضاءته لأول شموع عيد «حانوكا»، قائلاً إنهم «سيُواجهون مصير حركة حماس وحزب الله اللبناني والرئيس السابق بشار الأسد».
وخلال إضاءته للشمعة الأولى في مكتبه بالقدس احتفالا بالعيد اليهودي، يوم الأربعاء، قارن «نتنياهو» بين تاريخ عيد «حانوكا»، الذي يحتفل به كذكرى انتصار اليهود بقيادة يهوذا المكابي على الدولة السلوقية في القرن الثاني قبل الميلاد، وبين الأحداث الحالية المتعلقة بعمليات الجيش الإسرائيلي في الشرق الأوسط، مُصرحًا: بأن «الإسرائيليين يحتفلون الآن بانتصارات المكابيين في الماضي، وانتصارات المكابيين في الحاضر».
وأضاف «نتنياهو» في كلمة مصورة نشرها في حسابه على منصة «إكس»: «كما في الماضي، نوجه اليوم ضربات لأعدائنا الذين يظنون أنهم قادرون على إنهاء حياتنا هنا، وهذا ينطبق على الجميع».
واختتم بالقول: «سيتعلم الحوثيون الدرس الذي تعلمته حماس وحزب الله ونظام الأسد وغيرهم، حتى لو استغرق الأمر بعض الوقت.. هذا الدرس سيتعلمه الشرق الأوسط برمّته.. أعيادا سعيدة للجميع!».
إسرائيل ستبدأ في استهداف قادة جماعة الحوثي اليمنية
في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي «يسرائيل كاتس»، يوم الثلاثاء، إن إسرائيل ستبدأ في استهداف قادة جماعة الحوثي اليمنية.
وتعهد «كاتس»، بأن إسرائيل لن تسمح باستمرار إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة الحوثية على إسرائيل من دون رادع.
وأضاف كاتس في إشارة إلى زعماء حركة حماس وحزب الله الذين قتلتهم إسرائيل: «كما تعاملنا مع يحيى السنوار في غزة وإسماعيل هنية في طهران وحسن نصر الله في بيروت، سنتعامل مع رؤوس الحوثيين في صنعاء أو في أي مكان في اليمن».
وتابع أثناء زيارته لبطارية نظام الدفاع الجوي "حيتس" التي استخدمت لإسقاط صاروخ حوثي، الثلاثاء: «سنعمل ضد بنيتهم التحتية وضدهم لإزالة التهديد».
كما وجه وزير الدفاع تهديدًا إلى إيران التي تدعم الحوثيين، مُتعهدًا بأن «كل من يرعى الإرهاب الحوثي في الحديدة أو صنعاء سيدفع الثمن كاملًا»، علمًا أن المدينتين تعرضتا لقصف إسرائيلي في أوقات سابقة.
التصعيد بين الحوثيين وإسرائيل
ويُشكّل استهداف قادة الحوثيين تصعيدًا جديدًا من جانب إسرائيل، التي استهدفت حتى الآن البنية التحتية للموانئ والمواقع العسكرية في عدة ضربات جوية.
وفي سياق مُتصل، أصدرت إسرائيل تعليمات لبعثاتها الدبلوماسية في أوروبا بالسعي لتصنيف جماعة الحوثي تنظيمًا إرهابيًا.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في بيان، الثلاثاء: «الحوثيون يُشكلون تهديدًا ليس لإسرائيل فحسب بل أيضا للمنطقة والعالم بأسره. أول وأهم شيء يتعين فعله هو تصنيفهم تنظيمًا إرهابيًا».
وأضاف ساعر أنه بعث برسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي وطلب عقد جلسة طارئة «لإدانة هجمات الحوثيين ودعم إيران المستمر لهم».
من جهة أخرى، أعلنت حركة أنصار الله في اليمن (الحوثيون) يوم الأربعاء، تنفيذ عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدف عسكري حيوي إسرائيلي في يافا والأخرى استهدفت المنطقة الصناعية في عسقلان.
وفي بيان له، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع: «انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه وردا على المجازر بحق إخواننا في غزة، وضمن المرحلة الخامسة من مراحل الإسناد في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، نفذ سلاح الجو المسيّر في القوات المسلحة اليمنية عمليتين عسكريتين الأولى استهدفت هدفا حيويا حساسا للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة وذلك بطائرة مسيّرة»، مُؤكدًا أن العملية حققت هدفها بنجاح.
وأشار سريع إلى أن العملية الأخرى «استهدفت المنطقة الصناعية للعدو الإسرائيلي في منطقة عسقلان المحتلة بطائرة مسيّرة، وقد أصابت هدفها بدقة».
وتابع البيان: «إن القوات المسلحة اليمنية تؤكد أنها ماضية بعون الله تعالى في نصرة وإسناد الشعب الفلسطيني المظلوم وإن هذه العمليات لن تتوقف إلا بوقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها. والله حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير».
وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق ، سقوط طائرة مسيّرة أطلقت من اليمن في منطقة مكشوفة.
على المقلب الآخر، يُنفذ تحالف "حارس الازدهار"، الذي تقوده الولايات المتحدة، وتُشارك فيه بريطانيا بشكل رئيسي، ضربات جوية على مواقع للحوثيين، كما قصفت إسرائيل عدة مواقع في اليمن أيضًا.
الحوثيون يدعمون المقاومة الفلسطينية
ويُشدد الحوثيون على أنهم مستمرون في عملياتهم العسكرية ضد العدو الإسرائيلي استجابة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، واستجابة لنداءات الأحرار من أبناء شعبنا اليمني العزيز وأبناء أمتنا العربية والإسلامية، وأن هذه العمليات لن تتوقف إلا بوقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها.
وتضامنًا مع غزة بمواجهة حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة في القطاع منذ 7 أكتوبر2023، والتي أدت إلى استشهاد وإصابة أكثر من 153 ألف فلسطيني، باشرت جماعة الحوثي مُنذ نوفمبر من العام نفسه استهداف سفن شحن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات.
كما يشن الحوثيون بين الحين والآخر هجمات بصواريخ ومُسيّرات على إسرائيل، بعضها استهدف تل أبيب، وتشترط لوقف هجماتها إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.
الحوثيون تعليقًا على قصف تل أبيب: «القادم أعظم حتى الانتصار وزوال إسرائيل»
وفي وقت سابق، أكد عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله «علي القحوم»، تعليقًا على قصف الحوثيين لمدينة «تل أبيب» بصاروخ باليستي أن «القادم أعظم»، وذلك ردًا على الحرب الإسرائيلية على غزة وقصف لبنان، حسبما أفادت وسائل إعلام يمنية، في أنباء عاجلة، الجمعة.