مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

توترات وعقوبات متصاعدة بين الصين وواشنطن .. فهل تشتعل الأزمة بوصول ترامب

نشر
الأمصار

العلاقات الأمريكية الصينية وهو مصطلح يشير إلى العلاقات الدولية بين دولتي الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية، ووصف علماء السياسة والاقتصاد العلاقات ما بين الولايات المتحدة والصين هي الأهم في القرن 21، وعلى الرغم من أن علاقة البلدين أنها شراكة استراتيجية وهناك باحثون يرون أنهما سيكونان خصمين أو عدوين مستقبليين.

 أكبر اقتصاد في العالم

حتى 2014 الولايات المتحدة تمتلك أكبر اقتصاد في العالم والصين هي الاقتصاد الثاني ويرى البنك الدولي أن الصين ستصبح الاقتصاد الأضخم في العالم ما بين سنتي 2020 و2030.

عُرف تاريخ العلاقات بين البلدين تعاون خلال فترة الحرب العالمية الثانية، لكن أثناء الحرب الباردة بعد مجيء ماو تسي تونغ إلى السلطة وتحويله الصين إلى بلد شيوعي تغيرت العلاقات بين البلدين، حيث حاربت الصين الولايات المتحدة في الحرب الكورية وفي حرب فيتنام وأصبحت الصين ثاني أخطر عدو للولايات المتحدة بعد الاتحاد السوفييتي، لكن بعد الإصلاح الاقتصادي الصيني انفتحت العلاقات بين البلدين ووقع البلدين اتفاقية خفض الأسلحة النووية واتفاقيات مكافحة الإرهاب.

قبل أيام من عودة، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، اتخذت الولايات المتحدة والصين سلسلة إجراءات متبادلة تنذر بتصعيد التوتر.

وقد فرضت الولايات المتحدة، الجمعة، عقوبات على شركة الأمن السيبراني "إنتغريتي تكنولوجي غروب" ومقرها بكين، لصلاتها بوزارة أمن الدولة الصينية. وتأتي الخطوة بعد نحو 24 ساعة من فرض بكين عقوبات على 10 شركات دفاع أميركية.
واتخذت واشنطن هذا القرار  لدور الشركة في حوادث اختراق متعددة لأجهزة الحواسيب ضد ضحايا أميركيين.

الصين وأمريكا من منظور النسيج التنظيمي العالمي والواقعية السياسية

وذكر المتحدث باسم الخارجية الأميركية أن "إنتغريتي تكنولوجي غروب" شركة مقاولات كبيرة تابعة لحكومة جمهورية الصين الشعبية لها علاقات بوزارة أمن الدولة.

وفال إن الشركة تقدم خدمات لمكاتب أمن الدولة والأمن العام في البلاد والبلديات، فضلا عن مقاولي الأمن السيبراني الحكوميين الآخرين في جمهورية الصين الشعبية.

وكان القراصنة المتمركزون في جمهورية الصين الشعبية والذين يعملون لصالح الشركة، والمعروفون في القطاع الخاص باسم "Flax Typhoon"، يعملون بتوجيه من حكومة جمهورية الصين الشعبية، استهدفوا البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة وخارجها.

العلاقات الصينية – الأمريكية: بعيدا عن كليشيهات "الحرب الباردة" - BBC News  عربي

استهداف العديد من الشركات الأميركية والأجنبية

وقد نجح القراصنة من "Flax Typhoon" في استهداف العديد من الشركات الأميركية والأجنبية والجامعات والوكالات الحكومية ومقدمي خدمات الاتصالات والمؤسسات الإعلامية حسبما ذكرت وزارة الخارجية الأميركية.

وفي 18 سبتمبر، أعلنت وزارة العدل عن عملية مرخصة من المحكمة لتعطيل شبكة روبوتات تتكون من أكثر من 200 ألف جهاز مستهلك مصاب ببرنامج Integrity Tech في الولايات المتحدة وحول العالم.

وتأتي هذه العقوبات بعد أيام قليلة على عملية قرصنة إلكترونية قامت بها الصين لمكتب العقوبات في وزارة الخزانة الأميركية المسؤول عن فرض العقوبات على الدول والمؤسسات والأفراد المعروف بمكتب مراقبة الأصول الأجنبية أوفاك إضافة إلى مكتب وزيرة الخزانة.

وكان الهدف من هذه القرصنة معرفة الشركات الصينية التي تريد وزارة الخزانة الأميركية استهدافها بالعقوبات.

عقوبات متبادلة

وتأتي العقوبات الأميركية بعد يوم واحد من إعلان الصين فرض عقوبات على 10 شركات دفاع أميركية، في ثاني حزمة من العقوبات خلال أسبوع واحد، ردا على مبيعات أسلحة أميركية لتايوان.

وشملت العقوبات الصينية قيودا على فروع شركات بارزة مثل "لوكهيد مارتن" و"جنرال داينامكس" و"رايثيون".

وتأتي العقوبات المتبادلة بين الجانبين قبل أقل من أسبوعين على عودة الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، مما سيرفع حدة التوتر بين الجانبين.

وسعى ترامب لفتح صفحة جديدة مع الصين عبر دعوته الرئيس الصيني، شي جين بينغ، لحضور حفل تنصيبه في واشنطن في 20 يناير الحالي.

الاجتماعات العسكرية تقترب.. تفاؤل في واشنطن وتسهيلات صينية | القاهرة  الاخبارية

 المواقف الأمريكية تجاه الصين

نشر الصحفي هارولد إيزاك كتاب الخدوش على عقولنا: الصور الأمريكية للصين والهند في عام 1955.

 حدد إيزاك ست مراحل من المواقف الأمريكية تجاه الصين؛ وذلك من خلال مراجعة الأدبيات الشعبية والعلمية حول آسيا التي ظهرت في الولايات المتحدة، ومن خلال إجراء مقابلات مع العديد من الخبراء الأمريكيين. ذُكِرت المراحل على النحو التالي: «الاحترام» (القرن الثامن عشر)، و«الازدراء» (1840-1905)، و«الإحسان» (1905-1937)، و«الإعجاب» (1937-1944)، و«خيبة الأمل» (1944-1949)، و«العداء» (بعد عام 1949). حدّث المؤرخ جوناثان سبينس في عام 1990 نموذج إيزاك ليشمل «استيقاظ الفضول» (1970-1974)، و«الانبهار الساذج» (1974-1979) و«تجدد الشك» (ثمانينيات القرن الماضي).

 المواقف الصيني تجاه واشنطن

تمكن ماو تسي تونغ من فرض وجهات نظره على الحزب الشيوعي والحكومة ووسائل الإعلام. تجاهلت واشنطن احتمال أن قرارها في يونيو عام 1950 للدفاع عن كوريا الجنوبية، ثم غزو كوريا الشمالية في سبتمبر، من شأنه أن يثير قلق الصين، ولكنه فعل ذلك، إذ رد الصينيون في نوفمبر عام 1950 بغزو واسع النطاق لكوريا الشمالية دفع الحلفاء نحو جنوب خط العرض 38. استقر الوضع بالقرب من خط التقسيم الموازي 38 (خط العرض 38) الأصلي بحلول عام 1951.

 أوضحت حكومة أيزنهاور الجديدة في واشنطن عام 1953 أن القتال يجب أن يتوقف؛ ولمّحت إلى أنها يمكن أن تستخدم أسلحة نووية إذا لزم الأمر.

واستقر كلا البلدين على هدنة في عام 1953 لإيجاد حل لمشكلة إعادة أسرى الحرب إلى أوطانهم، وسحبت الصين قواتها من كوريا الشمالية.

و لم يُوقَّع على أي معاهدة سلام على الإطلاق، وظلت القوات الكورية الشمالية والكورية الجنوبية في القرن الحادي والعشرين في حالة مواجهة؛ وذلك مع وجود وحدة أمريكية كبيرة ما تزال متمركزة في كوريا الجنوبية. 

ولم يستطع ماو في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي تحمل ذلك البرنامج المناهض للستالينية بقيادة رئيس الوزراء الروسي نيكيتا خروتشوف.

 تصاعدت التوترات الأيديولوجية بين بكين وموسكو وكادت أن تُصبح على حافة الحرب. انقسمت الحركات الشيوعية بين العنصر القديم المؤيد لموسكو والماويين الأكثر راديكالية المؤيدين لبكين في جميع البلدان والمستعمرات الرأسمالية تقريبًا. لم يكن ماو ودودًا مع الولايات المتحدة، ولكنه أدرك أن الموقف الأمريكي المناهض للسوفييت في الحرب الباردة كان لصالحه طالما كانت الصين أقل قوة عسكريًا من الاتحاد السوفيتي المجاور.