ذكرى تأسيس الجيش العراقي .. تاريخ عريق وانتصارات متواصلة
يُعد الجيش العراقي واحدًا من أقدم الجيوش في العالم والشرق الأوسط، إذ تعود جذوره إلى بداية تأسيس الدولة العراقية الحديثة.
وتحتفل العراق في السادس من ينايرمن كل عام بذكرى تأسيس الجيش العراقي، الذي يشكّل رمزًا للفخر الوطني والوحدة والسيادة.
تأسيس الجيش العراقي
تأسس الجيش العراقي في 6 يناير عام 1921، عندما تم تشكيل أول فوج عسكري عراقي أطلق عليه اسم "فوج موسى الكاظم". كان هذا التأسيس في ظل الانتداب البريطاني للعراق، حيث سعت الدولة الناشئة إلى بناء قوة عسكرية تحمي سيادتها وتعزز استقلالها.
ومنذ تأسيسه، لعب الجيش العراقي أدوارًا بارزة على الصعيدين الداخلي والخارجي. فقد كان جزءًا مهمًا في تحقيق الاستقرار الداخلي ومواجهة التحديات المختلفة التي مرت بها البلاد، من حركات التمرد إلى الأزمات السياسية. على الصعيد الإقليمي، شارك الجيش في العديد من النزاعات والحروب، مثل الحروب العربية الإسرائيلية، الحرب العراقية الإيرانية، وحرب الخليج.
تحديات وإنجازات:
واجه الجيش العراقي تحديات كبيرة على مر العقود، خاصة بعد عام 2003 وما تبع ذلك من إعادة بناء الجيش وتطويره، وعلى الرغم من هذه التحديات، أثبت الجيش قدرته على مواجهة الإرهاب والتصدي لتنظيم داعش في حملة وطنية استعاد فيها الأراضي التي سيطر عليها التنظيم.
أبرز المحطات في تاريخ الجيش العراقي:
تأسيس الجيش (1921):
تم تأسيس الجيش العراقي تحت رعاية الحكومة العراقية الناشئة في ظل الانتداب البريطاني، حيث شُكّل أول فوج عسكري عراقي باسم "فوج موسى الكاظم". كانت هذه الخطوة بداية لبناء مؤسسة عسكرية تمثل العراق المستقل وتسعى لتعزيز سيادته.
الانخراط في الحروب العربية الإسرائيلية (1948-1973):
شارك الجيش العراقي في الصراع العربي الإسرائيلي منذ حرب عام 1948، حيث أرسل قوات لدعم الجيوش العربية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
كما شارك في حرب 1967 وحرب أكتوبر عام 1973، حيث لعب أدوارًا عسكرية بارزة، لا سيما في الجبهة السورية.
التغير السياسي عام 1958:
كان الجيش العراقي لاعبًا رئيسيًا في التغيير السياسي، حيث شهد أحداث 14 تموز 1958 الذي أنهى الحكم الملكي وأعلن قيام الجمهورية العراقية.
وقاد هذا التغييرمجموعة من الضباط الأحرار بقيادة عبد الكريم قاسم، وشكّل نقطة تحول كبيرة في تاريخ العراق الحديث.
الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988):
تعد الحرب العراقية الإيرانية واحدة من أكبر التحديات التي واجهها الجيش العراقي. استمرت الحرب لثماني سنوات وشهدت معارك ضارية على الجبهات الشرقية. أظهر الجيش العراقي قدرات كبيرة في إدارة الصراع، لكنه تحمل خسائر فادحة على المستويين البشري والاقتصادي.
حرب الخليج الثانية (1991):
عقب غزو العراق للكويت في 1990، تدخلت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لتحرير الكويت، وتكبد الجيش العراقي خسائر كبيرة نتيجة الهجمات الجوية المكثفة والانهيار السريع للخطوط الأمامية، مما أثر بشكل كبير على هيكله العسكري وقوته.
إعادة بناء الجيش بعد 2003:
بعد سقوط النظام العراقي في عام 2003، تعرض الجيش العراقي للتفكك نتيجة قرار حلّه من قبل سلطة الاحتلال وقد بدأت عملية إعادة بناء الجيش من جديد ليكون قوة وطنية مهنية. رغم التحديات الكبيرة، استطاع الجيش أن يعيد تشكيل نفسه تدريجيًا.
مواجهة الإرهاب وتنظيم داعش (2014-2017):
في واحدة من أصعب فترات تاريخه، قاد الجيش العراقي معارك حاسمة ضد تنظيم داعش الذي سيطر على مساحات واسعة من العراق في عام 2014.
وتمكنت القوات المسلحة، بدعم من الحشد الشعبي والتحالف الدولي، من استعادة الأراضي وإعلان النصر على التنظيم في 2017.
الاحتفالات الرسمية بذكرى تأسيس الجيش العراقي
وتُقام الاحتفالات الرسمية بذكرى تأسيس الجيش العراقي كل عام، حيث تُنظم الاستعراضات العسكرية والعروض الجوية التي تعكس قوة وتطور القوات المسلحة. كما تُلقى الخطابات الرسمية التي تكرّم دور الجيش وتضحيات جنوده في سبيل الوطن.
وعلى مدار تاريخه، واجه الجيش العراقي تحديات كبيرة، بما في ذلك الأزمات السياسية والحروب الداخلية والخارجية. ومع ذلك، بقي رمزًا للسيادة الوطنية ووحدة البلاد، وسعى إلى التطوير والتحديث لمواكبة متطلبات الأمن الوطني.