خطة عسكرية مشتركة.. أمريكا وإسرائيل تستعدان للهجوم على منشآت إيران النووية
في سياق التوترات المُتزايدة حول «البرنامج النووي الإيراني»، تقوم «الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل» بتحضيرات مشتركة لعملية عسكرية مُحتملة لاستهداف «المنشآت النووية الإيرانية»، وتُثير هذه التحضيرات مخاوف بشأن التأثيرات المُحتملة على الأمن الإقليمي والعالمي، حيث يأتي ذلك في ظل الاستعدادات الأمريكية لاستلام الرئيس المنتخب «دونالد ترامب» مهامه في البيت الأبيض.
أمريكا وإسرائيل تستعدان للهجوم على منشآت إيران النووية
وفي هذا الصدد، ناقش مسؤولون عسكريون إسرائيليون وأمريكيون الاستعدادات لتوجيه ضربة مشتركة مُحتملة ضد «المنشآت النووية الإيرانية. فقد اجتمع نائب قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي، «الأدميرال براد كوبر»، مع نائب رئيس الأركان الاسرائيلي اللواء أمير برام، لبحث تحسين الاستعداد لهجوم مشترك مُحتمل على «المنشآت النووية الإيرانية».
وأفادت صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية، أمس الأربعاء، أن «كوبر» التقى بنائب رئيس الأركان الاسرائيلي اللواء «أمير برام»، وركز الاجتماع على مناقشة شحنات الأسلحة الحيوية لإسرائيل والتي جمدتها الولايات المتحدة في عهد الرئيس المنتهية ولايته «جو بايدن»، بالاضافة لمناقشة هجوم أمريكي إسرائيلي مشترك على المنشآت النووية الإيرانية.
وقال ناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن «نائب رئيس الأركان برام ونائب قائد القيادة المركزية كوبر قاما بزيارة عدد من القواعد الجوية، بما في ذلك قاعدة نيفاتيم، حيث تم استعراض القدرات وعرض العمليات العملياتية المشتركة بين الجيشين».
إضافة إلى ذلك، تم التطرق إلى الموضوعات المتعلقة بتعزيز قدرة «جيش الاحتلال الإسرائيلي» على التصدي للتهديدات الإيرانية وتوسيع التعاون بين الطرفين في مجال الدفاع الجوي. حيث أكدت «واشنطن» على تقديم دعم إضافي لإسرائيل في شكل تجهيزات أساسية للمساعدة في التصدي للأخطار الإقليمية، بما في ذلك أسلحة هجومية متقدمة وأدوات خاصة لتعزيز الأمن في مواجهة التهديدات المتزايدة من إيران.
ولم يستبعد «ترامب» احتمال شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية أو هو يدعم مثل هذا الهجوم من قِبل إسرائيل.
إسرائيل تُخطط لضرب منشآت إيران النووية بقيادة «كاتس» وسط تأهب أمريكي
في غضون ذلك، تُخطط «إسرائيل» لضرب منشآت إيران النووية، بقيادة وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد «يسرائيل كاتس»، حيث قال في وقت سابق، إن «طهران مُعرضة اليوم أكثر من أي وقت مضى لخطر تعرض منشآتها النووية للضرر»، وذلك خلال اجتماعه لأول مرة مع «منتدى هيئة الأركان العامة» برئاسة رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي «هرتسي هاليفي».
وصرح «كاتس»، بأن «إسرائيل لن تُوافق على أي ترتيب لا يضمن حقها في منع الإرهاب بمفردها، أو لا يتوافق مع تحقيق أهداف حربها في لبنان، وهي نزع سلاح حزب الله وانسحابه إلى ما وراء نهر الليطاني والعودة الآمنة لسكان شمال إسرائيل إلى منازلهم»، حسبما أفادت صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية، اليوم الثلاثاء.
وزير الدفاع الإسرائيلي يدعو لتوجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية
ووفقًا للصحيفة العبرية، دعا «كاتس» لتوجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية.
ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، عن كاتس قوله «هناك إمكانية لتحقيق الهدف الأكثر أهمية، وهو إحباط ورفع خطر الإبادة الذي يُحيط بإسرائيل».
وشغل كاتس في السابق منصب وزير الخارجية، قبل توليه حقيبة الدفاع بعد إقالة سلفه يوآف جالانت.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد قال الإثنين، إن الحرب مع حزب الله لم تنته بعد.
وشدد ساعر على أن تنفيذ أي اتفاق لوقف إطلاق النار سيكون هو التحدي الرئيسي على الرغم من إحراز بعض التقدم في المحادثات.
وأفاد ساعر في مؤتمر صحفي بالقدس، بأن إسرائيل تعمل مع الولايات المتحدة على وقف إطلاق النار، مُضيفًا أن إسرائيل ترغب في تراجع حزب الله إلى شمالي نهر الليطاني على بُعد نحو 30 كيلومترًا من الحدود فضلًا عن منعه من مُعاودة التسلح.
وذكر ساعر أن الركيزة الأساسية لأي اتفاق يجب أن تقوم على منع حزب الله من إدخال أسلحة إلى لبنان من سوريا.
وتشهد المناطق الحدودية في جنوب لبنان تبادلًا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، منذ الثامن من أكتوبر 2023 بعد إعلان إسرائيل الحرب على غزة ردًا على هجوم حماس على أراضيها، وإعلان حزب الله مساندة غزة.
وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي في أول أكتوبر الماضي عملية عسكرية برية مركزة في جنوب لبنان.
دول أوروبية تُطالب إيران بالتراجع عن تصعيدها النووي
وفي وقت سابق، طالبت «ألمانيا وفرنسا وبريطانيا»، قبل اجتماع لمجلس الأمن الدولي، أمس الثلاثاء، في نيويورك «إيران» بالتراجع عن تصعيدها النووي، حسبما أفادت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، الأربعاء.
برنامج إيران النووي
وقالت السفيرة الألمانية لدى الأمم المتحدة أنتيه ليندرتسي وفي بيان مشترك مع فرنسا وبريطانيا، قبل نقاش حول التوسع المزمع لإيران في برنامجها النووي، إنه «يجب على إيران تغيير مسارها ووقف التصعيد واختيار الدبلوماسية».
وأعلنت إيران مُؤخرًا عن توسيع برنامجها النووي. وتمتلك طهران كميات قياسية من اليورانيوم المخصب، دون وجود أسباب مدنية موثوقة لذلك.
ووفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تُخطط إيران أيضًا لزيادة عدد أجهزة الطرد المركزي وتوسيع البنية التحتية لتخصيب اليورانيوم. ومع ذلك، تذكر الحكومة في طهران أنها لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية.
صحيفة أمريكية: «ترامب يبحث توجيه ضربة عسكرية لإيران»
من ناحية أخرى، يدرس فريق الرئيس الأمريكي المنتخب «دونالد ترامب»، الخيارات بما في ذلك الضربات الجوية، لوقف البرنامج النووي الإيراني، حسبما أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، في تقرير الجمعة.
وكتبت الصحيفة الأمريكية: «أنه في الوقت الحالي، يدرس الرئيس المنتخب دونالد ترامب الخيارات المتاحة لمنع إيران من بناء سلاح نووي، بما في ذلك إمكانية شن غارات جوية وقائية، وهي الخطوة التي من شأنها أن تكسر السياسة القديمة المتمثلة في احتواء طهران بالدبلوماسية والعقوبات».
وأضافت: «أنه الآن يخضع خيار توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية لمراجعة أكثر جدية من قبل بعض أعضاء فريق ترامب الانتقالي، الذين يدرسون بعناية سقوط نظام الرئيس بشار الأسد ــ حليف طهران ــ في سوريا، ومستقبل القوات الأمريكية في المنطقة، وتدمير إسرائيل لحزب الله وحماس».
ضعف موقف إيران الإقليمي
ونقلت «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين في الفريق الانتقالي قولهم، إن «ضعف موقف إيران الإقليمي والكشف الأخير عن العمل النووي المزدهر لطهران قد أشعل المناقشات الداخلية الحساسة. ومع ذلك، تظل كل المداولات بشأن هذه القضية في مراحلها المبكرة».
وتابعت الصحيفة الأمريكية أن مستشاري الرئيس المنتخب يخشون أن لا تكون الضغوط الاقتصادية كافية لاحتواء طهران، ويدرسون العمل العسكري، ونقلت عن مصدرين مطلعين على التفاصيل قولهما إن «ترامب أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا أنه قلق من أن إيران ستنخرط في برنامج نووي في عهده».
إيران تتوعد إسرائيل برد قوي وواشنطن تُهدد طهران بعواقب وخيمة
توعدت «إيران» بالرد القوي على «دولة الاحتلال»، في وقت سابق، بعد الهجوم الذي شنته الأخيرة نهاية الأسبوع الماضي، ردًا على الهجمات الإيرانية الصاروخية في أكتوبر الماضي، مُحذرة من أنها «سترد بحزم وفاعلية على الضربات التي شنّتها إسرائيل على مواقعَ عسكرية في الجمهورية الإسلامية».