"خسائر مادية وبشرية كبيرة" تاريخ الحرائق الأكثر دماراً للولايات المتحدة
شهدت الولايات المتحدة الأمريكية العديد من الحرائق المدمرة عبر تاريخها، حيث تعد هذه الحرائق واحدة من أبرز الكوارث الطبيعية التي تؤثر على البيئة والمجتمعات.
وتقع معظم هذه الحرائق في المناطق الغربية من البلاد بسبب الجفاف المستمر، الحرارة المرتفعة، والرياح القوية. في هذا التقرير، سنلقي نظرة على بعض من أقوى الحرائق التي شهدتها الولايات المتحدة، أسبابها، وتأثيراتها.
حريق بيشتيغو (1871)
يُعد حريق بيشتيغو في ولاية ويسكونسن من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ الولايات المتحدة من حيث عدد الوفيات.
واندلع الحريق في 8 أكتوبر 1871، في نفس اليوم الذي شهد فيه شيكاغو حريقها الكبير. تسبب هذا الحريق في مقتل أكثر من 1,500 شخص، ويُعتقد أن العدد الحقيقي قد يصل إلى 2,500، وقد نشب الحريق بسبب عوامل طبيعية مثل الجفاف والرياح، بالإضافة إلى أساليب إزالة الغابات التي اعتمدت على إشعال النيران. دمر الحريق مساحات واسعة من الأراضي، بما في ذلك بلدات بأكملها.
حريق شيكاغو الكبير (1871)
وقع هذا الحريق في نفس العام الذي شهد فيه حريق بيشتيغو. بدأ الحريق في 8 أكتوبر 1871 واستمر لمدة ثلاثة أيام، مما أدى إلى تدمير جزء كبير من مدينة شيكاغو.
ورغم أن عدد الضحايا كان أقل مقارنة بحريق بيشتيغو (حوالي 300 قتيل)، إلا أن الأضرار الاقتصادية كانت هائلة، حيث تم تدمير أكثر من 17,000 مبنى، وأصبح حوالي 100,000 شخص بلا مأوى. السبب الدقيق للحريق غير معروف، ولكن الأساطير تقول إنه بدأ بسبب بقرة أسقطت فانوسًا في حظيرة.
حريق يلوستون (1988)
شهد منتزه يلوستون الوطني واحدًا من أكبر الحرائق في التاريخ الحديث. اندلع الحريق نتيجة صواعق طبيعية واستمر لمدة أشهر، حيث التهم أكثر من 36% من مساحة المنتزه، أي ما يقرب من 793,880 فدانًا. ورغم الدمار الكبير، أدى الحريق إلى تجديد البيئة، حيث ساعد في تجديد الغابات وإعادة توازن النظام البيئي. يُعتبر هذا الحريق مثالًا على دور الحرائق الطبيعية في الحفاظ على صحة النظم البيئية.
حرائق كاليفورنيا المتكررة
تعد ولاية كاليفورنيا واحدة من أكثر الولايات تعرضًا للحرائق، حيث شهدت في السنوات الأخيرة عددًا من الحرائق الضخمة بسبب تغير المناخ وزيادة درجات الحرارة. من أبرز هذه الحرائق:
حريق كامب (2018): يُعتبر الأكثر فتكًا في تاريخ كاليفورنيا، حيث تسبب في مقتل 85 شخصًا وتدمير مدينة بارادايس بالكامل.
حريق ميندوسينو كومبلكس (2018): أكبر حريق في تاريخ الولاية من حيث المساحة، حيث احترق حوالي 459,123 فدانًا.
حريق ديكسي (2021): ثاني أكبر حريق في تاريخ الولاية، حيث دمر أكثر من 960,000 فدان.
حريق توبس (2017)
شهد شمال كاليفورنيا في أكتوبر 2017 سلسلة من الحرائق المدمرة، أبرزها حريق توبس. أدى الحريق إلى مقتل 22 شخصًا وتدمير أكثر من 5,600 مبنى في مقاطعة سونوما. تسبب الجفاف وارتفاع درجات الحرارة في انتشار الحريق بسرعة كبيرة، مما صعّب جهود الإطفاء.
وتشتعل الحرائق في الولايات المتحدة إلى عدة عوامل، من بينها:-
الجفاف وارتفاع درجات الحرارة: يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم الظروف الجافة والحرارة المرتفعة، مما يجعل المناطق أكثر عرضة للاشتعال.
الرياح القوية: تسهم الرياح مثل رياح سانتا آنا في كاليفورنيا في نشر النيران بسرعة.
العوامل البشرية: تتسبب الأنشطة البشرية مثل إشعال النيران بشكل غير مسؤول أو الحوادث في إشعال العديد من الحرائق.
حريق لوس أنجلوس 2025
خسائر ضخمة تكبدتها ولاية لوس أنجلوس نتيجة حرائق الغابات، والتي تتجه لتكون واحدة من أكثر الحرائق كلفة في تاريخ الولايات المتحدة.
وبحسب تقرير نشره موقع "بي بي سي" البريطاني واطلعت عليه "سكاي نيوز عربية"، فمن المتوقع أن تتجاوز الخسائر 135 مليار دولار حتى الآن.
وفي تقدير أولي، بحسب التقرير، قالت شركة "أكيوويذر" الخاصة للتنبؤ بالطقس إنها تتوقع وقوع خسائر تتراوح بين 135 مليار دولار و150 مليار دولار، حيث تنتشر الحرائق في منطقة تضم بعض أغلى العقارات في الولايات المتحدة.
كما تستعد صناعة التأمين لضربة كبيرة، حيث يتوقع محللون من شركات مثل "مورنينغ ستار" و"جيه بي مورغان" وقوع خسائر مؤمنة تزيد عن 8 مليارات دولار.
وتقول سلطات الإطفاء إن أكثر من 5300 مبنى دمرها حريق "باليساديس"، بينما دمر حريق "إيتون" أكثر من 5000 مبنى.
ومع استمرار السلطات في العمل على احتواء الحرائق، فإن حجم الخسائر لا يزال يتكشف.
جهود الولايات المتحدة لمكافحة الحرائق
تستثمر الولايات المتحدة موارد كبيرة لمكافحة الحرائق، بما في ذلك استخدام الطائرات لإخماد النيران، تدريب فرق الإطفاء، واعتماد تقنيات حديثة للتنبؤ بالحرائق، كما تعمل الحكومة على تعزيز الوعي بمخاطر الحرائق والحد من الأنشطة التي تؤدي إلى اشتعالها.
وتعد الحرائق جزءًا من التحديات الطبيعية التي تواجه الولايات المتحدة، ولكن مع تفاقم تغير المناخ، أصبحت أكثر شدة وتكرارًا، و يتطلب التعامل مع هذه الكوارث استراتيجيات شاملة تشمل الوقاية، الاستجابة السريعة، وإعادة التأهيل، لضمان حماية الأرواح والبيئة.