مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

قطر تقود جهودًا دبلوماسية لوقف حرب غزة.. مسودة اتفاق تاريخي تلوح بالأفق

نشر
الأمصار

في تطور لافت على الساحة السياسية والدبلوماسية، أرسلت قطر مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس"، بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ 15 شهرًا في قطاع غزة. 

المسودة تتضمن ترتيبات أمنية وسياسية معقدة، تتعلق بتبادل الأسرى والمساعدات الإنسانية ومستقبل الحكم في القطاع، في خطوة وصفت بأنها الأقرب لتحقيق السلام منذ بداية النزاع.

النقاط الرئيسية في المسودة

إطلاق سراح الرهائن والمعتقلين

وفقًا للمسودة، تشمل المرحلة الأولى إطلاق سراح 33 رهينة، من بينهم أطفال ونساء وكبار سن وجرحى، مع تأكيد إسرائيل على أن معظمهم أحياء دون الحصول على إثباتات رسمية من "حماس".

و إذا نجحت المرحلة الأولى، ستبدأ مفاوضات لإطلاق سراح باقي الرهائن، بما في ذلك الجنود الإسرائيليين، إضافة إلى إعادة الجثامين.

الانسحاب الإسرائيلي وترتيبات أمنية

  • انسحاب إسرائيلي تدريجي، مع بقاء القوات بالقرب من الحدود لحماية المناطق الإسرائيلية المحاذية.
  • ترتيبات أمنية في منطقة "محور فيلادلفيا" (صلاح الدين) جنوب قطاع غزة، تشمل انسحابًا جزئيًا خلال الأيام الأولى من تنفيذ الاتفاق.
  • عودة سكان شمال غزة غير المسلحين لمناطقهم مع ضمانات لمنع تهريب الأسلحة.
  • انسحاب من معبر نتساريم وسط غزة ضمن جدول زمني محدد.

المساعدات الإنسانية

تتضمن المسودة زيادة المساعدات الإنسانية لسكان القطاع، الذين يعانون من أوضاع إنسانية كارثية بسبب الحصار المستمر. لكن تبقى الخلافات قائمة حول الكميات المسموح بدخولها وضمان وصولها للمحتاجين دون تدخل العصابات المسلحة.

مستقبل غزة وحكم القطاع

  • قضية مستقبل الحكم في غزة لم تُحسم بعد، إذ ترفض إسرائيل عودة "حماس" للحكم، كما تعترض على دور السلطة الفلسطينية.
  • يُرجّح أن تتركز الجهود الدولية على إنشاء إدارة مشتركة تضم قوى فلسطينية ومدنية بإشراف دولي، وهي نقطة خلافية قد تعرقل تنفيذ الاتفاق.

توقيت حساس

تأتي هذه الجهود قبل أسبوع من تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهامه، ما يضع ضغوطًا إضافية على جميع الأطراف للتوصل إلى اتفاق قبل تغيير الإدارة في واشنطن.

وفي سياق متصل، من المقرر أن يعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن خطة "اليوم التالي" لإعادة إعمار غزة وإدارة القطاع.

رؤية دولية وأبعاد سياسية

يُجمع المجتمع الدولي على ضرورة إنهاء القتال وضمان انتقال سياسي سلس في غزة. ومع ذلك، تظل المخاوف قائمة بشأن قدرة الأطراف المعنية على الالتزام ببنود الاتفاق وتحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة.

دعوات إسرائيلية لإسقاط حكومة نتنياهو بسبب صفقة تبادل الأسرى

من جهة أخرى، هاجمت رئيسة حركة «ناشالا» الإسرائيلية دانييلا فايس، حكومة «بنيامين نتنياهو» بسبب الصفقة المرتقبة مع «حماس، واصفة الخطوة بأنها «استسلام تام للإرهاب»، ودعت إلى إسقاط الحكومة.

وخرجت مظاهرة في القدس مساء الإثنين، ضد الصفقة التي يجري العمل عليها بين الحكومة الإسرائيلية وحركة «حماس» والتي يتم في إطارها دراسة خيارات إطلاق سراح الأسرى الأمنيين الفلسطينيين مقابل الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة الفلسطينية.

وأوضحت فايس، في كلمتها أن الصفقة المخطط لها تُشكل «تقصيرًا في أمن دولة إسرائيل»، وقالت: «لا يوجد حق في الوجود لحكومة تتخلى عن دولة إسرائيل. هذه الصفقة هي استسلام كامل للإرهاب ويجب علينا كشعب ألا نسمح بذلك».

ودعت الوزراء بتسلئيل سموتريتش وأوريت ستروك وإيتمار بن غفير إلى «النهوض والعمل على منع تنفيذ الصفقة".

وركزت الانتقادات التي وجهها فايس بشكل أساسي على «التنازلات التي ظهرت بوضوح في الصفقة وعلى الافتقار إلى الحوكمة في مواجهة الإرهاب»، مُعتبرة أن «التصرفات الحالية تشير إلى ضعف لدى أعدائنا وتضر بمكانة إسرائيل الأمنية».

هجوم 7 أكتوبر 2023

ومُنذ هجوم 7 أكتوبر 2023، شهد «قطاع غزة» تصعيدًا دمويًا أدى إلى استشهاد أكثر من 46,500 فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، ومع تزايد الضغوط الدولية لإنهاء الحرب، يُشير مسؤول في دولة الاحتلال إلى أن رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو وافق على تقديم تنازلات بشأن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وانسحاب قوات الاحتلال من محوري نتساريم وفيلادلفيا.

وقال مسؤول إسرائيلي آخر: «نحن أقرب من أي وقت مضى إلى التوصل إلى اتفاق، لكن القرار النهائي يعتمد على رد حماس، المتوقع خلال الساعات المُقبلة».

ورغم التقدم في المفاوضات، لا تزال بعض النقاط الشائكة تعرقل التوصل إلى الاتفاق النهائي، وصرح مسؤول في حماس لوكالة «رويترز» بأن المحادثات أحرزت تقدمًا، لكنه أشار إلى استمرار الخلاف حول قضايا جوهرية، أبرزها انسحاب دولة الاحتلال من محور فيلادلفيا، وما إذا كان وقف إطلاق النار سيكون دائمًا أو مؤقتًا.

وفي السياق نفسه، ذكرت شبكة «سي إن إن»، أن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، أكد وجود ضغوط كبيرة على «حماس للموافقة على الصفقة، مشيرًا إلى «احتمال إتمام الاتفاق خلال الأسبوع الجاري».

 

 

جهود دولية لدفع العملية

على صعيد الجهود الدبلوماسية، كثّف المبعوثون الدوليون والإقليميون جهودهم لدفع المفاوضات نحو النجاح. وأوضح سوليفان أن مستشار بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكجورك، كان في الدوحة خلال الأسبوع الماضي للتفاوض مع المبعوثين القطريين والإسرائيليين، كما شارك مدير الموساد الإسرائيلي، ديفيد برنياع، ومسؤولون آخرون في الاجتماعات.

وقال مصدر مطلع، بحسب «أكسيوس»، إن «نتنياهو» أبلغ الرئيس الأمريكي «جو بايدن»، في اتصال هاتفي يوم الأحد، استعداده لإتمام الصفقة كما هي، ما يعكس تحولًا في الموقف الإسرائيلي تجاه التنازلات المطروحة.

«بايدن» يكشف آخر التطورات بشأن مفاوضات غزة

وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكي «جو بايدن»، أن المفاوضات المتعلقة بإطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة، أحرزت «تقدمًا حقيقيًا»، حسبما أفادت وسائل إعلام أمريكية، الجمعة.

وقال بايدن للصحافيين في البيت الأبيض على هامش مؤتمر تحدث فيه عن حرائق لوس أنجلوس، «إننا نُحرز بعض التقدم الحقيقي، لقد التقيت المفاوضين اليوم».

وأضاف: «ما زلت آمل في أن نتمكن من إجراء عملية تبادل. وحماس هي التي تقف في طريق هذا التبادل حاليًا، لكنني أعتقد أننا قد نكون قادرين على إنجاز ذلك، نحن بحاجة إلى إنجازه».

وكانت حركة حماس، دعت يوم الخميس، الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى المساهمة في الضغط على الجانب الإسرائيلي للتوصل إلى صفقة شاملة تضمن إنهاء الحرب في قطاع غزة.

حماس: «الاتفاق مع إسرائيل يعتمد على موقف نتنياهو»

في غضون ذلك، صرح مسؤول في «حماس»، بأن الحركة ليست بعيدة عن التوصل إلى اتفاق مع «إسرائيل»، إذا كان هناك تجاوب من رئيس وزراء الاحتلال «بنيامين نتنياهو»، في قضيتي «وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب من غزة»، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية، الخميس.

وقال القيادي في «حماس» في اتصال مع وكالة الأنباء الألمانية: «لسنا بعيدين عن اتفاق إذا ما كان هناك تجاوب من نتنياهو في موضوعي وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب».

وأضاف: «نحن قدمنا تنازلات عديدة في سبيل إنجاح جهود الوساطة لوقف إطلاق النار ولإنهاء معاناة شعبنا في قطاع غزة».

وتابع «ولكن في كل مرة كنا نصطدم بتعنت إسرائيلي ورفض ونسف لكل تلك الجهود والعودة إلى نقطة الصفر لأن نتنياهو يريد التنصل من أي تعهدات تفضي إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة».

شروط حماس

وتشترط «حماس» أن يتضمن أي اتفاق مع إسرائيل وقف إطلاق نار دائمًا وانسحاب جيش الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزة، فيما تسعى إسرائيل إلى التوصل لصفقة جزئية لتبادل أسرى مع حماس دون أي تعهد بتطبيق الشرطين.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تجددت فيه مساعي وجهود الوسطاء من أجل التوصل إلى هدنة بين الطرفين في العاصمة القطرية الدوحة.

ماذا بعد؟

رغم التقدم المحرز، يبقى نجاح الاتفاق مرهونًا بتوافق سياسي وأمني دقيق، مع استمرار الجهود القطرية والدولية لإنهاء واحدة من أكثر الأزمات تعقيدًا في الشرق الأوسط.