بعد تحرير "ود مدني".. هل أوشك الجيش السوداني على إخماد نيران الحرب؟
بينما يتواصل النزاع على أشده، فيما بين قوات الجيش السوداني، والدعم السريع، وسط معارك طاحنة، باتت الكفة مؤخرًا تميل في اتجاه قوات الجيش التي أحرزت تقدمًا لافتًا في بعض البقاع الحيوية، من أيدي الدعم السريع، وهو ما أعده البعض بمثابة بارقة أمل نحو إخماد نيران الحرب التي اكتوى بها الآلاف من السودانيين.
وفي أعقاب استعادة مدينة " ود مدني" خرج العميد نبيل عبد الله المتحدث باسم الجيش السوداني، في تصريحات قائلًا إن السيطرة على تلك المدينة مهم للغاية من الناحية الإستراتيجية لا سيما أنها تلي الخرطوم عاصمة البلاد من حيث الأهمية والكثافة السكانية العالية.
مردفًا خلال تصريحات تلفزيونية: مدينة ود مدني التي سيطر الجيش السوداني عليها، بها أكبر مشروع زراعي هو مشروع الجزيرة، بالإضافة أن هذه الولاية تقع في وسط البلاد، وتربط العاصمة الخرطوم بولايات السودان الشرقية والغربية والجنوبية وولايات الوسط، وهي أيضا لها أهمية اقتصادية كبيرة وبها العديد من الصناعات الصغيرة والصناعات التحويلية وبالتالي لها أهمية كبرى في السودان".
كما استطرد قائلًا:"نجاح عملياتنا في منطقة وسط البلاد والجزيرة وتطهير مدينة مدني بكل تأكيد هو يضعف ويحد من تمدد وجود مليشيا الدعم السريع في هذه المناطق وهو يمكن أن يعتبر نقطة تحول في هذه الحرب، كما شدد على أن الجيش السوداني يبذل كل غال ونفيس في إنهاء هذا التمرد وحسم هذه الحرب والدفاع على سيادة وكيان البلاد.
وقبلها، أحرزت قوات الجيش السوداني، تقدمًا من الناحية الغربية للولاية، وفرضت سيطرتها على عشرات البلدات الصغيرة والقرى الواقعة قرب مدينة الكاملين، أكبر محليات ولاية الجزيرة، التي تبعد نحو 95 كيلومتراً جنوب العاصمة الخرطوم. ولا تزال قوات الجيش تواصل التقدم بوتيرة أسرع لاستعادة المناطق التي تقع على الطريق الرئيسية الرابطة بين ولاية الجزيرة وولاية الخرطوم.
وأفاد سكان قرويون بأن قوات الجيش بدأت في عمليات تمشيط واسعة النطاق في البلدات والقرى لطرد عناصر «الدعم السريع» التي انسحبت باتجاه العاصمة الخرطوم.
وسيطر الجيش على بلدات مهمة من جهة الغرب، وهى فداسي والقريقريب والعيكورة، بينما تتقدم قواته صوب مدينة الحصاحيصا، إحدى أكبر مدن الجزيرة، التي لا تزال خارج نطاق التواصل نتيجة لانقطاع الاتصالات وشبكة الإنترنت.
كما سيطرت قوات «درع السودان» بقيادة أبو عاقلة كيكل، المنشق عن «قوات الدعم السريع» على بلدة تمبول شرق الجزيرة، وهي مركز استراتيجي لمئات القرى في سهل البطانة. وظهر كيكل مع عناصر من قواته أمام مستشفى تمبول، معلناً السيطرة عليها بالكامل.