«وقف إطلاق النار في غزة»| تفاصيل الاتفاق وأبرز ردود الفعل العربية والدولية
في تحول مُهم على «الساحة الفلسطينية»، أُعلن عن اتفاق وقف إطلاق النار بين «إسرائيل وحركة حماس» في قطاع غزة، بعد مفاوضات مُكثفة، حيث تم التوقيع على الاتفاق في إطار جهود دولية وإقليمية للتحقق من الاستقرار في المنطقة. وتتضمن هذه الصفقة عدة بنود أساسية تهدف إلى «وقف الأعمال العدائية وتحقيق الاستقرار في غزة»، وسط ردود فعل واسعة على الصعيدين العربي والدولي حول الاتفاق.
اتفاق وقف إطلاق النار بين «إسرائيل وحماس» في غزة
وفي إطار الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق السلام بالمنطقة، وبعد مفاوضات مُوسعة، أعلن رئيس الوزراء القطري الشيخ «محمد بن عبد الرحمن آل ثاني»، أمس الأربعاء، عن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين «إسرائيل وحماس»، من شأنه أن يُوقف الحرب المدمرة المستمرة مُنذ 15 شهرًا في غزة، ويُمهد الطريق أمام عودة العشرات من الرهائن الإسرائيليين إلى ديارهم.
وصرح رئيس الوزراء القطري، بأن «الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ يوم الأحد، خلال إعلانه عن الاتفاق في العاصمة القطرية الدوحة، التي كانت مسرحًا لمفاوضات شاقة استمرت لأسابيع».
أبرز بنود الاتفاق بالتفاصيل
- أوضح المسؤول القطري أنه ومع موافقة الطرفين على الاتفاق جار العمل على إنهاء كافة الإجراءات التنفيذية خلال هذه الليلة، ومن الاتفاق على الإجراءات الداخلية لدى الحكومة الإسرائيلية ومن بعدها يبدأ تنفيذ الاتفاق يوم الأحد 19 يناير الجاري، مُضيفًا أنه «سيتم تحديد موعد تنفيذ الاتفاق على نحو الدقة لاحقًا».
- مُدة المرحلة الأولى من الاتفاق 42 يومًا ستشهد وقفا لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية شرقًا وبعيدًا عن المناطق المُكتظة بالسكان للتمركز على الحدود في جميع مناطق قطاع غزة، وتبادل الأسرى والرهائن وفق آلية محددة وتبادل رفاة المتوفين وعودة النازحين إلى أماكن سكنهم وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج.
- المرحلة الأولى تتضمن «تكثيف إدخال المساعدات الإنسانية وتوزيعها الآمن والفعال على نطاق واسع في جميع أنحاء قطاع غزة وإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز وإدخال مستلزمات الدفاع المدني والوقود وإدخال مستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب».
- حسب الاتفاق «ستُطلق حركة حماس في المرحلة الأولى سراح 33 مُحتجزًا إسرائيليًا بما يشمل النساء المدنيات والمجندات والأطفال وكبار السن والمرضى والجرحى المدنيين مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ومراكز الاعتقال».
- تفاصيل المرحلتين الثانية والثالثة فسيتم الاتفاق عليها خلال تنفيذ المرحلة الأولى.
- شدد رئيس الوزراء القطري على «ضرورة التزام الطرفين الكامل بتنفيذ الاتفاق بمراحله الثلاث حقنا لدماء المدنيين وتجنيب المنطقة لتبعات هذا الصراع وتمهيدًا للوصول للسلام العادل والمستدام».
- ستعمل قطر بحسب رئيس وزرائها بشكل مشترك مع مصر والولايات المتحدة لضمان «تنفيذ الأطراف لالتزاماتها وضمان استمرار المفاوضات لتنفيذ بقية المراحل».
- أعرب رئيس وزراء قطر عن تطلعه لتضافر الجهود الإقليمية والدولية في تقديم المساعدات الإنسانية ودعم الأمم المتحدة في إدخال وايصال المساعدات للسكان المدنيين في قطاع غزة.
وفي هذا الصدد، رحّب قادة العالم من مختلف الدول بالاتفاق، داعين إلى «تنفيذه بالكامل لضمان التخفيف من معاناة المدنيين واستئناف الجهود الدبلوماسية لتحقيق سلام دائم في منطقة الشرق الأوسط».
السعودية
أعربت وزارة الخارجية عن ترحيب «المملكة العربية السعودية» باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وثمنت الجهود التي بذلتها دولة قطر، ومصر، والولايات المتحدة الأمريكية في هذا الشأن.
وشدِّدت المملكة على ضرورة الالتزام بالاتفاق ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية بشكل كامل من القطاع وسائر الأراضي الفلسطينية والعربية وعودة النازحين إلى مناطقهم.
وأكدت أهمية البناء على هذا الاتفاق لمعالجة أساس الصراع من خلال تمكين الشعب الفلسطيني الشقيق من حقوقه، وفي مقدمتها قيام دولته الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 م وعاصمتها القدس الشرقية.
وتأمل المملكة أن يكون هذا الاتفاق مُنهيًا بشكل دائم لهذه الحرب الإسرائيلية الوحشية التي راح ضحيتها أكثر من 45 ألف شهيد، وأكثر من 100 ألف جريح، وفق البيان.
الإمارات
أعرب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ «عبدالله بن زايد آل نهيان» عن ترحيب دولة الإمارات بإعلان الاتفاق على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وعلى إطلاق سراح المحتجزين والرهائن والأسرى.
وأثنى الشيخ عبدالله بن زايد على الجهود التي قامت بها دولة قطر، ومصر والولايات المتحدة، لتحقيق هذا الاتفاق، مُعربًا عن الأمل في أن يُمهد الطريق لإنهاء المعاناة، ويمنع وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح، ويضع حدًا للأزمة والأوضاع المأساوية في القطاع.
وشدد على ضرورة أن يلتزم الطرفان بما تم التوصل إليه من توافقات والتزامات في سبيل إنهاء معاناة الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين، كما جدد التأكيد على موقف دولة الإمارات الراسخ الداعي إلى ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين بشكل عاجل ومستدام والسماح بتدفقها بكل السبل وبلا عوائق؛ لإنهاء الأوضاع الإنسانية الحرجة التي يواجهها المدنيون منذ أكثر من 15 شهرًا.
وأوضح ضرورة دعم المجتمع الدولي كافة الجهود الساعية لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، وكذلك وضع حد للممارسات غير الشرعية التي تُهدد حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، كما أكد على أنّ دولة الإمارات ثابتة في التزامها بتعزيز السلام والعدالة، وضمان حقوق الشعب الفلسطيني.
قطر
عبّر أمير دولة قطر «تميم بن حمد آل ثاني»، عن أمله في أن يُسهم إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بغزة «في إنهاء العدوان والتدمير والقتل في القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة»، مُعربًا عن شكره لمصر وأمريكا على «جهودهما المقدرة».
بدوره، دعا رئيس الوزراء القطري إلى الهدوء في قطاع غزة في الفترة المستمرة من الآن إلى سريان اتفاق وقف الحرب في 19 يناير.
مصر
قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في منشور على منصة «إكس»: «أرحب بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة... أؤكد على أهمية الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزة».
وأكدت مصر، في بيان مشترك مع قطر وأمريكا، نشرته الرئاسة المصرية، أن «سياستهم كضامنين لهذا الاتفاق هي التأكيد على أن جميع مراحله الثلاث ستُنفذ بشكل كامل من قبل الطرفين».
وأضاف البيان: «وعليه، فإن الوسطاء سيعملون بشكل مشترك لضمان تنفيذ الأطراف لالتزاماتهم في الاتفاق والاستمرار الكامل للمراحل الثلاث»، مُؤكدة «حث الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي على دعم هذه الجهود بموجب الآليات المتبعة في تنفيذ الاتفاق».
الأردن
ثمنت «وزارة الخارجية الأردنية» الجهود التي بذلتها جمهورية مصر العربية ودولة قطر الشقيقتين والولايات المتحدة الأمريكية للتوصل للاتفاق، وشددت على ضرورة الالتزام الكامل به.
وأكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على ضرورة إطلاق تحرك دولي فوري لإدخال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة لمواجهة الكارثة الإنسانية التي سببها العدوان الإسرائيلي على غزة، وعلى ضرورة إطلاق جهد حقيقي لإعادة إعمار غزة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق.
لبنان
كتب رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري عبر حسابه على منصة «إكس»: «مبروك للشعب الفلسطيني وقف آلة القتل الإسرائيلة، على أمل أن يطوي اتفاق وقف إطلاق النار الحرب التدميرية».
وأضاف: «الشكر الكبير لكل من عمل وساهم للوصول لهذا الاتفاق بدءًا من مصر وقطر وصولًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية».
العراق
بارك النائب الأول لرئيس مجلس النواب في العراق «محسن المندلاوي»، للشعب الفلسطيني اتفاق وقف إطلاق النار، قائلاً: «نُبارك للشعب الفلسطيني الأبي، ومقاومته الشجاعة والباسلة، النصر العظيم الذي سطروه في معركة طوفان الأقصى، والذي تكلل بإرغام العدو الصهيوني الإرهابي بالقبول على بنود اتفاق وقف إطلاق النار، ونُؤكد أن هذا الإنجاز الكبير ما كان ليتحقق لولا ضربات سواعد الأبطال المباركة، واحتضان المجتمع لمقاومته الشريفة، وثبات وصمود الغزاويين الأسطوري رغم كل ما تعرضوا له من قتل وتشريد وحصار، واستبسالهم الاستثنائي في الدفاع عن مقدساتهم وأرضهم وكرامتهم وحريتهم وحقوقهم المشروعة».
الولايات المتحدة
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض: «يُمكنني إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحماس»، مُضيفًا: «سيتوقف القتال في غزة وقريبًا سيعود الرهائن إلى عائلاتهم».
بدوره، قال الرئيس المنتخب دونالد ترامب، في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال» مُعلقًا: «لدينا اتفاق بشأن الرهائن في الشرق الأوسط وسيطلق سراحهم قريبًا. شكرا لكم!».
وقال ترامب في منشور ثانٍ: «ومع التوصل إلى هذا الاتفاق، فإن فريقي للأمن القومي، من خلال جهود المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، سيُواصل العمل بشكل وثيق مع إسرائيل وحلفائنا للتأكد من أن غزة لن تُصبّح مرة أخرى ملاذًا آمنًا للإرهابيين».
تركيا
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان للصحفيين في أنقرة إن «الاتفاق خطوة مُهمة لاستقرار المنطقة»، مُضيفًا أن «جهود تركيا للتوصل إلى حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني ستتواصل».
ألمانيا
قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك: «في هذه الساعات، هناك أمل في أن يُطلق سراح الرهائن أخيرًا وأن تنتهي عمليات القتل في غزة. على جميع من يتحملون المسؤولية ضمان اغتنام هذه الفرصة الآن».
بريطانيا
قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: «بعد إراقة الدماء وإزهاق عدد لا يحصى من الأرواح على مدى أشهر، هذا هو الخبر الذي طال انتظاره والذي كان الشعبان الإسرائيلي والفلسطيني ينتظرانه بشدة».
وأضاف: «بالنسبة للفلسطينيين الأبرياء الذين تحولت منازلهم إلى منطقة حرب بين عشية وضحاها والكثيرين الذين أُزهقت أرواحهم، يجب أن يسمح وقف إطلاق النار هذا بزيادة هائلة في المساعدات الإنسانية، وهو أمر مطلوب بشدة لإنهاء المعاناة في غزة».
وتابع: «وبعد ذلك يجب أن يتحول انتباهنا إلى كيفية تأمين مستقبل أفضل دائم للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني على أساس حل الدولتين الذي سيضمن الأمن والاستقرار لإسرائيل، إلى جانب دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للاستمرار».
النرويج
قال رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستوره مُعلقًا: «لا بد من تعزيز المؤسسات الفلسطينية وأن تستعد لتولي السيطرة والمسؤولية الكاملة، بما في ذلك في غزة».
وأضاف: «لا بد وأن تحصل إسرائيل وفلسطين على ضمانات أمنية ذات مصداقية، ولا بد وأن يكون للحل أساس راسخ إقليميًا».
بلجيكا
قال رئيس وزراء بلجيكا ألكسندر دي كرو: إنه «بعد أشهر طويلة من الصراع، نشعر بارتياح كبير من أجل الرهائن وعائلاتهم وسكان غزة».
وأضاف في تعليقه على الاتفاق: «دعونا نأمل أن يضع وقف إطلاق النار هذا حدا للقتال ويُمثّل بداية سلام دائم. بلجيكا مستعدة للمساعدة».
المفوضية الأوروبية
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: «أرحب بشدة باتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة. وسيتمكن الرهائن من العودة إلى أحبائهم وستتمكن المساعدات الإنسانية من الوصول إلى المدنيين في غزة».
وأضافت: «هذا يبعث الأمل في المنطقة بأكملها التي عانى فيها الناس معاناة هائلة لفترة طويلة للغاية. ويتعين على الطرفين تنفيذ هذا الاتفاق بالكامل باعتباره نقطة انطلاق صوب الاستقرار الدائم في المنطقة وحلًا دبلوماسيًا للصراع».
قصف إسرائيلي على غزة يُنهي حياة 20 فلسطينيًا بعد إعلان وقف إطلاق النار
وفي وقت سابق، نفذ «طيران الاحتلال الإسرائيلي»، غارات جديدة على «قطاع غزة»، بعد وقت قصير من الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين، حسبما أفادت وسائل إعلام فلسطينية، في أنباء عاجلة، اليوم الخميس.