مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

مرحلة جديدة من الشراكة.. بيزشكيان وبوتين يواجهان التحديات

نشر
الأمصار

وصل الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، إلى روسيا، اليوم الجمعة، لتوقيع معاهدة تعاون واسعة النطاق في الوقت الذي تكافح فيه بلاده مشاكل اقتصادية متزايدة وتحديات أخرى.

الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان يحضر مراسم وضع الجندي المجهول في الكرملين في موسكو، روسيا، الجمعة 17 يناير/كانون الثاني 2025 Alexander Nemenov/AP

وبعد  أن وضع إكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول في جدار الكرملين، من المقرر أن يجري بيزشكيان محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، وهذا هو اجتماعهما الثالث منذ انتخاب بيزشكيان في يوليو/تموز وفق رويترز.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن "معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة" التي سيوقعها الزعيمان تغطي جميع المجالات - من التجارة والتعاون العسكري إلى العلوم والتعليم والثقافة.

 تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب

يأتي التوقيع قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير/كانون الثاني، والذي تعهد بالتوسط في السلام في أوكرانيا واتخاذ موقف أكثر صرامة بشأن إيران.

رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، إلى اليسار، والرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان يقفان لالتقاط صورة قبل محادثاتهما في موسكو، روسيا، الجمعة 17 يناير/كانون الثاني 2025 Alexander Astafyev/Sputnik

ونفى بيسكوف أي صلة بتنصيب ترامب، قائلاً إن التوقيع كان مخططًا له منذ فترة طويلة.

وفي العام الماضي، انضمت إيران إلى مجموعة البريكس للاقتصادات النامية، وحضر بيزيشكيان قمتها التي استضافتها روسيا في قازان.

وبعد أن توترت العلاقات بين روسيا وإيران في الماضي، تطورت العلاقات بينهما إلى علاقات ودية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1991، حيث برزت موسكو كشريك تجاري رئيسي ومورد للأسلحة والتكنولوجيا لطهران، التي واجهت عقوبات دولية قاسية.

العلاقات بين إيران وروسيا

تتجه العلاقات بين إيران وروسيا نحو شراكة استراتيجية متنامية، مدفوعة بالضغوط المشتركة من الغرب والرغبة في تحقيق توازن جيوسياسي جديد في المنطقة والعالم.

وفي هذا الصدد، وأشار بوتين إلى أن هذه الشراكة الاستراتيجية تهدف إلى دفع مشاريع مشتركة، خاصة في قطاع الطاقة النووية، إذ أكّد أن موسكو وطهران ستتمكنان من إتمام الاتفاقات المتعلقة ببناء محطة للطاقة النووية في إيران.

وأوضح بوتين أن الجهود المشتركة في هذا القطاع ستساهم في تعزيز التعاون على المدى الطويل.

وتوقيع شراكة استراتيجية بين إيران وروسيا يعكس تطورًا مهمًا في العلاقات بين البلدين، وهو يأتي في سياق التحولات الجيوسياسية الإقليمية والدولية.

و يمكن تلخيص اتجاه العلاقات بين البلدين على النحو التالي:

تعزيز التعاون الاقتصادي:
حيث تسعى إيران وروسيا إلى تعميق التعاون في مجالات التجارة والطاقة والنقل. قد تستفيد إيران من تقنيات روسيا في قطاع النفط والغاز لمواجهة العقوبات الغربية، بينما تعزز روسيا تعاونها مع إيران كجزء من استراتيجيتها لتنويع شراكاتها الاقتصادية.

الرئيس الإيراني في روسيا ويوقّع مع بوتين شراكة إستراتيجية شاملة لمدة 20  عاما - المشهد

توسيع التعاون العسكري والأمني:
العلاقات العسكرية بين البلدين تشهد نموًا، مع زيادة التعاون في مجالات الدفاع ونقل التكنولوجيا العسكرية، و يمكن أن تعزز روسيا دعمها لإيران في مجالات التدريب وتطوير الأنظمة الدفاعية.

مواجهة النفوذ الغربي:
يعمل البلدان على تشكيل تحالفات سياسية واقتصادية لمواجهة العقوبات والضغوط الغربية.

 هذا التعاون قد يؤدي إلى زيادة التنسيق بينهما في المحافل الدولية، خاصة في الأمم المتحدة.

التنسيق الإقليمي:
على مستوى الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، يمكن أن تعزز الشراكة الروسية-الإيرانية تأثيرهما في قضايا إقليمية مثل سوريا وأفغانستان، خاصة أن كلا البلدين لهما مصالح متداخلة في هذه المناطق.

التحديات المحتملة:
رغم التعاون الوثيق، توجد مخاوف من تضارب المصالح في بعض القضايا الإقليمية، مثل النفوذ في سوريا وأسواق الطاقة العالمية. ومع ذلك، يبدو أن البلدين يعتمدان سياسة براغماتية لتجاوز هذه التحديات.

وفي هذا الصدد تسعى كلاً من روسيا وإيران إلى تحقيق أكبر قدر من الإستفادة من خلال التعاون الاستراتيجي بين البلدين لمواجهة التحديات والعقوبات الغربية  والتي قد يفرضها الرئيس الأمريكي ترامب على الجانبان .