السفير العراقي في إسبانيا: مهرجان فيتور فرصة لدعم السياحة العراقية وتعزيز مكانتها
قال سفير جمهورية العراق في إسبانيا، الدكتور صالح التميمي، إن عودة العراق للمشاركة في مهرجان فيتور للسياحة، تُعد نقطة مهمة وحيوية في توطيد العلاقات بين العراق وإسبانيا، وهو ما أكد عليه رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني في سياق زيارته الأخيرة إلى إسبانيا، والتي عززت العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، حيث أكد رئيس الوزراء العراقي خلال هذه الزيارة، أهمية مشاركة الشركات والمؤسسات الإسبانية في دعم جهود العراق لاختيار بغداد عاصمةً للسياحة العربية.
وأضاف التميمي في تصريح خاص لـ"الأمصار" أن هذه المشاركة مهمة للعراق بحضور معالي وزير الثقافة والسياحة العراقي، الدكتور أحمد فكاك البدراني، حيث أن وجود وزير الثقافة العراقي في هذا المحفل، هو دعم كبير للسياحة العراقية والثقافة العراقية ولعودة العراق إلى أن يتخذ مكانته بين دول العالم، وأن رابطة الشركات السياحية العراقية ساهمت في إنجاح مشاركة العراقي بهذا المحفل الكبير وان لجهود رئيس الرابطة الاستاذ حيدر الدجيلي كان مهمة في هذا المهرجان العالمي المهم.
وبين السفير الدكتور صالح التميمي ان جناح العراق في مهرجان "فيتور" سيكون عبارة عن مجسم لمدينة الحضر التاريخية العراقية التي تعد من اقدم المدن الحضرية في التاريخ الانساني وفيها اكتشفت مخطوطات قديمة حيث تم العثور على عدد من النصوص الكتابية محفورة على أحجار كبيرة تحتوي على بعض الأحكام القانونية والأعراف التي كانت سائدة فيها وخاصة التي تتعلق بالسرقة والعقوبة الصادرة بحق مرتكبيها وواجهت مدينة الحضر اعتى هجمة في التاريخ الحديث من قبل عصابات داعش الأرهابية، غير ان ابناء العراق استعدوا هذه المدينة بتضحيات كبيرة وشجاعة نادرة.
وأضاف "التميمي" ان هذه المشاركة تأتي في وقت حاسم لتعكس التوجهات الاستراتيجية للعراق في تعزيز حضوره السياحي على الساحة العالمية، وبالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية 2025.
كما لفت "التميمي" إلى أن هذه هى أعلى مشاركة للشركات السياحية العراقية في الخارج وتبلغ 12 شركة سياحية، إلى جانب ثلاثة فنادق.
يُعد مهرجان "فيتور" من أكبر المهرجانات السياحية الدولية التي تجمع الخبراء والمتخصصين في القطاع السياحي من مختلف أنحاء العالم، مما يُتيح فرصًا كبيرة للعراق لعرض ثقافته الغنية ومواقعه السياحية المميزة.
استعدادات العراق للمشاركة
من أجل هذه المشاركة الهامة، تتعاون وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية وسفارة جمهورية العراق في مدريد مع حضور كبير للقطاع الخاص لتجهيز جناح يعكس التنوع الثقافي والتراثي الفريد للعراق.
الجناح سيعرض مجموعة متنوعة من المعالم السياحية التي تضم المواقع الأثرية الشهيرة مثل بابل وأور ونينوى.
كما سيشمل الجناح جوانب من السياحة الدينية التي تحظى بقدسية خاصة وجذب لآلاف الزوار سنويًا، مما يعزز صورة العراق كوجهة سياحية تاريخية ودينية في آن واحد.
من بين أبرز عروض الجناح، سيُعرض فيديوهات وصور تُبرز جمال الأهوار العراقية والمناظر الطبيعية الخلابة في المناطق الجبلية.
كما سيتم عرض مجموعة من الحرف اليدوية والفنون الشعبية التي تمثل جزءًا من الهوية العراقية، ليُجسد العراق ليس فقط كوجهة سياحية بل كمنبع ثقافي حي.
أهداف المشاركة
1. الترويج للسياحة العراقية عالميًا
من أبرز أهداف العراق في هذا المهرجان هو جذب انتباه وكالات السفر الدولية والمستثمرين في قطاع السياحة، لتعريفهم بوجهات سياحية غير مستغلة بالكامل في العراق، مثل المواقع الأثرية الفريدة والمنتجعات الطبيعية.
2. جذب الاستثمارات
تُعد هذه المشاركة فرصة كبيرة لعرض المشاريع السياحية التي تُخطط لها الحكومة العراقية، والتي تتضمن تطوير البنية التحتية وإنشاء فنادق ومنتجعات سياحية بالقرب من المواقع التاريخية. وتُعتبر هذه المشاريع خطوة هامة نحو تعزيز الاقتصاد الوطني وتنويعه بعيدًا عن الاعتماد على النفط.
3. بناء شراكات دولية
يهدف العراق من خلال المهرجان إلى تأسيس شراكات مع الدول الأخرى والمنظمات الدولية، وتبادل الخبرات في مجال السياحة، مما يساعد في دعم المشاريع السياحية المستقبلية.
4. إرسال رسالة إيجابية للعالم
تعتبر مشاركة العراق في هذا الحدث العالمي رسالة قوية للعالم عن استقرار البلد، ورغبة العراق في الانفتاح على بقية الدول. هذه المشاركة تأتي في وقت بالغ الأهمية لتعزيز الثقة الدولية في قدرة العراق على إعادة بناء مكانته كمركز سياحي وحضاري بارز.
آفاق واعدة للسياحة العراقية
يُعتبر مهرجان "فيتور" نقطة انطلاق جديدة لقطاع السياحة العراقي، الذي يُتوقع أن يُساهم بشكل كبير في تنويع الاقتصاد الوطني في المستقبل.
بفضل التنسيق مع الحكومة العراقية لتحسين البنية التحتية السياحية وتطوير المواقع التاريخية، تترقب البلاد أن تشهد تدفقًا كبيرًا للسياح خلال السنوات القادمة.
من خلال المشاركة في هذا الحدث الدولي، يسعى العراق إلى فتح آفاق التعاون مع دول أخرى في مجال السياحة، بما يعود بالنفع على الاقتصاد العراقي ويُسهم في زيادة عدد الزوار الدوليين في المستقبل.