النووي الإيراني وسوريا وغزة تتصدر أجندة دافوس 2025.. قراءة في أبرز المناقشات

شهدت جلسات اليوم الأول من المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس 2025" مناقشات مكثفة حول أبرز القضايا الإقليمية والدولية، مع التركيز على الملفات الساخنة في منطقة الشرق الأوسط.
وتناولت الجلسات الملف النووي الإيراني، الأوضاع في سوريا، ومستقبل غزة في ظل الهدنة الحالية، وسط حضور بارز من القيادات العالمية وخبراء السياسة والاقتصاد.
منتدى دافوس 2025

الملف النووي الإيراني
حظي البرنامج النووي الإيراني بنصيب وافر من النقاشات، حيث قال مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، إن إيران ليست لديها نية لتطوير أسلحة نووية.
وأضاف: "لو كنا نسعى لذلك، لفعلناه منذ زمن طويل، فالأسلحة النووية تُصنع في مختبرات سرية، وليس من خلال برامج نووية مفتوحة مثل برنامجنا".
كما تساءل ظريف عن الأسباب التي دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمعارضة الاتفاق النووي، الذي ساهم في إبعاد إيران عن امتلاك الأسلحة النووية.
في المقابل، أوضح مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو غروسي، أن إيران لا تمتلك سلاحًا نوويًا حاليًا، رغم أن مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تصل إلى 60% بلغ حوالي 200 كيلوغرام.
هدنة غزة ومستقبل القضية الفلسطينية
وفيما يتعلق بالأوضاع في غزة، أكد نائب الرئيس الإيراني أهمية الحفاظ على وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرًا، مشيرًا إلى أن بلاده لم تكن على علم مسبق بالهجوم الذي شنته حركة حماس في أكتوبر 2023.
ومن جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن العالم يشهد تصاعدًا في الصراعات التي تعيد تشكيل العديد من المناطق، ومن أبرزها الشرق الأوسط.
وأضاف: "هناك بصيص من الأمل مع التوصل إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، ونحن نعمل حاليًا على زيادة المساعدات الإنسانية التي يحتاجها السكان بشكل ملح".
وأشار غوتيريش إلى أن إسرائيل قد تعتبر هذه الفترة فرصة مناسبة لتعزيز خططها لضم أجزاء من الضفة الغربية، مع إبقاء الوضع في غزة في حالة غموض.
أما وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، فقد دعا إلى أهمية التوصل لحل دائم يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني، ويضمن لهم إقامة دولتهم المستقلة.
وحذّر الصفدي من أن استمرار الوضع الراهن في الضفة الغربية قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها.
وأضاف أن حجم الدمار الذي لحق بغزة جراء الصراعات الأخيرة لا يمكن تصوره.
كما أشار الصفدي إلى ضرورة إيجاد آلية للحكم في غزة بعيدًا عن الميليشيات المسلحة، قائلاً: "يجب أن يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون جنبًا إلى جنب في إطار حل الدولتين".
سوريا تحت المجهر
وفيما يخص الأوضاع في سوريا، وصف غوتيريش الوضع هناك بأنه أحد أكبر التحديات التي تواجه الشرق الأوسط.
ودعا إلى تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا لدعم الاستقرار، مضيفًا أن إعادة تشكيل المنطقة تعتمد بشكل كبير على التطورات في الملف السوري.
وفي السياق ذاته، دعا الصفدي إلى الصبر في التعامل مع الحكومة السورية الجديدة، مؤكدًا على أهمية دعم جهودها لاستعادة دورها الإقليمي والدولي.
إعادة تشكيل الشرق الأوسط
اتفق المشاركون في المنتدى على أن المنطقة تمر بمرحلة تحول استراتيجي، حيث تؤثر الصراعات والتغيرات السياسية في إعادة رسم خريطتها المستقبلية.
ومع استمرار النقاشات، تتطلع الأنظار إلى ما ستتمخض عنه جلسات المنتدى في الأيام المقبلة بشأن ملفات الشرق الأوسط والقضايا العالمية الأخرى.
دافوس 2025.. كل ما تريد معرفته عنه
يجمع الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2025 في دافوس الخبراء لمناقشة كيفية تمكن قادة الأعمال من تحقيق التوازن بين الأهداف قصيرة الأجل والضرورات طويلة الأجل أثناء تحويل صناعاتهم.
وفيما يلي، استعرض الموقع الرسمي للمنتدى في تقرير شامل أبرز ما ستشهده دورة العام، من التركيز على قطاعات التكنولوجيا التي يقوم عليها الاقتصاد العالمي حالياً.
الجلسات الرئيسية في دافوس 2025
بدأ التقرير، بالكشف عن أبرز جلسات اليوم الافتتاحي لمنتدى دافوس، المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا و"العصر الذكي"، والتي تستهل بجلسة بعنوان "الصناعات في العصر الذكي"، ثم جلسة بعنوان "الحصول على سلسلة توريد المركبات الكهربائية بشكل صحيح".
ضمن فعاليات اليوم الافتتاحي، تنعقد بعد ذلك جلسة بعنوان "هل ننطلق نحو الترابط التكنولوجي؟"، ثم جلسة بعنوان "العملات المشفرة عند مفترق طرق".
بعد ذلك تنعقد جلسة بعنوان "إزالة الغموض عن السياسة الصناعية"، ثم جلسة بعنوان "إزالة الكربون من الصناعة كاستراتيجية للنمو".
وتختتم فعاليات اليوم الافتتاحي لدافوس بجلسة بعنوان "من الأزمة إلى الثقة في الفضاء الإلكتروني".
التوقعات العالمية للأمن السيبراني 2025
ضمن التقارير والإطلاقات التي تحتاج إلى معرفتها عن المنتدى هذا العام، تقرير الأمن السيبراني الرائد الصادر عن المنتدى، الذي يجد أن المشهد السيبراني يتزايد تعقيدًا، مدفوعًا بعوامل تشمل تصاعد التوترات الجيوسياسية والتبني السريع للتكنولوجيات الناشئة.
وهذا له آثار عميقة وبعيدة المدى على المنظمات والدول، ويؤدي إلى تفاقم عدم المساواة السيبرانية.
شبكة المنارات العالمية
ضمن فعاليات المنتدى يطلق تقرير جديد تحت عنوان "شبكة المنارات العالمية: تحولات في العقلية تدفع التأثير في التحول الرقمي"، وتعترف شبكة المنارات العالمية (GLN) من خلال هذا التقرير، بالشركات التي حققت تأثيرًا استثنائيًا على الإنتاجية والاستدامة، بفضل التحول الرقمي.
يتناول هذا التقرير الدروس الرائدة التي تعلمتها أحدث 36 منارة انضمت إلى الشبكة، بدءًا من معالجة "ركود التوسع" الرقمي إلى الاستثمار في القوى العاملة في الخطوط الأمامية.
معًا أفضل: بناء شبكة صحية عالمية من خلال التعاون في مجال البيانات
يقدم هذا التقرير الذي يطرح ضمن فعاليات المنتدى، رؤية لاقتصاد شبكة بيانات صحية عالمية، ويقدم نهجًا تحويليًا لمعالجة تحديات الرعاية الصحية من خلال التعاون والابتكار.
ويستكشف التقرير العوامل الحاسمة التي تمكن التعاون في مجال البيانات الصحية وقصص النجاح والاستراتيجيات اللازمة لإنشاء حلول مؤثرة وقابلة للتطوير في مجال الرعاية الصحية.
التأثير العام العالمي للتكنولوجيا الحكومية: فرصة بقيمة 9.8 تريليون دولار
يشهد المنتدى أيضاً، طرح تقارير ومقالات، تحت عنوان "سؤال بقيمة 10 تريليون دولار: هل تستطيع الحكومات مواكبة العصر الذكي؟"
ويقول الموقع الرسمي للمنتدى، إنه بحلول عام 2034، من المتوقع أن تطلق التكنولوجيا الحكومية 9.8 تريليون دولار من القيمة العامة على مستوى العالم، مما يؤدي إلى تحويل طريقة عمل الحكومات وتواصلها مع الناس.
ومع مواجهة الحكومات لمطالب متزايدة بالكفاءة والشفافية والاستدامة، تقدم تكنولوجيا الحكومة حلولاً تبسط العمليات وتقلل التكاليف وتعيد بناء الثقة العامة.
ويؤكد التقرير على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة، حيث يجب على الحكومات تبني الابتكار وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص.
ما الذي يجب أن تعرفه عن "الصناعات في العصر الذكي"
من جائحة كوفيد-19 إلى تغير المناخ والتأثيرات المترتبة عليها، شهدت السنوات القليلة الماضية اضطرابات مستمرة تقريبًا للصناعات وسلاسل التوريد.
ويخلق الاضطراب تحديات ولكنه يبشر أيضًا بفرص من حيث الإنتاجية والنمو والاستدامة الأوسع لأولئك الذين يمكنهم التحول بسرعة من الاستثمار المبكر إلى التطبيق العملي.
التحول ضروري لشركات التصنيع، ولكن أيضًا للقطاعات الأخرى، التي لا تريد فقط تحمل الاضطراب ولكن أيضًا الازدهار في هذه البيئة المضطربة على المدى الطويل.
تُظهر الأبحاث أن التحول الرقمي يمكن أن يصبح حافزًا للاستدامة والابتكار المفتوح، يحتاج القادة إلى مجموعة أدوات قيادية جديدة وحديثة لتسخير الفرص التي تقدمها هذه التحولات، وهو ما سيناقشه المنتدى هذا العام.
وخلال المنتدى سيعمل تحالف حوكمة الذكاء الاصطناعي (AIGA)، من خلال مسار تحول الصناعات، على جمع القادة العالميين لوضع أفضل الممارسات لتبني الذكاء الاصطناعي المسؤول، مع استكشاف تطبيقات الذكاء الاصطناعي العملية والابتكارات الطموحة التي يمكن أن تحول النظم البيئية الصناعية وتقدم فوائد مجتمعية طويلة الأجل.
وفي حين تقدم التطورات في الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية والتكنولوجيا الحيوية والروبوتات والأتمتة وغيرها من المجالات العديد من الفرص، فإن التقنيات الجديدة تعمل أيضًا على زيادة الطلب على الطاقة.
وبحلول عام 2026، تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يصل استهلاك الكهرباء لمراكز البيانات وحدها إلى 1000 تيراواط في الساعة، وهو ما يعادل تقريبًا استهلاك الطاقة في اليابان.
لذا فإن تشغيل العصر الذكي سيكون مهمة ضخمة وسيكون له تأثير عميق على الطلب والعرض العالمي للكهرباء.