الضفة الغربية تشتعل .. فهل تتحول إلى غزة ؟
في ضوء تصاعد التوترات الأخيرة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، تتردد تساؤلات حول ما إذا صعد الاحتلال الإسرائيلي من عدوانه تجاه الضفة الغربية، وتحوُّل الضفة الغربية إلى ساحة قتال مثل غزة .
وتشير العديد من التقارير بأن ذلك ليس أمراً حتمياً ولكنه يعتمد على التفاعلات بين عدة عوامل، أبرزها سياسات الاحتلال، مدى استعداد الشعب الفلسطيني للتصعيد، والمواقف الإقليمية والدولية.
حيث الوضع الراهن في الضفة الغربية متوتر للغاية، وهو قابل للتطور سريعاً في أي لحظة إذا لم يتم التعامل مع جذور المشكلة، وهي الاحتلال الإسرائيلي واستمرار السياسات الاستيطانية.
السياق السياسي والتاريخي :
الضفة الغربية وغزة: مناطق متمايزة
تاريخياً، شهدت غزة سلسلة من المواجهات المسلحة الكبرى مع إسرائيل، مدفوعة بسيطرة حركة حماس، وهي قوة مسلحة تسعى لمقاومة الاحتلال.
أما الضفة الغربية، فتخضع لسلطة فلسطينية مدنية محدودة النفوذ وتتعامل مع واقع معقد يشمل استيطاناً إسرائيلياً مكثفاً ومواجهات متفرقة.
تصاعد النشاطات المقاومة في الضفة:
في الأشهر الأخيرة، ازدادت عمليات المقاومة الفردية والجماعية في الضفة، ما يشير إلى تصاعد الغضب الشعبي ضد الاحتلال وسياساته، مثل توسيع المستوطنات واعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين.
مقارنة القدرات العسكرية:
قطاع غزة يضم بنية تحتية عسكرية لحماس والجهاد الإسلامي تشمل الصواريخ والأنفاق، مما يجعله قادراً على مواجهة الاحتلال.
في المقابل، تفتقر الضفة إلى مثل هذه القدرات، حيث تعتمد على عمليات فردية أو مجموعات صغيرة، مثل "عرين الأسود"، التي تعمل بشكل غير مركزي.
الوجود الإسرائيلي المكثف في الضفة:
تتميز الضفة بوجود جيش إسرائيلي كبير ونقاط تفتيش عديدة، ما يُصعِّب تنظيم أعمال مقاومة على نطاق واسع، مقارنة بغزة المحاصرة ولكنها أكثر استقلالية عسكرياً.
العوامل التي قد تُحول الضفة إلى ساحة قتال:
استمرار إسرائيل في تهويد القدس، وتوسيع المستوطنات، والاقتحامات المستمرة للمسجد الأقصى، قد يدفع الفلسطينيين في الضفة إلى تصعيد المقاومة.
غياب أفق لحل سياسي عادل يزيد من حالة اليأس والإحباط، مما يعزز التوجه نحو العمل المسلح.
قد تؤدي تطورات إقليمية، مثل تقارب الدول العربية مع إسرائيل، إلى زيادة الضغط الشعبي الفلسطيني للتعبير عن رفضه للتطبيع عبر تصعيد المقاومة.
الضفة مليئة بالمستوطنات الإسرائيلية وشبكة من الطرق والبنية التحتية التي تعيق حرية الحركة للفلسطينيين، مما يجعل العمل العسكري المنظم أكثر صعوبة.
الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية تعمل بشكل مستمر لمنع أي تحركات قد تؤدي إلى مواجهة واسعة، التزاماً بالتنسيق الأمني مع إسرائيل.
الضفة تحظى بتركيز أكبر من المجتمع الدولي مقارنة بغزة، ما قد يحدّ من اندلاع صراع واسع للحفاظ على الاستقرار النسبي.
السيناريوهات المستقبلية:
تصعيد محدود:
استمرار المقاومة الفردية والهجمات المحدودة على المستوطنين والجنود دون تحول كامل إلى مواجهة شاملة.
انفجار شامل:
إذا استمرت إسرائيل في سياساتها التصعيدية، مع تزايد الإحباط الفلسطيني، قد تتحول الضفة إلى بؤرة صراع مشابهة لغزة، ولكن بشكل تدريجي.
تهدئة مشروطة:
إذا تحقق تغيير في الموقف الدولي أو تم فتح أفق سياسي جديد، قد تُخفف التوترات.
تعهدات الاحتلال
تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بعدم السماح بأن تصبح الضفة الغربية مثل غزة أو جنوب لبنان.
وفي تصريحات خلال زيارته للفرقة المسؤولة عن الضفة الغربية.، الأحد، اعتبر كاتس أن أي شخص "يمارس الإرهاب كما في غزة"، سيتم التعامل معه كما في غزة.
وأضاف: "سنعمل على قطع أذرع الأخطبوط الإيراني في مخيمات اللاجئين والحفاظ على أمن المجتمعات والسكان".
قال بيان صادر عن مكتب وزير الدفاع إنه استمع إلى عرض موجز عن العملية الواسعة التي نفذها الجيش خلال نهاية الأسبوع في قباطية، ثم إلى أنشطة المستعربين من حرس الحدود في مخيمات اللاجئين، بما في ذلك العمليات الأخيرة التي أدت إلى إحباط مخططات من وصفها بـ"خلايا إرهابية"، والحفاظ على أمن الإسرائيليين.
وأججت الحرب في قطاع غزة التوتر في الضفة الغربية، إذ يهاجم مستوطنون يهود فلسطينيين، بالإضافة إلى وقوع اشتباكات بين قوات الأمن الفلسطينية ومقاتلين مسلحين.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، أقامت قوات الأمن الفلسطينية المدججة بالسلاح نقاط تفتيش حول جنين ومخيم اللاجئين فيها حيث تكرر احتجاج السكان على العملية.
والمدينة ومخيم اللاجئين منذ زمن مركز لنشاط المسلحين الفلسطينيين، حيث يشتبك مقاتلون مع قوات إسرائيلية تنفذ مداهمات واسعة النطاق خلّفت آثارا من الدمار في الطرق والبنية التحتية.