القتال في السودان يتسبب في اندلاع النيران بأكبر مصفاة للنفط

تسبب القتال حول أكبر مصفاة للنفط في السودان إلى اشتعال النيران في المجمع المترامي الأطراف، حسبما أظهرت بيانات أقمار صناعية حللتها وكالة أسوشيتد برس (أ ب) اليوم السبت، مما أدى إلى انبعاث دخان أسود كثيف ملوث فوق العاصمة الخرطوم.

وتمثل الهجمات التي وقعت حول المصفاة، المملوكة للحكومة السودانية ومؤسسة البترول الوطنية الصينية التي تديرها الدولة، أحدث كوارث الحرب بين قوات الدعم السريع المتمردة والجيش السوداني.
وتوجد مصفاة الجيلي على بعد نحو 60 كيلومترا (40 ميلا) شمال الخرطوم. وكانت المصفاة قد تعرضت لهجمات سابقة حيث أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها عليها منذ أبريل 2023، وكانت قواتها تحرسها. وذكرت وسائل إعلام سودانية محلية أن قوات الدعم السريع أقامت حقول ألغام أرضية حول المصفاة لإبطاء أي تقدم.
لكن المنشأة، القادرة على تكرير 100 ألف برميل من النفط يوميا، ظلت سليمة إلى حد كبير حتى أول أمس الخميس.
وأظهرت بيانات من أقمار صناعة تابعة لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) تتعقب حرائق الغابات في جميع أنحاء العالم أن هجوما وقع يوم الخميس في حقل النفط إلى إشعال حرائق في كل أنحاء المجمع.
وفي وقت سابق، تمكن الجيش السوداني من السيطرة على منطقة مطاحن روتانا الواقعة شمال شرق ضاحية الجيلي، واستولى على 7 مركبات عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع، ليصبح على بعد نحو 20 كيلومترًا جنوب مصفاة الجيلي للنفط، وفقًا لمصادر ميدانية.
والخميس، دمر حريق ضخم مصفاة النفط الرئيسية في البلاد، والتي تسيطر عليها «قوات الدعم السريع»، ويحاول الجيش استردادها منذ عدة أيام.
وغطت سحابة من الدخان الأسود الكثيف مساحات واسعة من شمال مدينة بحري حيث توجد المصفاة في ضاحية الجيلي، كما انتشر الدخان إلى مدينة أم درمان المجاورة.
وندد نائب رئيس مجلس السيادة في السودان، مالك عقار، الأحد، بالعقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية على قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ووصفها بأنها «كيدية» تستهدف وحدة السودان.
ودعا لدى مخاطبته حشداً جماهيرياً بمدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد، الشعب السوداني، لمزيد من التماسك وتوحيد صفوفه حتى لا تنهار البلاد، وفقاً لإعلام «مجلس السيادي الانتقالي» الذي يرأسه البرهان.
وقال عقار إن «القرارات الأمريكية ليست جديدةً على السودان، وعايشها منذ عام 1999، ولم تفلح في تفكيك وانهيار الدولة السودانية، بل زادت من اللحمة الوطنية والتماسك الشعبي والتفافه حول قيادته».
واتهم عقار «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» (تقدم)، التحالف السياسي الأكبر المناهض للحرب، بالترويج لـ«الانتهاكات الأخيرة» التي نسبها الجيش السوداني لأفراد من صفوفه، ورأى أن «تقدم» تستهدف «زعزعة الأمن وزرع الفتنة بين السودان وأشقائه»، حسب زعمه.