مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

أزمة جديدة تهدد اتفاق غزة.."عقدة أربيل يهود" تعرقل عودة النازحين

نشر
الأمصار

في تطور مفاجئ، أعلنت الحكومة الإسرائيلية يوم السبت أنها لن تسمح بعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، وهو ما كان يُفترض أن يكون جزءًا من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار.

 

القرار جاء مشروطًا بالإفراج عن "أربيل يهود"، وهي مدنية إسرائيلية محتجزة في غزة، مما يثير تساؤلات حول مصير الاتفاق ومستقبل سكان القطاع.

تسليم الجنديات وتأجيل عودة النازحين

الإعلان الإسرائيلي جاء بعد دقائق من تسلُّم أربع مجندات إسرائيليات تم إطلاقهن من غزة كجزء من عملية تبادل الأسرى. ومع ذلك، رفضت إسرائيل السماح بعودة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم في شمال القطاع حتى يتم الإفراج عن أربيل يهود، ما يشكل نقطة خلاف جديدة بين الجانبين.

كان الاتفاق قد نصّ على بدء عودة النازحين بعد إطلاق سبعة محتجزين إسرائيليين، وهو ما تم بالفعل الأسبوع الماضي واليوم. لكن إسرائيل بررت موقفها الأخير بعدم إدراج أربيل يهود ضمن قائمة المُفرج عنهم، مما أدى إلى تعليق المرحلة الأولى من الاتفاق.

من هي أربيل يهود؟

تُعد أربيل يهود، البالغة من العمر 28 عامًا، شخصية بارزة في هذه الأزمة. هي ابنة كيبوتس "نير عوز" في محيط قطاع غزة. اختُطفت أربيل مع شريكها أرييل كونيو خلال هجوم على الكيبوتس، ولم تُعرف أي تفاصيل عن مصيرهما منذ ذلك الحين.

أربيل، التي فقدت شقيقها دوليف خلال هجوم 7 أكتوبر، كانت تعمل كمدربة لاستكشاف الفضاء وعلم الفلك في مجمع تعليمي في منطقة "أشكول". اختطافها واحتجازها أثارا جدلًا واسعًا داخل إسرائيل، حيث يعتبرها الجيش والحكومة "ورقة ضغط" يجب إطلاقها قبل المضي قدمًا في تنفيذ أي اتفاق.

موقف حماس والجهاد الإسلامي

من جهتها، أكدت حركة "حماس" أن أربيل يهود على قيد الحياة، وأن الإفراج عنها مقرر الأسبوع المقبل. ت

 

تصريحات مشابهة جاءت من حركة الجهاد الإسلامي، التي تُعتقد أنها تحتجز أربيل، معلنة أنها ستفرج عنها قريبًا ضمن تفاهمات مع الوسطاء.

رغم ذلك، ترى إسرائيل أن تأجيل عودة النازحين حتى الإفراج عن أربيل يهود يمثل أولوية، ما يعكس الضغط الداخلي من الرأي العام الإسرائيلي الذي يطالب بضمان سلامة جميع المحتجزين.

تدخل الوسطاء ومحاولة إيجاد حلول

وسط هذه الأزمة، تحرك الوسطاء لمحاولة حل الخلاف. تشير تقارير إسرائيلية إلى أن الوسطاء يضغطون لضمان إطلاق أربيل الأسبوع المقبل، مع إمكانية المضي قدمًا في إعادة النازحين إلى شمال القطاع دون انتظار الإفراج عنها.

القناة 12 الإسرائيلية ذكرت أن إسرائيل طلبت "دليلًا على أن أربيل على قيد الحياة" قبل التزامها بأي خطوات إضافية. وفي سياق متصل، أوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن مفاوضات جديدة قد تنعقد قريبًا لإيجاد مخرج يُرضي الطرفين.

التداعيات الميدانية

على الصعيد الميداني، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيبقي قواته منتشرة في محور "نتساريم"، الذي يفصل شمال قطاع غزة عن باقي المناطق، حتى إشعار آخر. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال هرتسي هاليفي، أكد خلال اجتماع مع قادة المناطق العسكرية أن القوات ستبقى على أهبة الاستعداد، محذرًا سكان القطاع من الاقتراب من منطقة المحور.

القرار الإسرائيلي بعدم الانسحاب من المحور يُظهر توترًا ميدانيًا قد يُفجّر الأوضاع إذا لم يتم التوصل إلى حل سريع للأزمة.

ردود الأفعال الإسرائيلية والدولية

في الداخل الإسرائيلي، انتقد بعض المحللين تفضيل الحكومة مدنية مثل أربيل يهود على المجندات الأربع اللاتي تم تسليمهن اليوم. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، صرّح بأن "حماس لم تلتزم بكل تعهداتها"، مشيرًا إلى أن إسرائيل ستصر على إطلاق أربيل وأطفال عائلة بيباس الذين يُعتقد أنهم ما زالوا محتجزين.

دوليًا، تتابع القوى الوسيطة، ومنها الولايات المتحدة ومصر وقطر، هذه التطورات عن كثب. الوسطاء يسعون لتجنب انهيار الاتفاق الذي قد يُعيد القطاع إلى أجواء الحرب المفتوحة.

سيناريوهات مستقبلية

يبقى السؤال: هل ستُفرج حماس والجهاد عن أربيل يهود قبل السبت المقبل؟ وهل ستسمح إسرائيل بعودة النازحين إذا تم تقديم ضمانات بإطلاقها؟

التطورات القادمة ستعتمد بشكل كبير على مدى نجاح الوسطاء في نزع فتيل الأزمة.

 في الوقت ذاته، يستمر معاناة سكان القطاع الذين ينتظرون بفارغ الصبر العودة إلى منازلهم وسط أجواء من عدم اليقين.

الوقت وحده كفيل بكشف ما إذا كان الطرفان قادرين على تجاوز "عقدة أربيل يهود" لتحقيق تقدم في ملف غزة المتأزم.

ومن المقرر أن تطلق حركة "حماس" الفلسطينية، أربع محتجزات، هن المجندات كارينا أرئيف ودانييل جلبوع ونعمة ليفي وليري إلباج، في المقابل تطلق إسرائيل سراح 120 أسيرًا فلسطينيًا من ذوي المؤبدات و80 من أصحاب الأحكام العالية.

وتوصّلت حركة "حماس" والحكومة الإسرائيلية، إلى اتفاق هدنة ينص على إطلاق سراح المحتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.

 اليوم السابع من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار 

 

ومن المقرر أنه في اليوم السابع من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار يضمن الاتفاق انسحاب قوات الاحتلال كليًا من شارع الرشيد شرقًا إلى شارع صلاح الدين، كما يتضمن أيضًا تفكيك المواقع والمنشآت العسكرية الإسرائيلية في منطقة شارع الرشيد، وفي اليوم نفسه؛ يتم البدء في عودة النازحين داخليًا إلى مناطق سكنهم.

ومن المقرر أيضًا أنه في اليوم السابع من المرحلة الأولى يتيح للسكان الحركة بحرية بجميع مناطق القطاع ودخول المساعدات الإنسانية عبر شارع الرشيد من أول يوم، وفى اليوم الـ22 تنسحب قوات الاحتلال من وسط قطاع غزة، خاصة من محور نتساريم ومحور دوار الكويت شرقي طريق صلاح الدين لمنطقة بمحاذاة الحدود.

 

 المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة

واتُفق في المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة، على إطلاق سراح 33 من المحتجزين الإسرائيليين، منهم أطفال ونساء ومجندات ورجال فوق الخمسين وجرحى ومرضى، مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في السجون الفلسطينية منهم نساء وأطفال.

وإذا سارت المرحلة الأولى على النحو المخطط لها، فستبدأ مفاوضات بشأن مرحلة ثانية من الهدنة في اليوم السادس عشر من دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

وخلال المرحلة الثانية، سيُطلق سراح باقي المحتجزين الأحياء، ومنهم الجنود والرجال في سن الخدمة العسكرية، فضلًا عن إعادة جثث المحتجزين.