نتنياهو في مواجهة ضغوط داخلية ودولية.. ماذا سيحدث الفترة المقبلة؟
تستمر المناقشات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، في وقت يشهد فيه الوضع الداخلي الإسرائيلي تحديات وضغوطات من حلفاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وداعميه الدوليين.
ومع مرور الوقت، بدأت الأطراف المعنية في الانتقال إلى مرحلة جديدة من المفاوضات التي تتسم بالتحركات الدبلوماسية المكثفة، في ظل ما تبقى من المرحلة الأولى من الاتفاق.
تطورات المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة
بعد مرور ستة أسابيع من تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بدأت الأطراف المعنية في التحضير للمرحلة الثانية.
المرحلة الأولى شهدت تبادلًا جزئيًا للرهائن، إلى جانب انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من مناطق رئيسية في وسط غزة، بالإضافة إلى عودة الفلسطينيين النازحين إلى شمال القطاع.
وترافق ذلك مع التزام مختلف الأطراف بتطبيق بنود الاتفاق بوساطة مصرية وقطرية، ودعم مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية التي سعت لضمان نجاح الاتفاق وإرساء أسس السلام في المنطقة.
وفي الوقت ذاته، شهدت هذه المرحلة ضغوطًا متزايدة من حلفاء نتنياهو، على رأسهم الولايات المتحدة، التي دفعت نحو تنفيذ المراحل المقبلة من الاتفاق.
وعلى الجانب الآخر، كانت هناك محاولات من إسرائيل للتركيز على إتمام المرحلة الأولى فقط دون التوسع في المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية.
التوجهات نحو المرحلة الثانية
ووفقًا لتقارير هيئة البث الإسرائيلية، تم بدء المحادثات حول المرحلة الثانية من الاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس، في حين يُتوقع أن تبدأ هذه المحادثات بشكل غير مباشر في غضون أسبوع.
الوساطة المصرية والقطرية تستمر في لعب دور محوري في تسهيل النقاشات بين الطرفين، في الوقت الذي يُرتقب عقد قمة أمنية في قطر الأسبوع المقبل لتحديد إطار الاتفاق وتنسيق التفاصيل.
المرحلة الثانية ستكون أكثر تعقيدًا، حيث تسعى حركة حماس إلى تحويل اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت إلى اتفاق طويل الأمد، مع العمل على انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وهو ما يُعتبر من ضمن أبرز المطالب التي تسعى الحركة لتحقيقها.
بالإضافة إلى ذلك، تركز حماس على البدء في عملية إعادة إعمار غزة في المرحلة الثالثة من الاتفاق، وهو أمر سيشكل اختبارًا حقيقيًا لإرادة الأطراف الموقعة.
التحديات الداخلية لإسرائيل
ومن جهة أخرى، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي ضغوطًا كبيرة داخليًا. وزير المالية الإسرائيلي وزعيم حزب "الصهيونية الدينية"، بتسلئيل سموتريتش، قد هدد بالانسحاب من الحكومة في حال لم تقم إسرائيل بالعودة إلى العمليات العسكرية في غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق.
وقد صرح سموتريتش مؤخرًا بأن "إسرائيل يجب أن تعين رئيس أركان هجومي لمتابعة الهجوم على غزة واحتلالها لمنع حركة حماس من السيطرة على المساعدات الإنسانية".
ولكن في خطوة مفاجئة، سحب سموتريتش تهديده بالانسحاب بعد محادثات مع نتنياهو، الذي سعى لضمان تماسك الحكومة اليمينية.
ووفقًا للتقارير، فإن نتنياهو طلب من سموتريتش البقاء في الائتلاف الحكومي للحفاظ على استقرار الحكومة الحالية، وهو ما وافق عليه سموتريتش.
الضغوط الدولية: دور الولايات المتحدة واللقاء المرتقب مع ترامب
في إطار الضغوط الدولية، يأتي الدور الأمريكي البارز بقيادة المبعوث الأمريكي لعملية السلام، ستيف ويتكوف، الذي أعرب عن التزامه بتنفيذ اتفاق الهدنة ودعم المرحلة الثانية.
الولايات المتحدة تعمل على دفع إسرائيل وحركة حماس نحو توافق في المفاوضات، رغم التوترات الداخلية في الحكومة الإسرائيلية.
كما أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي يعتزم زيارة إسرائيل في الأيام المقبلة، من المتوقع أن يكون له دور مؤثر في الدفع قدما بالمفاوضات.
لقاء ترامب ونتنياهو المزمع عقده في بداية فبراير/شباط المقبل يُعد خطوة مهمة في محاولة التأثير على مسار المفاوضات ودعم المضي قدمًا في المرحلة الثانية من الاتفاق، خاصة في ظل الضغوط المتزايدة من الأطراف الإقليمية والدولية لتحقيق استقرار أكبر في غزة.
التحديات التي تواجه سموتريتش وحلفائه
بينما تتصاعد ضغوط حلفاء نتنياهو، يسعى سموتريتش وحلفاؤه إلى فرض مواقفهم السياسية. لكن في الوقت نفسه، يعكف نتنياهو على تحقيق توازن بين الالتزامات الدولية وتلبية مطالب اليمين الإسرائيلي المتشدد، الذي يرى أن أي تراجع في المفاوضات قد يمثل تهديدًا لوجوده السياسي.
وفي هذا السياق، يستمر الجيش الإسرائيلي في تنفيذ انسحابات تدريجية من بعض المناطق في غزة، بما في ذلك جزء من ممر نتساريم، الذي يربط شمال قطاع غزة ببقية المناطق.
ومن غير الواضح كيف ستنتهي هذه المفاوضات وما إذا كان سيكون بإمكان الأطراف التوصل إلى اتفاق دائم يُنهي حالة الحرب الطويلة في غزة.
في حين أن هناك تقدمًا تدريجيًا في المناقشات، يظل الوضع حساسًا ويتطلب مزيدًا من الوقت لاستكمال الاتفاقات بين الأطراف المعنية.
وعلى الرغم من التحديات والصعوبات التي يواجهها الجميع، إلا أن المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة في غزة ستكون مرحلة حاسمة، حيث ستحدد مستقبل المنطقة لما بعد الحرب.