مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

عقبات خطيرة وتحديات كبيرة تُهدد استمرار وقف إطلاق النار في غزة

نشر
غزة
غزة

يتعرض «وقف إطلاق النار في غزة» لتحديات «كبيرة» وعقبات «خطيرة» تُهدد استمراره، مما يُثير مخاوف من عودة العنف إلى المنطقة ويُجبّر الأطراف المعنية على البحث عن حلول لتجاوز هذه «العقبات»، وعلى الرغم من بعض علامات الأمل، إلا أن الأسباب التي تدعو للقلق تفوقها، خاصة مع التحديات التي تنتظر المراحل المُقبلة.

عقبات خطيرة وتحديات كبيرة تُهدد استمرار وقف إطلاق النار في غزة

وفي هذا الصدد، أفادت وسائل إعلام أمريكية، بأن «وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يُواجه عقبات خطيرة في مراحله المُقبلة»، مُشيرة إلى «عدد من التحديات والمؤشرات على ذلك».

وقال موقع «ذا هيل» الأمريكي في تقرير: «تنفس الإسرائيليون والفلسطينيون الصعداء مع بدء وقف إطلاق النار الأخير، لكنهم الآن يحبسون أنفاسهم ليروا ما إذا كان سيدوم. على الرغم من وجود بعض علامات الأمل، إلا أن هناك أسبابًا أكثر تدعو للقلق، خاصة مع التحديات التي تُواجه المراحل القادمة من الاتفاقية».

وأوضح الموقع، أن «الاتفاقية تنقسم إلى ثلاث مراحل، كل منها أكثر تعقيدًا وهشاشة من سابقتها. وبدأت المرحلة الأولى، التي تستمر ستة أسابيع، بالإفراج عن ثلاثة أسرى إسرائيليين مقابل إطلاق سراح 90 أسيرًا فلسطينيًا. ومن المقرر أن يتم الإفراج تدريجيًا عن 30 إسرائيليًا آخر وأكثر من 1600 فلسطيني».

تطورات مُقلقة

وذكر «ذا هيل»، أنه على الرغم من استمرار وقف إطلاق النار، فإن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تُثير شكوكًا حول التزامه بتنفيذ المرحلة التالية، فقد أعلن نتنياهو أن «كلًا من الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب والرئيس السابق جو بايدن قد قدما دعمًا كاملًا لإسرائيل في حقها بالعودة إلى القتال إذا توصلت إلى استنتاج مفاده أن المفاوضات حول المرحلة الثانية غير مُجدية».

Gaza's hopes for ceasefire dim despite renewed US efforts following Lebanon  truce | CNN
غزة

جاء هذا التصريح في أعقاب قصف إسرائيلي مُكثف حتى اللحظات الأخيرة قبل وقف إطلاق النار، مما أسفر عن مقتل 73 شخصًا في غارات جوية ليلة الإعلان عن الاتفاقية.

وبحسب مسؤول إسرائيلي رفيع، فإن «نتنياهو وافق على الاتفاقية فقط تحت ضغط من مبعوث ترامب، ستيفن ويتكوف، الذي نقل رسالة صارمة من الرئيس الأمريكي مطالبا بعقد صفقة».

التوغل الإسرائيلي في الضفة الغربية عقبة أخرى

وفي ظل وقف إطلاق النار بغزة، تشهد الضفة الغربية تطورات مُقلقة. ففي 21 يناير، شنت القوات الإسرائيلية هجمات جوية وبرية على مدينة جنين، مما أسفر عن مقتل 10 فلسطينيين. وعلى الرغم من أن الذريعة المباشرة للتوغل كانت غير واضحة، إلا أن نتنياهو أصر على أن الهدف هو «هزيمة الإرهاب».

وكما حدث مع بيانه عشية وقف إطلاق النار ربما تم إطلاق عملية جنين لطمأنة المتشددين بشأن التزامه بمكافحة أي تهديد للأمن الإسرائيلي، لكن قد يكون الهجوم جزءًا من استراتيجية أوسع لتوسيع السيطرة على الضفة الغربية.

يأتي هذا التوغل في سياق تصاعد العنف الذي يُمارسه المستوطنون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين، والذي زاد بشكل كبير مُنذ 7 أكتوبر 2023، بتساهل من الحكومة الإسرائيلية.

كما أن رفع «ترامب» للعقوبات التي فرضها عهد «بايدن» على المستوطنين، وتعيين مايك هاكابي، المسيحي الإنجيلي المؤيد لتوسيع المستوطنات، يُشير إلى توجه أمريكي قد يسمح بضم إسرائيل للضفة الغربية.

وشدد الموقع الأمريكي على أن هذه التطورات «لا تُبشر بالخير لنجاح المراحل التالية من وقف إطلاق النار»، ناهيك عن السلام الدائم، إذ يعتبر الفلسطينيون غزة والضفة الغربية جزءًا مما ينبغي أن يكون دولة فلسطينية، وهو ما يرفضه «نتنياهو».

وضع غزة والتحديات المُقبلة

في غزة، توقف القتل وبدأت المساعدات الإنسانية بالتدفق، مما أتاح للناس العودة إلى ما تبقى من منازلهم. ومع ذلك، فإن وجود أفراد شرطة حماس في الشوارع يُشير إلى أن «المنظمة ما زالت قوية»، وهو ما يُثير استياء العديد من الإسرائيليين.

المرحلة الثانية من الاتفاقية، المقرر بدؤها بعد 42 يومًا من وقف إطلاق النار، تتطلب إعلان «هدوء مستدام» يتبعه الإفراج عن الأسرى المتبقين مقابل عدد غير مُحدد من الأسرى الفلسطينيين والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية. ومع ذلك، فإن التفاصيل العالقة، مثل إنشاء منطقة عازلة حول غزة وربما بعض الوجود العسكري داخل القطاع، قد تعرقل تنفيذ هذه المرحلة.

كما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش من الحزب الصهيوني الديني بالانسحاب من الحكومة إذا لم «تحتل إسرائيل غزة وتُنشئ حكومة عسكرية مُؤقتة» فيها.

ونظرًا لأن المتشدد الآخر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير قد استقال بالفعل من الحكومة، فإن رحيل سموتريتش سيُحرّم الحكومة من أغلبيتها البرلمانية الضئيلة في الكنيست.

ونظرًا لعزم نتنياهو على الاحتفاظ بالسلطة بأي ثمن فقد يكون تهديد وزير المالية كافيًا لإفشال الصفقة.

ومع ذلك فإن مشاهد اللقاءات بين الأسرى وعائلاتهم تُشكّل مشهدًا مُقنعًا ويُريد معظم الإسرائيليين إطلاق سراح الباقين وقد يُؤدي هذا الأمر إلى التوصل إلى حل وسط بشأن تنفيذ المرحلة الثانية.

أما المرحلة الثالثة، التي لا يُوجد لها موعد مُحدد، فتشمل إعادة إعمار غزة فضلًا عن إعادة فتح المعابر الحدودية وإعادة جثث الإسرائيليين والفلسطينيين الذين قُتلوا في الصراع، وهي مُهمة قد تُكلّف ما يصل إلى 80 مليار دولار. كما أن مسألة حكم غزة ما بعد الحرب تبقى غير واضحة، خاصة بعد رفض إسرائيل لدور حماس أو فتح في إدارة القطاع.

مستقبل غير مُؤكد

حتى إذا تم التغلب على كل هذه العقبات، فإن «إنهاء الأعمال العدائية في غزة» يترك سؤالًا دون إجابة:  حول خطة شاملة تُلبي تطلعات الفلسطينيين الوطنية ومخاوف الأمن الإسرائيلي. وبدون مثل هذه الاتفاقية، فإن أي صفقة بشأن غزة لن تكون أكثر من «استراحة محارب».. قبل الجولة القادمة من القتال.

As fragile Israel-Hezbollah ceasefire takes hold, what's next for Gaza?
غزة

«ترامب» يُعبّر عن شكوكه حول مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

وفي وقت سابق، صرح الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، بأن حركة «حماس» ضعفت، مُعبّرا عن شكوكه حول «مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة»، حسبما أفادت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، اليوم الثلاثاء.

وقال ترامب للصحفيين: «لست واثقًا. هذه ليست حربنا، بل حربهم»، مُنوهًا إلى أن «إدارته قد تُساهم في إعادة إعمار غزة، التي وصفها بأنها «موقع هدم ضخم».

وأضاف ترامب مُتحدثًا عن إمكانيات غزة: «يُمكن القيام ببعض الأمور الجميلة هناك. الساحل مذهل، والطقس والموقع رائعان.. يُمكن تحقيق بعض الأشياء الرائعة في غزة».

اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس

تُجدر الإشارة إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار بين «إسرائيل وحركة حماس» لمُدة 42 يوما، كان بوساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة، ودخل حيز التنفيذ يوم الأحد 19 يناير.

يتضمن الاتفاق 3 مراحل، حيث يُرتقب أن تمتد المرحلة الأولى 6 أسابيع، يُجري خلالها تبادل 33 أسيرًا إسرائيليًا من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين. كما نص الاتفاق على انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.

وألغى ترامب العقوبات التي فرضتها إدارة سلفه جو بايدن على جماعات وأفراد من المستوطنين الإسرائيليين من اليمين المتطرف لارتكابهم أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وذكر الموقع الإلكتروني الجديد للبيت الأبيض أن ترامب ألغى الأمر التنفيذي رقم 14115 الصادر في أول فبراير 2024.

وسمح الأمر التنفيذي بفرض عقوبات معينة «على الأشخاص الذين يُقوضون السلام والأمن والاستقرار في الضفة الغربية».

نتنياهو يُهنئ ترامب

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد قال بعد تنصيب ترامب رئيسًا جديدًا للولايات المتحدة: «أعتقد أن عملنا معًا من جديد سيرتقي بالتحالف الأمريكي الإسرائيلي إلى قمم عظيمة».

وتابع: «بالنيابة عن شعب إسرائيل، أريد أيضًا أن أشكرك على جهودك في المساعدة في تحرير الرهائن الإسرائيليين».

وأكد على التطلع «إلى العمل معك على إعادة الرهائن المتبقين وتدمير قدرات حماس العسكرية وإنهاء حكمها السياسي في غزة وضمان ألا تُشكّل غزة أبدًا تهديدًا لإسرائيل من جديد».

قصف إسرائيلي على غزة يُنهي حياة 20 فلسطينيًا بعد إعلان وقف إطلاق النار

وفي وقت سابق، نفذ «طيران الاحتلال الإسرائيلي»، غارات جديدة على «قطاع غزة»، بعد وقت قصير من الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين،  حسبما أفادت وسائل إعلام فلسطينية، في أنباء عاجلة، الخميس.