وجهاء وشيوخ قبائل فلسطين يوجّهون رسالة تقدير للرئيس المصري
وجه وجهاء وشيوخ قبائل فلسطين، خطابًا يستنكر مخططات تهجير الفلسطينيين ومحاولات إخراجهم من أراضيهم، متوجهبن برسالة تقدير للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وجاء نص الخطاب كالتالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام، أبناء شعبنا الفلسطيني البطل،
أيها الأحرار في كل مكان،
في ظل ما يعصف بالأرض الفلسطينية من مخططات استعمارية تهدف إلى تهجير شعبنا الفلسطيني من أراضيه وتفريغ وطنه من أصحابه الأصليين، ونحن هنا في هذا الموقف الحاسم، نعلن بكل فخر واعتزاز موقفنا الثابت الرافض لكل محاولات التهجير القسري والتهديد الذي يطالنا كفلسطينيين في كل جزء من وطننا الحبيب.
أيها الشعب الفلسطيني العظيم،
إن ما نواجهه اليوم من سياسات استعمارية تهدف إلى إخراجنا من أرضنا وتشتيتنا في مختلف أصقاع الأرض، هو جزء من سلسلة طويلة من محاولات العدو الصهيوني لفرض أمر واقع غير شرعي على أرض فلسطين المباركة. ففي كل مرة يظن فيها الاحتلال أن بإمكانه زرع الفتنة والتفرقة بيننا، نرد عليه بكلمة واحدة هي: “لن نتنازل عن حقنا في الأرض والعودة”.
إن ما يجري اليوم من تهجير قسري للفلسطينيين في القدس، والضفة الغربية، والنقب، وقطاع غزة، وما يعانيه أهلنا في مخيمات اللجوء من ممارسات قاسية، هو امتداد للسياسات الظالمة التي بدأها الاحتلال منذ نكبة 1948، والتي لم تكتفِ بالنكبة الأولى، بل تسعى اليوم لخلق نكبات جديدة تهدف إلى تشريد الفلسطينيين عن أرضهم بشكل جماعي. ولكننا، كعشائر فلسطينية، وكل أعيان ووجهاء شعبنا، نؤكد أن هذه المحاولات لن تمر.
نرفض بكل وضوح أي إجراء أو خطة من شأنها إفراغ الأراضي الفلسطينية من سكانها الأصليين، لأننا نعلم يقينًا أن أرض فلسطين هي حق لنا ولن نسمح لأحد بالمساس بها. من شمال فلسطين إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، يبقى الشعب الفلسطيني هو صاحب الحق الشرعي في هذه الأرض التي هي أمانة الأجداد للأحفاد. ونحن على العهد، كما عهدنا دائمًا، أن نكون على استعداد كامل لحماية كل شبر من أرضنا، وأن نواصل مقاومة هذه السياسات الاحتلالية بكل الوسائل المشروعة.
أيها الأخوة الأعزاء،
إن فلسطين بحاجة إلى وحدة الصف الفلسطيني أكثر من أي وقت مضى. وفي هذا السياق، نوجه نداءً لجميع أبناء الشعب الفلسطيني، في الداخل والشتات، بأن يتوحدوا ضد كل محاولات التصفية والتفريط بحقوقهم، وأن يظلوا متشبثين بأرضهم وبحقوقهم الطبيعية في العودة والاستقلال. ولا يمكن أن نقبل بأن تكون هويتنا الفلسطينية في خطر أو أن يتم تشويه تاريخنا الذي سطرته أجيال من الكفاح والصمود في وجه الاحتلال.
ولكن، وفي الوقت الذي نعلن فيه رفضنا التام لهذه المخططات التصفوية، فإننا نثمن عاليًا موقف مصر الشقيقة، ونخص بالذكر القيادة المصرية الحكيمة، وعلى رأسها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي وقف دائمًا إلى جانب القضية الفلسطينية، مدافعًا عن حقوق شعبنا، رافضًا كل محاولات تصفية القضية أو التفريط في حقوقنا الوطنية.
أيها الأحرار،
إن مواقف مصر، بقيادة الرئيس السيسي، كانت ولا تزال ركيزة أساسية في تعزيز صمودنا أمام هذا المخطط الاستعماري. فقد كانت مصر دائمًا على رأس من دعم حقوق الفلسطينيين في مختلف المحافل الدولية، وكان موقفها الحازم في مختلف المواقف التاريخية محل تقدير واحترام من كل فلسطيني. مصر التي كانت ولا تزال تقدم الدعم السياسي، الدبلوماسي، والإنساني للفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم، هي شريك استراتيجي لنا في نضالنا المستمر.
وقد برهن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ توليه رئاسة الجمهورية، على تبني موقف مصر الثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، سواء في دعم القدس وأهلها، أو في تعزيز عملية المصالحة الفلسطينية، أو في موقفه الثابت ضد كافة محاولات تجزئة القضية الفلسطينية أو تصفيتها. إن موقف فخامة الرئيس السيسي يعكس المواقف الأصيلة للشعب المصري العظيم الذي طالما وقف إلى جانب أشقائه الفلسطينيين في مختلف مراحل تاريخهم النضالي.
لقد كانت تصريحات فخامة الرئيس السيسي في المحافل الدولية دائمًا داعمة لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وفي إنشاء دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف. كما أن الدعم المصري للمسار السياسي الفلسطيني، بما في ذلك جهود الوساطة بين الفصائل الفلسطينية لتحقيق المصالحة، هو دليل على التزام مصر الدائم بالقضية الفلسطينية، ودور القيادة المصرية في تعزيز صمود شعبنا.
أيها الأصدقاء الأعزاء،
إن هذا الموقف المشرف من مصر الشقيقة، والذي نعتبره مصدر قوة لنا، يستوجب منا جميعًا أن نتوحد ونتكاتف معًا لحماية حقوقنا، وأن نكون في مواجهة دائمة مع أي محاولات تستهدف أرضنا، وهويتنا، ووجودنا. إن شعبنا الفلسطيني لن يكون وحيدًا في معركته من أجل الحرية والكرامة، فمصر وكل الأمة العربية والإسلامية تقف إلى جانبه بكل ما أوتيت من قوة.