مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى تركيا.. ملفات شائكة على طاولة المباحثات

نشر
الأمصار

يستعد الرئيس السوري أحمد الشرع للقيام بزيارة رسمية إلى تركيا، غدًا الثلاثاء، في ثاني محطة خارجية له منذ توليه منصبه، وذلك بدعوة من نظيره التركي رجب طيب أردوغان. 

تأتي هذه الزيارة في توقيت حساس يعكس التحولات المتسارعة في المشهد السياسي الإقليمي، وسط توقعات بأن تشكل خطوة محورية في إعادة رسم العلاقات بين دمشق وأنقرة بعد سنوات من القطيعة والتوتر.

محاور المباحثات: الأمن والاقتصاد وإعادة الإعمار

تعد هذه الزيارة فرصة لكلا البلدين لبحث الملفات العالقة وإيجاد أرضية مشتركة للتفاهم، في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية التي دفعت العديد من الأطراف لإعادة تقييم سياساتها تجاه الأزمة السورية.

1- الأوضاع الأمنية والتعاون المشترك:
من المتوقع أن يناقش الرئيسان الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، والوضع في المناطق الحدودية، خاصة في ظل استمرار وجود فصائل مسلحة في الشمال السوري، بعضها مدعوم من أنقرة.

كما ستشمل المباحثات ملف عودة اللاجئين السوريين، والذي يعد أولوية لدى الحكومة التركية التي تسعى إلى وضع آلية تضمن عودة آمنة وكريمة لهم.

2- إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي:
تشكل الأزمة الاقتصادية في سوريا تحديًا كبيرًا للحكومة السورية، حيث تسعى دمشق إلى جذب استثمارات إقليمية ودولية لدفع عجلة إعادة الإعمار. 

ووفقًا لتصريحات مسؤولين أتراك، سيتم خلال الزيارة بحث إمكانيات التعاون الاقتصادي بين البلدين، بما يشمل استثمارات تركية محتملة في قطاع البنية التحتية والتجارة، لا سيما بعد الانفتاح العربي الأخير تجاه سوريا.

3- الدعم السياسي للإدارة الانتقالية:
تأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه سوريا مرحلة انتقالية بعد التغييرات السياسية الأخيرة، ومن المتوقع أن يبحث الطرفان سبل دعم الإدارة الانتقالية السورية، ودورها في تحقيق الاستقرار السياسي، خاصة في ظل الجهود التي تبذلها بعض الدول لإعادة دمج سوريا في المنظومة الإقليمية والدولية.

العلاقات التاريخية بين سوريا وتركيا.. من التقارب إلى القطيعة ثم التقارب من جديد

شهدت العلاقات بين سوريا وتركيا تحولات كبرى خلال العقود الماضية، فبعد سنوات من التوتر في التسعينيات، شهدت الفترة بين عامي 2002 و2011 تقاربًا سياسيًا واقتصاديًا غير مسبوق، حيث ألغى البلدان تأشيرات الدخول، وتعززت الاستثمارات والتبادلات التجارية.

لكن مع اندلاع الأزمة السورية عام 2011، تدهورت العلاقات بشكل حاد، حيث دعمت أنقرة فصائل معارضة للنظام السوري، مما أدى إلى قطيعة استمرت أكثر من عقد.

ومع ذلك، شهدت الفترة الأخيرة بوادر تغيير في الموقف التركي تجاه دمشق، خاصة مع تبني أنقرة سياسة "تصفير المشاكل" والانخراط في جهود إعادة العلاقات مع دول المنطقة، بدعم من روسيا وإيران.

التوقعات المستقبلية.. هل تكون هذه الزيارة بداية لانفراجة سياسية؟

تأتي زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى تركيا بعد أيام من زيارته إلى السعودية، التي عكست توجهًا إقليميًا نحو إعادة الانفتاح على دمشق. 

ويثير لقاء الشرع وأردوغان تساؤلات حول مدى إمكانية تحقيق تقارب حقيقي بين البلدين، خصوصًا في ظل العقبات القائمة، مثل الوجود العسكري التركي في شمال سوريا، وملف المعارضة السورية، ومستقبل إدلب.

ويرى مراقبون أن نجاح هذه الزيارة قد يفتح الباب أمام تطورات مهمة، مثل استئناف العلاقات الدبلوماسية بشكل رسمي، وتوقيع اتفاقيات أمنية واقتصادية تعزز الاستقرار في المنطقة. 

كما أن أي تقدم في هذه المباحثات قد يؤثر بشكل مباشر على مفاوضات الحل السياسي في سوريا، لا سيما في ظل الضغوط الدولية لإنهاء الأزمة المستمرة منذ أكثر من عقد.

زيارة مفصلية في تاريخ العلاقات بين دمشق وأنقرة

لا شك أن زيارة الشرع إلى أنقرة تحمل أبعادًا سياسية وإقليمية مهمة، فهي تأتي في لحظة فارقة تشهد فيها المنطقة تحولات كبرى في موازين القوى والعلاقات بين الدول.

 وبينما يأمل البعض في أن تمثل هذه الزيارة بداية لمرحلة جديدة من التعاون بين البلدين، تبقى التحديات والملفات العالقة عاملاً مؤثرًا في تحديد مسار هذه العلاقة خلال الفترة المقبلة.