ماذا بعد إعطاء أمريكا الضوء الأخضر لطالبان لتولي مقاليد الحكم؟
بعد حرب دامت أكثر من 20 عامًا، أعلنت أمريكا الانسحاب من أرض أفغانستان، وتوالت هجمات طالبان وسيطرتها على الحكم في أفغانستان إثر سقوط المدن تباعًا بيدها خلال أيام ومن ثم دخولها قصر الرئاسة والعديد من المواقع الحكومية في العاصمة كابول أمس، وهروب الرئيس الأفغاني إلى طاجيكستان، أعلنت طالبان أنها سوف تحكم أفغانستان حكمًا إسلاميًا خالصًا مع السماح للمرأة بالحصول على حقوقها وعدم مضايقة الأجانب المقيمين في البلاد.
إن عودة طالبان وسيطرتها على الحكم وهروب الرئيس أشرف غني إلى طاجيكستان، جعل العالم في حيرة من أمره حول مستقبل البلاد ومن سيخلف الرئيس غني في حكم البلاد وسط تخوف من عودة الإسلام السياسي إلى منطقة وسط آسيا وتحديدًا افغانستان.
ويترقب العالم الإعلان عن اسم الحاكم الجديد للبلاد والذي سيكون من بين أربعة من زعماء حركة طالبان وان كان الاقرب هو هبة الله زادة قائد الحركة أو القائد العسكري للحركة وهو عبد الغني بردار.
الملا هيبة الله أخوند زاده.. القائد الأعلى
استلم الملا هيبة الله أخوند زاده، قيادة حركة طالبان في مايو 2016 أثناء انتقال سريع للسلطة بعد أيام على وفاة سلفه أختر محمد منصور، الذي قُتل في غارة لطائرة أمريكية مسيرة في باكستان.
وقبل تعيينه، لم يكن يُعرف سوى القليل عن أخوند زاده الذي كان اهتمامه منصبًا حتى ذلك الحين على المسائل القضائية والدينية أكثر من فن الحرب.
ويتمتع عالم الدين هذا بنفوذ كبير داخل حركة التمرد التي قاد الجهاز القضائي فيها، لكن محللين يرون أن دوره على رأس طالبان سيكون رمزيًا أكثر منه عمليًا.
وأخوند زاده هو نجل عالم دين وأصله من قندهار قلب منطقة البشتون في جنوب أفغانستان ومهد طالبان، وقد بايعه على الفور أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة.
وقد أطلق عليه لقب “أمير المؤمنين” الذي سمح له بإثبات مصداقيته في أوساط الجهاديين، تولى أخوند زاده المهمة الحساسة المتمثلة بتوحيد طالبان التي مزقها صراع عنيف على السلطة بعد وفاة الملا منصور وكشف عن إخفائها لسنوات وفاة مؤسسها الملا محمد عمر.
وتمكن من تحقيق وحدة الجماعة وكان يميل إلى التحفظ مكتفيا ببث رسائل سنوية نادرة في الأعياد الإسلامية.
الملا عبدالغني برادر.. قائد عسكري ورئيس المكتب السياسي
ولد عبدالغني برادر، عام 1968، ويعرف أيضًا باسم بالملا برادر آخوند، ولد في قرية ويتماك، بمقاطعة ديهراوود، بإقليم أوروزغان الأفغاني، و ينحدر من قبيلة دوراني وهي نفس القبيلة التي ينتمي إليها الرئيس السابق حامد كرزاي.
نشأ عبدالغني برادر في ولاية أرزغان في قندهار، وهو أحد مؤسسي حركة طالبان مع الملا عمر الذي توفي في 2013 لكن لم يكشف موته إلا بعد سنتين، على غرار العديد من الأفغان، تغيرت حياته بسبب الغزو السوفياتي في 1979 وأصبح مجاهدا ويُعتقد أنه قاتل إلى جانب الملا عمر.
عقب التدخل الأمريكي وسقوط نظام طالبان عام 2001، قيل إنه كان جزءًا من مجموعة صغيرة من المتمردين المستعدين لاتفاق يعترفون فيه بإدارة كابول، لكن هذه المبادرة باءت بالفشل.
وشغل الملا برادر منصب القائد العسكري لطالبان عندما اعتقل في 2010 في مدينة كراتشي الباكستانية، وقد أطلق سراحه في 2018 تحت ضغط من واشنطن خصوصًا، ويلقى برادر احترامًا لدى مختلف فصائل طالبان ثم تم تعيينه رئيسًا لمكتبهم السياسي في العاصمة القطرية الدوحة.
ومن هناك، قاد المفاوضات مع الأمريكيين التي أدت إلى انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان ثم محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية التي لم تسفر عن شيء.
سراج الدين حقاني
سراج الدين حقاني، هو نجل أحد أشهر قادة الجهاد ضد السوفيات جلال الدين حقاني، وهو الرجل الثاني في طالبان وزعيم الشبكة القوية التي تحمل اسم عائلته.
تصنف واشنطن شبكة حقاني التي أسسها والده إرهابية وواحدة من أخطر الفصائل التي تقاتل القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في العقدين الماضيين في أفغانستان، وشبكة حقاني معروفة باستخدامها العمليات الانتحارية، ويُنسب إليها عدد من أعنف الهجمات في أفغانستان في السنوات الأخيرة.
وقد اتهم أيضًا باغتيال بعض كبار المسؤولين الأفغان واحتجاز غربيينث رهائن قبل الإفراج عنهم مقابل فدية أو مقابل سجناء مثل الجندي الأمريكي بو برغدال الذي أطلق سراحه في 2014 مقابل خمسة معتقلين أفغان من سجن غوانتانامو.
ومقاتلو حقاني المعروفون باستقلاليتهم ومهاراتهم القتالية وتجارتهم المربحة، هم المسؤولون على ما يبدو عن عمليات طالبان في المناطق الجبلية في شرق أفغانستان، ويعتقد أن تأثيرهم قوي على قرارات الحركة.
ردود الأفعال العالمية
مع سقوط العاصمة الأفغانية كابول بيد حركة طالبان، توالت ردود الفعل الدولية، فقد اعتبرت بريطانيا أنه يجب أخذ العبرة مما حدث في أفغانستان، متخوفة من عودتها لتكون مصدرًا للإرهاب، أما تركيا فقد طالبت باكستان بتحمل مسؤولياتها لتجنيب أفغانستان الوقوع في الأسوأ، من جهتها، أبدت الصين استعدادها لإقامة “علاقات ودية” مع حركة طالبان.