الجزائر تنقذ 18 مهاجراً صومالياً من موت محقَّق

أكدت فرق الدفاع المدني الجزائري أنها قدمت إسعافات لـ16 صومالياً، غرق مركبهم بالقرب من سواحل شرق البلاد، ليل الثلاثاء إلى الأربعاء.
ووفق مصادر محلية، يتعلق الأمر بمهاجرين غير نظاميين، كان القارب الذي أقلَّهم على وشك الغرق خلال إبحاره إلى شواطئ إيطاليا.

نقل أحد المهاجرين الناجين في قارب لخفر السواحل الجزائري (الحماية المدنية)
وأوضح فرع الحماية المدنية بجيجل (400 كلم شرق) أن رجاله تدخلوا في حدود الثامنة والنصف من ليل الثلاثاء، لإسعاف المهاجرين الصوماليين، بعد أن تم إجلاؤهم من طرف خفر السواحل الجزائري في عرض البحر إلى «ميناء جنجن» القريب.
وأشارت الحماية المدنية أن امرأتين توجدان ضمن المهاجرين، الذين تلقوا رعاية طبية بمستشفى مدينة الطاهير بولاية جيجل. وأرفقت الحماية المدنية الخبر بصور لنقل الناجين من الغرق في سبع سيارات إسعاف تابعة لها.
وقالت مصادر صحفية بجيجل إن سفينة تجارية جزائرية رصدت مركباً في عرض البحر في حالة سيئة، مبرزةً أن من كان به استنجدوا بطاقم السفينة، الذي تولى إخطار خفر السواحل بالحادث، فاتخذ التدابير اللازمة بـ«سرعة كبيرة»، وفق تعبير المصادر ذاتها.

صورة لمهاجرين صوماليين اعترضهم خفر السواحل الليبي في البحر وأعادهم إلى ليبيا (رويترز)
ونقلت المصادر نفسها عن قائد المركب أنه انطلق من السواحل الليبية، على أن تكون نقطة الوصول أقرب شاطئ في إيطاليا.
وعلى عكس المعلومات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، بخصوص الحادث، لم تذكر الحماية المدنية الجزائرية ما إذا كان هناك وفيات أو مفقودون من بين الناجين.
ومنتصف الشهر الماضي، أعلنت منظمة «إس أو إس ميديتيرانيه» غير الحكومية، أن سفينة الإنقاذ «أوشين فايكينغ» انتشلت في العاشر من الشهر نفسه 101 مهاجر، بينهم 29 امرأة وسبعة أطفال، أحدهم رضيع عمره عام، بعد أن كانوا على متن قارب خشبي تعرض لطارئ خطير قبالة السواحل الليبية في البحر المتوسط. وأنزلت السفينة الناجين في ميناء تارانتو بعد أن خاضوا رحلة شاقة، استغرقت يومين، وتسببت بمعاناة جراء «رفض السلطات توفير ميناء أقرب»، وفق ما ذكرته المنظمة التي تتخذ من مدينة مارسيليا الساحلية جنوب فرنسا مقراً لها، في بيان.

سفينة تابعة لخفر السواحل الليبي خلال إنقاذ مهاجرين قبالة السواحل الليبية (متداولة)
وأكدت المنظمة أن معظم الناجين من الصومال وسوريا وإرتيريا ومصر. وأشارت إلى أن فرقاً تابعة لها تولت رعايتهم فوق السفينة، بمساعدة الاتحاد الدولي للصليب الأحمر.
وجاء في تقارير لناشطين في مجال إنقاذ مهاجرين غير نظاميين في البحر، أن عام 2024 شهد استمرار محاولات المهاجرين عبور البحر الأبيض المتوسط انطلاقاً من السواحل الليبية، وأن خفر السواحل الليبي اعترض أكثر من 21.7 ألف مهاجر وأعادهم إلى ليبيا. فيما كانت الحصيلة 17.1 ألف مهاجر عام 2023.
ويعد طريق وسط البحر الأبيض المتوسط، الذي يربط بين السواحل الليبية والجزائرية والتونسية والأوروبية، من أخطر طرق الهجرة في العالم، حيث جرى إحصاء وفاة 674 مهاجراً في 2024، وفقدان 1015 آخرين. وفي 2023، سجلت «المنظمة الدولية للهجرة» وفاة 962 مهاجراً وفقدان 1539 آخرين. أما في 2022، فقد توفي 529 مهاجراً وفُقد 848 آخرون.