تصريحات ترامب تثير الرأي العام العالمي
أبرز ردود الفعل العربية والدولية حول تهجير الفلسطينيين من غزة
![الأمصار](/Upload/files/0/4/37.jpg)
أعادت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تناولت تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن ومصر، الجدل حول مسألة التهجير القسري وحل الدولتين.
![خاص|قيادي في الجهاد الإسلامي يصف تصريحات ترامب حول تهجير الفلسطينيين بـ محاولة يائسة لتصفية القضية](https://www.tahiamasr.com/UploadCache/libfiles/49/6/600x338o/450.jpeg)
وقد أثارت التصريحات ردود أفعال قوية من الأطراف الإقليمية والدولية، وسط اتهامات للإدارة الأميركية بتجاهل الحلول السلمية والاعتماد على أسلوب "الصفقات".
وخلال الأحداث المتعاقبة في الشرق الأوسط وعقب تسلم الرئيس الأمريكي ترامب السلطة، أطلق تصريحات مثيرة بعد لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء 4 فبراير 2025، في البيت الأبيض، حول ما طرحه عن "تطهير" قطاع غزة، وإعلانه زيارة مستقبلية للقطاع .
التوترات الدبلوماسية والاستقطاب الدولي
هذا الأمر أشعل موجة من التوترات الدبلوماسية والاستقطاب الدولي، وأثارت تلك التصريحات ردود فعل رافضة تراوحت بين استنكار حاد وتحفظات حذرة.
ولم تقتصر هذه الردود على مواقف سريعة، بل أثارت تحذيرات من عواقب كارثية قد تغير توازنات القوى، وبناء على حسابات دقيقة وحساسة.
نتناول خلال السطور التالية ردود الفعل الدوليو والعربية حول تصريحات ترامب.
ردود الفعل العربية
السلطة الوطنية الفلسطينية: يرفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشكل قاطع أي دعوات لتهجير الفلسطينيين، مؤكدًا عدم التنازل عن الحقوق الفلسطينية، واتسم خطاب الرئيس الفلسطيني بالحزم وتأكيد السيادة الفلسطينية ورفض أي محاولة للضغط أو التغيير في وضع القطاع، مُحذرًا من أن ذلك يُعد انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي. فالموقف الفلسطيني يتسم بالقوة، إذ يُطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لحماية الحقوق الفلسطينية.
مصر: خلال لقاء جمع بين وزير الخارجية والهجرة المصري الدكتور بدر عبدالعاطي، ورئيس الوزراء، وزير الخارجية الفلسطيني الدكتور محمد مصطفى، الأربعاء 5 يناير 2025، يظهر الرد المصري دعمًا قويًا للحقوق الفلسطينية ويؤكد دعم مصر المستمر لتمكين السلطة الفلسطينية، بما يشمل جهود تحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة.
![بعد تصريحات ترامب بشأن "نقل" أهل القطاع لخارجه .. نظرة تاريخية على مقترحات تهجير الفلسطينيين](https://s.mc-doualiya.com/media/display/82db655a-dcc3-11ef-8c1c-005056bf30b7/w:980/p:16x9/000_36W89UY.jpg)
كما برز حرص مصر على إيجاد حل شامل ومستدام للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال حل الدولتين. وتؤكد تصريحات وزير الخارجية المصري أهمية الالتزام بالاتفاقات الدولية والعمل على تسريع التعافي في غزة. ويعكس تركيز مصر على تقديم الدعم السياسي والإنساني للفلسطينيين موقفها الثابت والمتوازن تجاه القضية الفلسطينية في إطار دعم الاستقرار الإقليمي.
المملكة العربية السعودية: الرد السعودي خلال بيان رسمي نُشر 5 يناير 2025، يؤكد دعم المملكة الثابت لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وكان هذا الموقف محل تأكيد من الأمير محمد بن سلمان، في أكثر من مناسبة، بما في ذلك خطابه في افتتاح الدورة الـ9 لمجلس الشورى، سبتمبر 2024، وكذلك في القمة العربية الإسلامية الثانية، نوفمبر 2024. كما أن المملكة شددت على أنها لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل إلا بعد تحقيق هذا الهدف.
وأظهرت السعودية أيضًا أهمية حشد الدعم الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية على أساس حدود 1967، ما يعكس التزامها القوي بالقضية الفلسطينية.
المملكة الأردنية الهاشمية: الرد الأردني يؤكد دعم المملكة الثابت للفلسطينيين في نيل حقوقهم المشروعة، مع تأكيد ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. وتأتي تصريحات الملك عبدالله الثاني، في سياق لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لمناقشة تصريحات ترامب بشأن غزة، ما يعكس موقف الأردن الراسخ في دعم القضية الفلسطينية ورفض أي محاولات لتقليص حقوق الفلسطينيين.
ردود الفعل على مستوى الدولي العالمي
الصين: الرد الصيني خلال مؤتمر صحفي في العاصمة بكين 5 فبراير 2025، جاء على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين سيين، ويعكس معارضة قوية لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين.
وفي هذا الصدد أكدت الصين أن الحكم الفلسطيني على أرضه يجب أن يكون مبدأ أساسيًا في أي حل مستقبلي بعد الحرب الإسرائيلية على غزة، مشددة على رفضها القاطع للتهجير القسري للفلسطينيين. ويعكس هذا الموقف التزام الصين بالشرعية الدولية وحقوق الإنسان، وتأكيدها دعم الحقوق الفلسطينية في إطار السياسات العالمية.
البرازيل: خلال مقابلة مع الإذاعة البرازيلية، جاء الرد البرازيلي على لسان الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، ويعكس استغرابًا من الاقتراح الأمريكي بشأن "سيطرة" الولايات المتحدة على قطاع غزة.
![ردود أفعال عربية ودولية تندد بتصريحات ترامب بشأن تهجير سكان غزة » وكالة الأنباء العراقية](https://www.ina.iq/uploads/posts/2025-02/upload_1738755020_670010940.jpg)
واعتبر الرئيس سيلفا هذا الاقتراح صعب الفهم، مؤكدًا أن الفلسطينيين هم من يجب أن يتخذوا قرارات بشأن مصير غزة.
تركيا: جاء الرد التركي على لسان وزير الخارجية هاكان فيدان، ليعكس رفضًا قاطعًا لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن قطاع غزة. واعتبر فيدان أن تصريحات ترامب غير مقبولة، ويعكس هذا الموقف تمسك تركيا بحقوق الفلسطينيين ورفضها لأي محاولات لتغيير الوضع القائم في غزة.
روسيا: الرد الروسي، الذي جاء على لسان المتحدث باسم الرئاسة دميتري بيسكوف، يعكس تأكيدًا قويًا على دعم روسيا لحل الدولتين كسبيل لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وشدد بيسكوف على أن التسوية في الشرق الأوسط لا يمكن أن تتم إلا على أساس هذا الحل، فالموقف الروسي يعكس التزامًا بمبادئ الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن، مع التأكيد أن حل الدولتين هو الخيار الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة.
أستراليا: جاء الرد الأسترالي على لسان رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي، خلال المؤتمر الصحفي، الأربعاء 5 يناير 2025، يؤكد دعم الحكومة الأسترالية الثابت لحل الدولتين في الشرق الأوسط.
![ترامب" يُثير صدمة في السياسة الخارجية.. و"خطة غزة" تزعزع التحالفات الأمريكية](https://media.assettype.com/sabq%2F2025-02-08%2Flq83acab%2F%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A-%D8%AF%D9%88%D9%86%D8%A7%D9%84%D8%AF-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8.webp?w=480&auto=format%2Ccompress&fit=max)
وشدد ألبانيزي على أن موقف أستراليا لم يتغير، وأنه يظل ثابتًا كما كان في العام الماضي، ما يعكس التزام بلاده بالقيم الدولية والحقوق الفلسطينية.
الداخل الأمريكي: الردود الأمريكية على اقتراح الرئيس دونالد ترامب بغزو قطاع غزة، التي صدرت عن السيناتور كريس ميرفي، وعضو مجلس النواب جيك أوشينكلوس، تعكس رفضًا حادًا، إذ وصف ميرفي الاقتراح بأنه "مجنون تمامًا"، محذرًا من مذبحة للجنود الأمريكيين، بينما اعتبر أوشينكلوس الاقتراح "متهورًا وغير معقول"، محذرًا من تأثيره على جهود وقف إطلاق النار.
كما أشار إلى أن ترامب وصهره جاريد كوشنر قد يسعيان لتحقيق مصالح شخصية من خلال هذا التحرك، ما يعكس قلقًا من تصعيد خطير في المنطقة.
بريطانيا: خلال مؤتمر صحفي في كييف، عرض الوزير الخارجية ديفيد لامي، الموقف البريطاني من مقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بـ"نقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن"، ما يعكس موقفًا ثابتًا لدعم الحقوق الفلسطينية وتجنب الحلول التي لا تحترم هذا المبدأ.
إسبانيا: خلال مؤتمر صحفي، رفض وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، الأربعاء 5 يناير 2025، اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن إعادة توطين سكان غزة والسيطرة على القطاع لإنشاء "ريفييرا الشرق الأوسط".
وأكد ألباريس أن "غزة هي أرض الفلسطينيين ويجب أن يبقوا فيها"، ما يعكس موقف إسبانيا الثابت في دعم حل الدولتين وتعزيز السلام في المنطقة.
فرنسا: في بيان خلال جلسة لمجلس الوزراء، اعتبرت الناطقة باسم الحكومة الفرنسية، صوفي بريم، الأربعاء 5 يناير 2025، أن مقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن السيطرة على قطاع غزة وترحيل سكانه "تهدد الاستقرار وعملية السلام".
وأكدت بريم أن فرنسا تعارض تمامًا تهجير الفلسطينيين، ما يعكس التزام فرنسا بحل الدولتين ورفض أي محاولات لتقويض الحقوق الفلسطينية.
ألمانيا: خلال مؤتمر صحفي، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أن قطاع غزة "ملك للفلسطينيين" ويجب أن يكون جزءًا من الدولة الفلسطينية المستقبلية، مثل الضفة الغربية والقدس الشرقية، ردًا على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مستقبل القطاع، ما يعكس التزام ألمانيا بحل الدولتين ودعم حقوق الفلسطينيين في إطار القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
ردود فعل الحركات والفصائل
حماس: جاء موقف حركة "حماس" خلال بيان رسمي صادر الأربعاء 5 فبراير 2025، ليعكس رفضًا قويًا لأي محاولات لتهجير سكان غزة، إذ اعتبرت هذه التصريحات "عدائية وخطيرة" ومؤشرًا على تحالف مع اليمين الإسرائيلي المتطرف. فتأكيد حماس رفض أي وصاية أو احتلال على الشعب الفلسطيني يعكس تمسكها بحقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم ورفضها لأي حلول تهدد ووجودهم. وتُظهر الحركة من خلال هذا الموقف تحديًا قويًا لمحاولات التصفية السياسية للقضية الفلسطينية، مؤكدة ضرورة أن تظل غزة تحت سيطرة الفلسطينيين فقط.
حزب الله: خلال تصريح له الأربعاء 5 فبراير 2025، انتقد المستشار السياسي لأمين عام "حزب الله" اللبناني، حسين الموسوي، تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين وتوطينهم في مصر والأردن، واصفًا إياها بـ"السلوك الطاغوتي غير المسبوق"، ويعكس هذا الموقف رفضًا قويًا من "حزب الله" لهذه التصريحات ويظهر تمسكه بحقوق الفلسطينيين ورفضه لأي حل يهدد مستقبلهم.
ردود الفعل على مستوى المنظمات الدولية
الأمم المتحدة: في بيان صادر الأربعاء 5 يناير 2025، وصف المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف المقترح بـ"المفاجئ جدًا" يعكس الصدمة من التفكير في نقل قسري للفلسطينيين من قطاع غزة، وهو أمر محظور بموجب اتفاقيات جنيف التي تحظر أي عملية تهجير قسري في الأراضي المحتلة، ويبرز هذا الموقف دور الأمم المتحدة كمنظمة تسعى لضمان العدالة والاستقرار في المنطقة وفقًا للقانون الدولي، وتمنع أي محاولات لتقويض حقوق الفلسطينيين.
وفي هذا الصدد، تعكس ردود الفعل القوية على تصريحات ترامب إجماعًا واسعًا على ضرورة إيجاد حل عادل ومستدام للقضية الفلسطينية، ويبرز هذا الرفض الشديد لأي محاولات تهجير قسري أو تغيير ديموغرافي في المنطقة برمتها في وقت تتصاعد فيه التوترات، وتظل الحاجة إلى إرساء السلام وتحقيق العدالة أكثر إلحاحًا من أي وقتٍ مضى