د. تحسين الشيخلي يكتب: بوح الصباح

بين فينة وأخرى ، تسألني زوجتي العزيزة... هل تحب لندن؟؟؟؟
وأجيبها بما يرضي تساؤلها... سيدتي المدن في حياتي كالنساء، بعضها تحمل في شوارعها قوة الشفاء وبعضها مدن سامة فعلًا..
هي ليست مسألة أن أحبها أو لا فأدوار العشق للمدن عندي تختلف كأختلاف عشق النساء.. هناك مدن عشقي لها أعيشه مضطرًا… وأنا أعلم بأنها تسرق كل يوم قطرة من دمي... وفي العالم مدن عشقتها… كان سفري إليها حب قد يشفيني أو يرديني...
لندن مدينة كبيرة، والمدن الكبيرة مدنسة بطبعها ،فقدت براءتها منذ زمن... لذا أجدها رغم كل ما فيها من جمال، كعاهرة تبحث عن ركن تأوي اليه ليلا لتتوب وتبكي من ذنوب نهارها وكأنها وحش طيب القل…. على طول زمني عشت مدنًا عشقتها وهمت بها ولكنها لا يمكن أن تكون كحبيبتي بغداد ...هي المدينة التي يسمع النخيل أنينها واعترافها وبثها وهي تغسل ضميرها وتنشرها على سعفاته ليجف حتى صباح جديد من أجلها ولأجلها فق... مللت عشق المدن وحتى النساء... وقررت أن أتوقف عنه!!