مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

القمة العالمية للحكومات 2025 تستشرف فرص وتحديات الذكاء الاصطناعي

نشر
الأمصار

يأتي الذكاء الاصطناعي ضمن أولوية مناقشات القمة العالمية للحكومات 2024، التي تعقد خلال الفترة من 11 حتى 13 فبراير، في مدينة دبي تحت شعار "استشراف حكومات المستقبل".

وفي دورتها الـ11، تركز القمة العالمية للحكومات على 6 محاور رئيسية ملحة في الوقت الراهن، تشمل الحوكمة الفعالة والمسؤولية، والاقتصاد العالمي وتمويل المستقبل، ومرونة المدن ومواجهة الأزمات والمناخ، ومستقبل البشرية وتطوير القدرات، وتحولات الصحة العالمية، والآفاق المستقبلية للتوجهات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المدفوعة بالاستدامة.

استشراف المستقبل

وأكد عمر سلطان العلماء، وزير الدولة الإماراتي للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، ونائب رئيس القمة العالمية للحكومات، أن القمة تعد منصة لاستشراف مستقبل الذكاء الاصطناعي وأدواته، مع التركيز على السبل الكفيلة بحوكمته ووضع الأطر التشريعية لتنظيم استخداماته، بحسب وكالة “وام”.

وأوضح العلماء، أن القمة، من خلال منتدى الذكاء الاصطناعي المسؤول، ستبحث كيفية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة المجتمعات، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي التوليدي ودوره في دفع عجلة التنمية الشاملة.

ويشارك في القمة نخبة من صانعي السياسات وكبار المستثمرين والمبتكرين، لمناقشة أبرز القضايا المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي، مثل استراتيجيات الاستثمار، وأطر الحوكمة، والالتزامات الأخلاقية لاستخدام هذه التكنولوجيا.

كما تستكشف القمة الفرص التي يتيحها الذكاء الاصطناعي في إعادة تعريف الخدمات الحكومية وتحقيق كفاءة أكبر في عمليات صنع القرار، ما يسهم في بناء نماذج حوكمة أكثر تطورًا واستدامة.

ويمثل الذكاء الاصطناعي محورًا رئيسيًا ضمن المحاور الستة للقمة، التي تشمل أيضًا استراتيجيات التنمية، والتحولات الاقتصادية، ومستقبل التعليم، وقضايا الاستدامة، والتوسع الحضري.

حجم سوق الذكاء الاصطناعي

وخلال قمة الحكومات 2024، أشار نائب رئيس القمة إلى أنه من المتوقع وصول حجم سوق الذكاء الاصطناعي إلى نحو 20 مليار دولار بحلول 2025، كما ستوفر هذه التكنولوجيا نحو 97 مليون فرصة عمل جديدة، ما يؤكد ضرورة إدراك الحكومات لإمكانيات هذه الثورة التقنية وتطوير آليات تنظيمها والاستفادة المثلى منها في بناء اقتصاد المستقبل.

وأوضح أن تأثير الذكاء الاصطناعي يمتد إلى مجالات حيوية مثل التعليم، والرعاية الصحية، والزراعة، والفنون، والصناعة، حيث يُتوقَّع أن يحقق قطاع الصناعة وحده عوائد تصل إلى 3.78 تريليون دولار من هذه التكنولوجيا بحلول 2035.

الذكاء الاصطناعي في الرياضة

وأصبح الذكاء الاصطناعي عنصرًا أساسيًا في تطوير البرامج التدريبية، حيث تستخدم العديد من الأندية حول العالم الذكاء الاصطناعي لاختيار البرامج التدريبية المناسبة، إذ تحلل هذه التقنيات الأداء البدني والبيانات الصحية للرياضيين لإنشاء خطط فردية وجماعية تعزز من كفاءتهم.

كما تسهم التكنولوجيا الحديثة في مراقبة الأداء الرياضي في الوقت الفعلي، من خلال أجهزة الاستشعار، والساعات الذكية، وأدوات تتبع الحركة التي توفر بيانات مباشرة عن الأداء خلال التدريبات والمباريات، ويساعد ذلك المدربين على تعديل البرامج التدريبية وفقًا لحالة كل لاعب، ما يقلل من الإصابات ويحسن الأداء العام.

القمة العالمية للحكومات 2025

الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية

وأكد عمر سلطان العلماء، أهمية توسيع الحوارات التخصصية لدراسة تأثيرات الذكاء الاصطناعي على القطاعات الحيوية، مشيراً إلى دوره في تطوير هذه القطاعات بشكل جذري.

وأوضح العلماء، أن هذه الجهود تعكس رؤية دولة الإمارات، مؤكدًا أهمية تكامل العمل بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية لتعزيز الشراكات البناءة، وطرح أفكار مبتكرة لمواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي.

وبحسب الدكتور أمين حسين الأميري، وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنظيم الصحي في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، فإن دمج الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية يساهم في تحسين المنظومة الصحية، بدءاً من التشخيص ووصولاً إلى تصميم خطط العلاج وأتمتة المهام الإدارية، ما يعزز جودة الرعاية الصحية ويرفع كفاءتها.

الذكاء الاصطناعي في النقل الذكي

وأكد سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي، أن المستقبل القريب سيشهد تحولًا جذريًا في قطاع النقل بفضل تطورات الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن الإمارات تستعد لتحقيق نقلة نوعية في جودة أنظمة التحكم المروري وإنشاء مراكز بيانات ضخمة تدعم هذا التوجه.

وأوضح المزروعي، أن أنظمة الذكاء الاصطناعي المستخدمة حاليًا لا تزال قيد التطوير، ما يفتح آفاقًا واسعة للابتكار، مشيرًا إلى دورها في تقليل الازدحام المروري عبر مراكز التحكم الذكية والكاميرات المنتشرة في المواقع الحيوية، والتي تتيح التنبؤ بحركة المرور واتخاذ تدابير استباقية للحد من الاختناقات المرورية.

وأشار الوزير، إلى أن الحلول المستقبلية للنقل، مثل السيارات والطائرات ذاتية القيادة، إضافة إلى تطوير القطارات الذكية، ستؤدي إلى إحداث تحول كبير في أنماط التنقل، لافتًا إلى أن الإمارات كانت من أوائل الدول التي وضعت تشريعات لحوكمة المركبات ذاتية القيادة، وهي بصدد البدء بتجارب فعلية لهذه التقنيات.

قمة المعرفة

وشهدت قمة المعرفة 2024 جلسة نقاشية بعنوان "مفاهيم جديدة للمعرفة في عصر الواقع الافتراضي"، قدمها والتر بسكواريلي، المستشار والباحث في سياسات الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث استعرض التحولات الجوهرية التي أحدثتها هذه التقنية في طرق اكتساب المعرفة ونقلها.

وأوضح بسكواريلي، أن الذكاء الاصطناعي خلق واقعًا معرفيًا جديدًا، يتميز بسهولة الوصول إلى المعلومات بدقة وسرعة غير مسبوقتين، ما يعيد تشكيل دور الإنترنت كمصدر رئيسي للمعرفة، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي شهد نموًا هائلًا منذ عام 2022، حيث جذب أكثر من 100 مليون مستخدم خلال ثلاثة أشهر فقط، ما أدى إلى تدفقات استثمارية ضخمة في هذا القطاع، وساهم في تعزيز فرص التعلم والتدريب بشكل غير مسبوق.

وفي سياق تطور المحتوى الرقمي، توقع بسكواريلي أن 90% من المحتوى العالمي سيكون من إنتاج الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، محذرًا من المخاطر المحتملة مثل التزييف العميق، الذي قد يسبب ارتباكًا اجتماعيًا يجعل من الصعب التفريق بين الحقيقة والتضليل.