السودان.. شرق دارفور تحت وطأة العطش.. تحديات جديدة تواجه المجتمعات المحلية
![الأمصار](/Upload/files/0/4/37.jpg)
يعاني سكان مناطق واسعة في شرق دارفورفي السودان من أزمة حادة في الحصول على مياه الشرب الضرورية للإنسان والحيوان، حيث توقفت محطات المياه عن العمل بسبب منع الجيش لوصول قطع الغيار إلى الولاية التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
هذه الأزمة تفاقمت نتيجة لتوقف الدعم الخارجي، مما زاد من معاناة السكان الذين يعتمدون على هذه المصادر لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
في بلدة “الجبور” الواقعة في محلية عسلاية، يقضي السكان معظم يومهم في البحث عن الماء من مصادر بعيدة، بعد أن تعطلت محطة المياه “الدونكي” الوحيدة في المنطقة، هذا الوضع الصعب يضطرهم إلى التنقل لمسافات طويلة، مما يؤثر سلبًا على حياتهم اليومية ويزيد من معاناتهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
آدم محمد زين، عضو غرفة الطوارئ في منطقة الجبور، أشار إلى أن السكان يواجهون تحديات كبيرة في الحصول على مياه الشرب، مطالبًا المنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لإنقاذ سكان المنطقة.
وأوضح أن النساء والأطفال يضطرون لقطع مسافات تصل إلى 6 ساعات يوميًا ذهابًا وإيابًا للحصول على المياه من محلية ياسين، التي تبعد أكثر من 20 كيلومترًا، مما يزيد من معاناتهم ويعرضهم لمخاطر صحية متعددة.
![](https://www.sudanakhbar.com/wp-content/uploads/2024/05/652068-810x540.jpeg)
تُعتبر بلدة الجبور واحدة من العديد من المناطق في ولاية شرق دارفور في السودان التي تواجه أزمة مياه مشابهة بعد تعطل محطات المياه وانعدام قطع الغيار وصعوبة الحصول على الوقود بسبب الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان.
كما أدى تراجع دور المنظمات الإنسانية الدولية، المتأثر بقرارات الإدارة الأمريكية بشأن وقف الدعم الخارجي، إلى تفاقم أزمة المياه في الولاية، حيث تعتمد معظم محطات المياه على التمويل والدعم الخارجي من المنظمات الإنسانية الدولية.
وأوضح أحد المهندسين في هيئة المياه بولاية شرق دارفور في السودان، أن الحصول على الوابرات والإسبيرات ومدخلات الخدمة والصيانة أصبح أمرًا مستحيلًا من الولايات الآمنة شرق وشمال السودان.
وأشار إلى أن قوات الجيش تمنع دخول الأسبيرات والوابرات إلى مناطق سيطرة قوات الدعم السريع في السودان، معتبرًا ذلك عقوبة جماعية للمواطنين.
وذكر المهندس الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن إدارة هيئة مياه الشرب بولاية شرق دارفور في السودان تحاول استيراد الأسبيرات وملحقات الصيانة من الدول المجاورة لدارفور، ولكن ذلك يؤدي إلى زيادة تكاليف إنتاج المياه.
وفي الأسبوع الماضي، قامت إدارة المياه في محليات شرق دارفور في السودان برفع تعريفة برميل المياه بنسبة 50%، مما أدى إلى استنكار من قبل المواطنين.
زيادة التعريفة
وأكدت الهيئة أن زيادة التعريفة ضرورية للحفاظ على الحد الأدنى لاستمرار تشغيل محطات المياه، خصوصًا مع اقتراب فصل الصيف.
وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، أن الحصول على إمدادات آمنة من المياه يُعتبر كفاحًا يوميًا للعديد من سكان الأرياف، حيث تتوفر المياه النظيفة لـ53% من الأسر الريفية ضمن مسافة تستغرق 30 دقيقة مشيًا على الأقدام.
وأشارت إلى أن 28% من الأسر الريفية تحتاج إلى السير لمسافات أبعد للحصول على المياه، بينما يعتمد الآخرون على مصادر مياه ملوثة موجودة في حفر مائية ضحلة أو إمدادات غير محمية.