"حجر الزاوية للازدهار".. عصر ذهبي جديد بين أمريكا واليابان
![امريكا واليابان](/Upload/files/0/4/37.jpg)
"وصفها بحجر الزاوية للازدهار.. ترامب ورئيس وزراء اليابان يتفقان على بناء عصر ذهبي جديد"، اجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا في واشنطن، حيث أكد ترامب أن التحالف بين الولايات المتحدة واليابان يُعد "حجر الزاوية" للسلام والأمن والازدهار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وخارجها.
أمريكا واليابان
وناقش إيشيبا مع ترامب المخاطر التي يمثلها البرنامج النووي لكوريا الشمالية على الأمن العالمي، وتم الاتفاق على تعزيز التدريبات العسكرية المشتركة، وتطوير التحالفات الدفاعية، مع التأكيد على الدور المحوري للشراكة الأمريكية اليابانية في تحقيق الاستقرار الدولي.
على الصعيد الاقتصادي، ركزت المحادثات على ضرورة تخفيف القيود التجارية بين البلدين، ودعم الاستثمارات المشتركة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا الحديثة والصناعات المستقبلية.
ورغم الأجواء الإيجابية التي أحاطت بالزيارة، يبقى التساؤل قائمًا: ما ملامح العصر الذهبي الجديد للعلاقات الأمريكية اليابانية؟
ومن قال مارك توث، خبير الأمن القومي والسياسة الخارجية، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال لقائه مع إيشيبا، أكد أهمية تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة واليابان لتحقيق "عصر ذهبي جديد" بين البلدين.
وأشار، خلال مداخلة لبرنامج "العالم شرقًا"، إلى أن ترامب أكد أن هذا التحالف سيكون حيويًا لمواجهة التهديدات الاقتصادية والعسكرية التي تشكلها الصين.
وأوضح خبير الأمن القومي أن هذه الحقبة ستكون محورية في تعزيز التعاون بين البلدين، مشيرًا إلى أن التحالفات الاقتصادية والعسكرية ستزداد لتشمل مجالات أوسع.
وأضاف أن اليابان ستحتاج إلى تعزيز نفقاتها العسكرية بشكل أكبر في السنوات القادمة، حيث يتوقع أن تصل إلى مستويات تفوق 2% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027، وفقًا لما طلبته الولايات المتحدة.
ونوه بأن هذه الزيادة في الإنفاق العسكري لن تكون فقط ردًا على التهديدات الصينية، بل أيضًا جزءًا من استراتيجية شاملة لتعزيز الأمن في المنطقة، مشيرًا إلى أن هذا "العصر الذهبي" لا يقتصر فقط على التعاون العسكري، بل يمتد أيضًا ليشمل تعزيز الروابط الاقتصادية بين البلدين.
العلاقات اليابانية الأمريكية
تعود البداية الحقيقية للعلاقات اليابانية الامريكية الى عام 1854 عندما وقعت الدولتان على معاهدة للتعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية , والتي كانت بداية لعهد في اليابان التي انفتحت على العالم الخارجي من خلال اقامتها لعلاقة تعاون مع الولايات المتحدة وكذلك احتكاكها مع دول جوارها الإقليمي كالصين وروسيا وبعض الدول الغربية مثل بريطانيا وفرنسا , وكذلك قيام ثورة الميجي في اليابان التي كان لها تأثير في العلاقات اليابانية الأمريكية. وقد مرت تلك العلاقات بمراحل عدة بسبب الادوار التي كان يؤديها كل طرف من طرفي العلاقة وعلى وفق مقتضيات المرحلة التاريخية ذات الصلة. فقد اخذت العلاقات في البداية الطابع التحالفي عندما دخلت الدولتان الحرب الى جانب الحلفاء في الحرب العالمية الاولى ,الا انها أصبحت فيما بعد علاقات تصارعية عندما دخلت الدولتان في مواجهة عسكرية في الحرب العالمية الثانية. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية دخلت اليابان مرحلة جديدة من مراحل تاريخها الحديث إذ طرأت متغيرات جديدة على اليابان لم تشهدها من قبل.
فقد أصبحت للمرة الأولى في تاريخها خاضعة للاحتلال الأمريكي المباشر اثر الهزيمة التي تلقتها على أيدي الحلفاء وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية .وشهدت العلاقات اليابانية الأمريكية في تلك المرحلة تحولا جذريا عما كانت عليه في السابق إذ اضطلعت الولايات المتحدة الأمريكية بدور كبير في مساعدة اليابان في اعادة ترتيب أوضاعها بهدف تأسيس علاقات ثنائية تقوم على تحديد مسار اساس للتعاون الثنائي يخدم مصالح الولايات المتحدة الامريكية بصفة اساسية في اقليم اسيا الباسيفيك ويقوم هذا المسار على أساس ان قيام اليابان بدور بارز في الشرق الاقصى يساعد الولايات المتحدة على تنفيذ سياستها الخارجية في المنطقة فضلاً عن حاجة الولايات المتحدة الماسة الى اليابان كحليف استراتيجي خاصة بعد أن تحولت الصين الى دولة شيوعية في عام 1949.
وكان لقيام الحرب الباردة والصراع الأمريكي السوفيتي أثره على العلاقات اليابانية الامريكية. إذ عملت الولايات المتحدة على اقامة علاقة تحالفية مع اليابان من اجل ان تكون حليفا لها في منطقة اسيا-الباسيفيك في مواجهة الخطر الشيوعي , فعمدت الى اقامة علاقات اقتصادية قوية قائمة على اساس التعاون الاقتصادي والتكنولوجي وكذلك اقامة علاقات سياسية ودبلوماسية فضلاً عن تأسيس التحالف الأمني بين الطرفين الذي قام على اساس معاهدة الامن المتبادل المبرمة عام 1951 لتشكل هذه المعاهدة التحالف الأمني الأبرز في المنطقة في ذلك الوقت .