إسرائيل تُخطط لهجمات واسعة على منشآت إيران النووية مُستغلّة وجود «ترامب» والتحولات الإقليمية
![صورة تعبيرية](/Upload/files/0/4/37.jpg)
وسط تحولات إقليمية مُتسارعة، تتجه الأنظار إلى «إسرائيل»، التي تُخطط لتنفيذ هجمات واسعة على «المنشآت النووية الإيرانية»، في وقت تشهد فيه «طهران» ضعفًا غير مسبوق على المستوى الإقليمي، حيث كشفت «تقارير استخباراتية أمريكية»، عن مؤشرات قوية حول استعدادات عسكرية إسرائيلية، ما يُثير تساؤلات حول تداعيات هذه الخطوة على المنطقة بأسرها.
إسرائيل تستعد لضرب المنشآت النووية الإيرانية
وأفادت تقارير استخباراتية أمريكية حديثة، بأن «إسرائيل»، تستعد لاحتمال شن هجمات واسعة على «المنشآت النووية الإيرانية» هذا العام، مُستغلة التراجع الإقليمي غير المسبوق لطهران.
وأشارت وثائق استخباراتية، نقلتها صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، إلى أن إسرائيل قد تستغل الظروف الراهنة في الشرق الأوسط لتنفيذ ضربة استراتيجية ضد «البرنامج النووي الإيراني»، وفقًا لمؤشرات رصدتها المخابرات الأمريكية.
إسرائيل تُراهن على إدارة ترامب
وقالت «وول ستريت جورنال»: إن المخابرات الأمريكية قدمت تقريرين استخباراتيين مُهمين، الأول خلال الأيام الأخيرة من إدارة بايدن، والثاني في بداية تولي الرئيس دونالد ترامب مهامه، يُؤكدان أن إسرائيل تدرس بجدية توجيه ضربات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، أن «التقارير تُشير إلى أن القيادة الإسرائيلية ترى في إدارة ترامب فرصة أكبر للحصول على دعم أمريكي لمثل هذه العملية العسكرية، خاصة أن المدى الزمني لوقف طموحات إيران النووية يُضيق بشكل مُتسارع».
![Trump, Netanyahu meeting to focus on Iran](https://media.cnn.com/api/v1/images/stellar/prod/170718104246-cnnee-netanyahu-trump.jpg?q=w_3000,h_2001,x_0,y_0,c_fill)
وبحسب «وول ستريت»، عزز هذا التوجه تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في نوفمبر الماضي، التي قال فيها بوضوح: «إيران أصبحت أكثر عُرضة من أي وقت مضى للضربات على منشآتها النووية.. لدينا الفرصة لتحقيق هدفنا الأهم، وهو إحباط وإزالة التهديد الوجودي لدولة إسرائيل».
تراجع الهيمنة الإيرانية
ولفتت الصحيفة إلى أن التفكير الإسرائيلي في توجيه ضربات عسكرية يتزامن مع مواجهة إيران تحديات غير مسبوقة على المستويين الداخلي والخارجي، إذ تكبدت طهران خسائر فادحة في قدراتها العسكرية التقليدية نتيجة الضربات الإسرائيلية المتتالية خلال العام الماضي، كما تأثرت قوة حلفائها الإقليميين بشكل كبير، وعلى رأسهم «حزب الله اللبناني».
وتفاقم الوضع الإيراني بشكل كبير مع سقوط «نظام الأسد» في سوريا، ما حرم طهران من حليف استراتيجي رئيسي ومنصة حيوية لنفوذها في المنطقة، كما أن الضربات الصاروخية الإيرانية الأخيرة ضد إسرائيل فشلت في إحداث أضرار جوهرية، ما كشف عن محدودية القدرات العسكرية الإيرانية، بحسب الصحيفة الأمريكية.
التطورات الإقليمية
وتحدثت مصادر «وول ستريت جورنال» عن موقف مُعقد للإدارة الأمريكية الجديدة، فبينما يُفضل ترامب الحل التفاوضي مع إيران، لم يستبعد دعم الضربات الإسرائيلية في حال فشل المفاوضات.
ووقّع «ترامب»، مؤخرًا مذكرة أمن قومي لإعادة فرض سياسة «الضغط الأقصى» على إيران، مع الإبقاء على خيار دعم العمل العسكري الإسرائيلي مفتوحًا.
ومع ذلك، حرص الرئيس الأمريكي على تهدئة التوترات، إذ قال عبر منصة «تروث سوشيال» التي يملكها: «التقارير التي تتحدث عن أن الولايات المتحدة، بالتعاون مع إسرائيل، ستُدمّر إيران مبالغ فيها بشكل كبير».
مستقبل الصراع بين إسرائيل وإيران في ظل المتغيرات الإقليمية
ويُؤكد الخبراء العسكريون والمحللون الاستراتيجيون أن أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية سيُواجه تحديات تقنية وعملياتية كبيرة، إذ إن «المنشآت النووية الإيرانية» مُحصنة بشكل كبير، وبعضها مبني تحت الأرض في مواقع شديدة التحصين.
ويرى المسؤولون العسكريون الأمريكيون، أن مثل هذا الهجوم سيتطلب حتمًا دعمًا عسكريًا وذخائر أمريكية مُتطورة، نظرًا لتعقيد هذه المواقع.
وفي هذا السياق، قال «يعكوف عميدرور»، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: إن «إسرائيل ستكون في وضع أفضل إذا تم التوصل إلى اتفاق جديد تُفكك إيران بموجبه برنامجها النووي».
وأضاف: «إذا لم يمكن التوصل إلى اتفاق جيد، فسيتعين على إسرائيل التحرك ضد المشروع النووي الإيراني».
تباين الرؤى والأولويات
بينما نوه «أفنير جولوف»، نائب رئيس مؤسسة «MIND Israel» والمدير السابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إلى تباين في الأولويات بين القيادة الإسرائيلية وإدارة ترامب، ففي حين تضع حكومة نتنياهو الملف النووي الإيراني على رأس أولوياتها، يبدو أن اهتمام ترامب ينصب بشكل أكبر على إنهاء الصراع في غزة والدفع نحو اتفاقيات السلام الإقليمية.
وصرح «جولوف»، بأن هذا التباين في الأولويات قد يُؤثر على توقيت وطبيعة أي عمل عسكري مُحتمل ضد إيران، خاصة في ظل جهود ترامب لتحقيق اختراقات دبلوماسية في المنطقة والحفاظ على هدوء نسبي في غزة ولبنان.
«نتنياهو» يتعهد بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية وينتظر دعم «ترامب»
وفي وقت سابق، صرح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، بأن إسرائيل خلال الضربة الجوية التي شنتها على إيران في أكتوبر الماضي، «دمرت أحد مكونات البرنامج النووي الإيراني»، مُشيرًا إلى أن «الهجمة أدت إلى تدهور قدراتها الدفاعية وإنتاج الصواريخ»، مُتعهدًا بمنع «طهران من الحصول على أسلحة نووية».
نتنياهو يتحدث عن الهجوم ضد برنامج إيران النووي
وقال نتنياهو: «هناك عنصر محدد في برنامجهم النووي تم ضربه في هذا الهجوم»، مُؤكدًا أنه «على الرغم من نجاح تلك الضربة، فإن طريق إيران إلى السلاح النووي لم يتم إغلاقه بعد»، حسبما أفادت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية، اليوم الثلاثاء.
وفي 26 أكتوبر الماضي، نفذت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية 3 موجات من الهجمات على أهداف عسكرية إيرانية، بعد أسابيع قليلة من إطلاق إيران وابلا من حوالي 200 صاروخ باليستي على إسرائيل.
جاء ذلك في أعقاب جولة سابقة من الهجوم والهجوم المضاد في أبريل بين إسرائيل وإيران. وفي خطابه قدم نتنياهو بعض التفاصيل الإضافية حول ما استهدفته إسرائيل في تلك الضربة في أبريل، «حيث دمر الجيش الإسرائيلي واحدة من 4 بطاريات دفاع صاروخي أرض-جو من طراز إس-300 زودتها روسيا لإيران وتم نشرها حول العاصمة طهران».
وقد نفت إيران مرارًا سعيها إلى الحصول على الأسلحة النووية. وفي تصريح أدلى به في وقت سابق من هذا الشهر، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن «إيران لا تسعى إلى الحصول على الأسلحة النووية، نقطة أول السطر».
وأفاد مسؤولون إسرائيليون، بأن «نتنياهو ينتظر دعم ترامب لاتخاذ خطوات أكثر صرامة ضد إيران، بما في ذلك العمل العسكري ضد برنامجها النووي، وكانت هذه القضية في المقدمة خلال الاجتماع الذي استمر ساعتين بين رون ديرمر، المُقرب من نتنياهو، وترامب في «مار إيه لاغو» أوائل الشهر الجاري».
نتنياهو ونووي إيران.. «ضوء أخضر» مصدره شخصية مُقربة من ترامب
وفي وقت سابق، أبلغ سيناتور جمهوري مُقرب من الرئيس الأمريكي المنتخب «دونالد ترامب»، رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، «بفعل ما يجب لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي»، وفقًا لما ذكره متحدث باسم السيناتور لموقع «أكسيوس» الأمريكي.
ويعتبر السيناتور «ليندساي غراهام» مُقربًا من ترامب، وكان له في السنوات الأخيرة تأثير كبير في تشكيل سياسات ترامب في الشرق الأوسط.
والتقى غراهام، يوم السبت، مع نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي الجديد إسرائيل كاتس، ولم يُصدر نتنياهو وكاتس أي تصريحات بشأن الاجتماع.
وقال غراهام في تصريح لـ«أكسيوس»، بعد الاجتماع إنه «لم يكن قلقًا على الإطلاق بشأن نجاح إيران في الحصول على سلاح نووي أكثر من الآن».
![Trump Touts 'Good Relationship' With Netanyahu After Meeting - The New York Times](https://static01.nyt.com/images/2024/07/26/multimedia/26election-live-trump-bibi-meeting-vwcf/26election-live-trump-bibi-meeting-vwcf-articleLarge.jpg?quality=75&auto=webp&disable=upscale)
وأضاف: «من مصلحة أمريكا أن تضمن عدم امتلاك النظام الإيراني لسلاح نووي. هذه لحظة حرجة وخطيرة لأصدقائنا في إسرائيل والعالم أجمع. ومن الضروري أن نرى الولايات المتحدة ونسمع صوتها وهي تدعم إسرائيل ضد التهديد القادم من إيران».
كما نقل الموقع الأمريكي عن مسؤولين إسرائيليين قولهم: إن «نتنياهو يريد دعم ترامب لاتخاذ خطوات أكثر صرامة ضد إيران بما في ذلك العمل العسكري ضد برنامجها النووي».
ومن المقرر أن يجتمع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الأيام المقبلة، ومن المتوقع أن يصوت على قرار إدانة ضد إيران بسبب افتقارها إلى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
ومن بين المخاوف الرئيسية في إسرائيل والولايات المتحدة أن يزيد الإيرانيون مستوى تخصيب اليورانيوم من 60 بالمئة إلى 90 بالمئة، وهو المستوى اللازم لصنع الأسلحة.
رسالة نارية.. إيران ترد على تهديدات «ترامب» بالقصف
من جهة أخرى، وجّهت «إيران»، رسالة نارية إلى «مجلس الأمن الدولي»، ردًا على التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، أكدت فيها أن «هذه التصريحات المتهورة والاستفزازية تُشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي»، حسبما أفادت وسائل إعلام إيرانية، الأربعاء.