مازالت الخلافات في ليبيا بشأن إجراء الانتخابات الرئاسية من قبل البرلمان أو الشعب مباشرة، تحوم في الأروقة السياسية، مما يزيد الشعب الليبي صلابة في الدفاع عن حقه بتحديد مصيره.
ويصر تنظيم الإخوان المسلمين في ليبيا أن يتم اختيار الرئيس من قبل مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة دون انتخابات مباشرة، مما قد يؤدي ذلك إلى ضغوطات من الأحزاب.
على جانب آخر، يصر قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، على أن تتم الانتخابات من قبل الشعب مباشرة، دون أن ينوب أحد عنه، تأكيدًا على حق الشعب في تحديد مصيره.
وقال حفتر، خلال فعاليات العرض العسكري الذي ينظمه الجيش الوطني الليبي في مدينة بنغازي تزامنا مع ذكرى انطلاق “ثورة الكرامة 2014”، إن هدف المؤسسة العسكرية الأسمى هو طمأنة وحماية الشعب الليبي، مؤكدا أن الجيش الليبي يفرض السلام ويحميه بيد تبني ويد تقاتل العدو في آن واحد.
وفي رسالة موجهة إلى أعداء ليبيا وصانعي الإرهاب، قال حفتر: “أصابعنا على الزناد ولن نتردد في خوض المعارك إذا خرقت التسوية”، مؤكداً أن الجيش الوطني الليبي “أنشأ نفسه من العدم بأعلى درجات التأهيل’.
كما طالب حفتر، خلال كلمته، بإجراء الانتخابات في موعدها وحل الجماعات المسلحة، قائلا “دعوة إلى حل المجموعات المسلحة في طرابلس والتوجة نحو الانتخابات دون مماطلة، ونتمنى أن تكون انتخابات شعبية مباشرة”.
تتلاقى دعوة حفتر مع رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، والذي شدد أكثر من مرة على دعم المجلس لتنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المحدد، مع التأكيد على ضرورة اختيار الرئيس القادم بشكل مباشر من الشعب.
وشدد صالح على تمسكه بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المعلن عنه يوم 24 ديسمبر المقبل، وذلك خلال لقائه المبعوث الأممي إلى ليبيا، يان كوبيش، حيث بحثا الطرفان آخر تطورات العملية السياسية في ليبيا.
من الجدير بالذكر، أن الداعين للانتخابات الرئاسية القادمة يرون أن شرعية الرئيس ستصبح أقوى في حال تم انتخابه مباشرة من قبل الشعب ولن يكون خاضعا لضغوطات الأحزاب.
ويحاول المبعوث الأممي لدى ليبيا، يان كوبيش، تقريب وجهات النظر التوافقية، حيث أعلنت الأمم المتحدة أنها ستعقد اجتماعات مباشرة لملتقى الحوار الليبي في غضون أسابيع قليلة للتوصل إلى اتفاق.