مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

إقصاء حلفاء «زيلينسكي» من قمة ترامب وبوتين يُشعل الجدل.. ومخاوف أوكرانية تتصاعد

نشر
زيلينسكي و ترامب
زيلينسكي و ترامب و بوتين

أثار استبعاد حلفاء زعيم نظام كييف «فولوديمير زيلينسكي»، من قمة مُرتقبة بين الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، ونظيره الروسي «فلاديمير بوتين» موجة من الجدل، وسط تصاعد المخاوف في كييف من تداعيات اللقاء على مستقبل «الأزمة الأوكرانية». ويأتي هذا التطور في وقت حساس، حيث تترقب «أوكرانيا» موقف القوى الدولية من الصراع المُحتدم مع «روسيا».

القمة المُرتقبة بين «ترامب وبوتين» لمناقشة الحرب الأوكرانية

ومع اقتراب القمة المُرتقبة في الرياض بين «ترامب وبوتين» لمناقشة الحرب الأوكرانية، يستعد كبار المسؤولين في إدارة ترامب للتوجه إلى «السعودية» لبدء محادثات السلام مع الوفود الروسية والأوكرانية. وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التوترات وسعي الأطراف المعنية إلى إيجاد حلول دبلوماسية للأزمة المستمرة.

ونقلت صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية، عن نائب جمهوري ومسؤولين أمريكيين مطلعين على خطة المفاوضات، أن مستشار الأمن القومي مايك والتز، سينضم إلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ومبعوث الرئيس إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، في الأيام المقبلة لبدء محادثات بشأن إنهاء الحرب.

وذكر المسؤولون أن المبعوث الخاص لترامب إلى أوكرانيا، الجنرال المتقاعد كيث كيلوج، لن يكون حاضرًا.

وكان ترامب قال للصحفيين، الأربعاء، إنه يتوقع عقد اجتماع وجهًا لوجه مع الزعيم الروسي في المملكة العربية السعودية.

وأضاف: «نتوقع في النهاية أن نلتقي.. سنلتقي في السعودية لنرى ما إذا كان بوسعنا إنجاز شيء ما».

استبعاد حلفاء أوكرانيا

بينما قال الأمريكيون إنه لا تُوجد خطط لانضمام ممثلين من القوى الأوروبية الكبرى الأخرى إلى المحادثات. وقال مسؤول أوكراني للصحيفة إن الإعلان عن المحادثات في السعودية «كان بمثابة مفاجأة بالنسبة لكييف»، مُشيرًا إلى أنه حتى الآن لا تُوجد خطط لإرسال وفد تفاوضي أوكراني.

وقد يُثير غياب الشركاء الأوروبيين -واحتمال غياب أصحاب المصلحة الأوكرانيين- حفيظة حلفاء الناتو، الذين حثوا ترامب علنًا على ضمان حصولهم على مقعد على طاولة المفاوضات؛ كما أشار التقرير.

ونوهت الصحيفة الأمريكية، إلى أن الاجتماع يُمكن أن يُمثّل لحظة مُهمة في سعي ترامب إلى عملية السلام، كما سيُمثّل أول اجتماع كبير بين الممثلين الروس والأوكرانيين مُنذ اندلاع الحرب في عام 2022.

وخلال مقابلة على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، أكد مايك ماكول -النائب الجمهوري من تكساس- خطط انضمام والتز وويتكوف إلى روبيو في السعودية؛ لبدء محادثات بين الجانبين المتحاربين.

وأكد مسؤولان أمريكيان للصحيفة هذه الخطط، لكنهما لم يُوضحا تفاصيل أخرى بشأن الاجتماعات، بما في ذلك المفاوضين الأوكرانيين أو الروس الذين سيشاركون.

Zelensky offers Trump mineral partnership, seeks security
زيلينسكي

وفي ميونيخ، نقل التقرير عن عدد من كبار المسؤولين الأوروبيين تأكيدهم ضرورة إشراك أوكرانيا بشكل مباشر في أي محادثات بين ترامب وبوتين.

وبينما قال المستشار الألماني أولاف شولتس، في المؤتمر، السبت، إنه «لن يتحقق السلام إلا إذا تم تأمين سيادة أوكرانيا، وبالتالي فإن السلام المفروض لن يحظى بدعمنا أبدًا»؛ اتفق معه ماكول، الذي كان رئيسًا سابقًا للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي.

وأوضح شولتس: «الرئيس ترامب يُريد السلام، لكن يجب أن يكون هناك اتفاق، حيث يجلس الأوكرانيون على الطاولة في هذه الصفقة الآن».

أزمة ثقة

وفي ميونيخ، توافد مئات من كبار القادة ومسؤولي الأمن القومي العالميين إلى ميونيخ لحضور المؤتمر الأمني السنوي، وهناك سلط الضوء على القلق العميق بين الأوروبيين بشأن الالتزام الأمريكي المستقبلي بالتحالف عبر الأطلسي في عهد ترامب، والذي ظهر بوضوح بعد الخطاب الذي ألقاه نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، والذي صدم العديد من الحاضرين.

وقبل المؤتمر، استبعد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، احتمال انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي كجزء من مفاوضات السلام، كما استبعد تمديد القوات الأمريكية أو بنود الدفاع الجماعي لحلف شمال الأطلسي إلى أي قوة حفظ سلام مستقبلية.

وقد أثارت هذه التعليقات انتقادات شديدة حتى من قِبل الجمهوريين؛ ليتراجع هيجسيث لاحقًا جزئيًا عن تعليقاته. وفي الوقت نفسه، قدم مسؤولون في إدارة ترامب خطة إلى زيلينسكي لتسليم جزء من مخزون أوكرانيا من المعادن الأرضية النادرة مقابل استمرار الدعم العسكري الأمريكي.

إمكانية استبعاد أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين

ويُشير التقرير إلى أن إمكانية استبعاد أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين من محادثات السلام المُحتملة «خلقت حالة من عدم الارتياح بين الدبلوماسيين في القارة»؛ لكن البعض يرى هذا باعتباره مؤشرًا على اختلال التوازن في القوة بين واشنطن وأوروبا.

وفي المدينة الألمانية نفسها، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنه «لا يثق في استعداد بوتين لإجراء محادثات سلام حقيقية بعد ثلاث سنوات من الحرب».

وصرح زيلينسكي في مؤتمر ميونيخ: «قال لي ترامب إن بوتين يُريد وقف الحرب، قلت له: بوتين كاذب، آمل أن تضغط عليه؛ لأنني لا أثق به».

Russia-Ukraine War | Casualties, Map, Causes, & Significance | Britannica
زيلينسكي 

أوكرانيا تحسم موقفها: «لن نُشارك في مفاوضات بالسعودية»

في غضون ذلك، وقال بودولياك: «ليس هناك شيء على الطاولة يمكن مناقشته»، وزعم زيلينسكي نفسه أيضًا أن كييف لم تتم دعوتها.

وفي الوقت نفسه، قال ترامب، في وقت سابق، إن المحادثة ستجري بمشاركة روسيا الاتحادية والولايات المتحدة وأوكرانيا في نهاية فبراير الجاري.

كما أفادت وسائل إعلام نقلًا عن مصادر أمريكية، أن مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى توجهوا إلى السعودية لبدء محادثات مع مفاوضين من روسيا وأوكرانيا في الأيام القليلة المُقبلة.

محادثات حول تسوية النزاع الأوكراني

وبحسب صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية، سينضم مستشار الأمن القومي مايك والتز في الأيام القليلة المقبلة إلى وزير الخارجية ماركو روبيو والممثل الخاص للرئيس ترامب في الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لبدء محادثات حول تسوية النزاع الأوكراني.

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى أوكرانيا كيث كيلوغ لن يكون حاضرًا في الاجتماع، كما قالت المصادر إنه «لا تُوجد حاليًا أي خطط لدعوة ممثلي القوى الأوروبية الكبرى للانضمام إلى المحادثات».

وفي وقت سابق مساء السبت، أفادت وكالة «بلومبرج» الأمريكية، نقلًا عن مصادر بأن اللقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب قد يعقد في السعودية في نهاية فبراير الجاري.

«السعودية» تستضيف لقاءً ثلاثيًا بين واشنطن وموسكو وكييف.. «ترامب» يُعلن التفاصيل

وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، أن «واشنطن وموسكو وكييف» ستعقد اجتماعًا على مستوى مسؤولين رفيعي المستوى في «المملكة العربية السعودية» الأسبوع المُقبل، حسبما أفادت وسائل إعلام أمريكية، في أنباء عاجلة، الجمعة.

وقال ترامب: «غدًا سيكون هناك اجتماع في ميونيخ، والأسبوع المُقبل سيكون هناك اجتماع في السعودية، ليس معي أو مع الرئيس بوتين، ولكن مع كبار المسؤولين. وأوكرانيا ستُشارك أيضًا في هذا الاجتماع».

ويوم الأربعاء الماضي، أشار ترامب إلى أنه يتوقع لقاءً مع نظيره الروسي في السعودية، دون تحديد تواريخ مُحددة، وقال: «سنرى إذا كنا سنتمكن من إنهاء هذه الحرب. إنها حرب مُروعة.. حرب قاسية ودموية نُريد إنهاءها».

وفي وقت سابق يوم الخميس، أعلن أيضًا أن ممثلين رفيعي المستوى من روسيا والولايات المتحدة وأوكرانيا سيلتقون في مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي سيعقد من 14 إلى 16 فبراير الجاري.

يُذكر أنه في صيف 2024 حدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شروطًا لتسوية الوضع في أوكرانيا، ضمنها انسحاب القوات الأوكرانية من مناطق دونباس ونوفوروسيا، وتخلي كييف عن طموحاتها للانضمام إلى حلف الناتو، كما أشار بوتين إلى ضرورة ضمان حقوق وحريات ومصالح الناطقين بالروسية في أوكرانيا بشكل كامل.

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر روسيا أن من الضروري إلغاء جميع العقوبات الغربية المفروضة عليها، وجعل أوكرانيا غير منحازة وخالية من الأسلحة النووية.

ترامب يُثير الجدل: «أوكرانيا قد تُصبح روسية في المستقبل»

من جهة أخرى، قال الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، إن «أوكرانيا» يجب أن تضمن سلامة الموارد التي خصصتها واشنطن لها، مُنوهًا إلى أنها «قد تُصبح روسية يومًا ما»، حسبما أفادت وسائل إعلام أمريكية، الثلاثاء.