بين مماطلة إسرائيلية وتحذير فرنسي.. لبنان يتمسك بانسحاب كامل لقوات الاحتلال

كانت الساعات الماضية، فارقة على نحوٍ بعيد فيما يتعلق بمدى التزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي، باتفاق الانسحاب من الأراضي اللبنانية، وهو ما تزامن مع انسحاب قوات الاحتلال من تسع قرى جنوب لبنان، لكنها مع ذلك أبقت وجودها العسكري في خمس نقاط رئيسية على طول الحدود، في خطوة تلقي بظلال من الشك حول نوايا تل أبيب ومدى التزامها باتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة العام الماضي.
في ذلك الصدد، أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن بلاده تواصل اتصالاتها الدبلوماسية مع أمريكا وفرنسا لاستكمال الانسحاب الإسرائيلي مما تبقى من الأراضي اللبنانية.
وأكّد عون أن "لبنان يواصل اتصالاته الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا لاستكمال الانسحاب الإسرائيلي مما تبقى من الأراضي اللبنانية التي احتلتها إسرائيل في الحرب الأخيرة، والقرار اللبناني في هذا المجال موحد في اعتماد الخيار الدبلوماسي لأن لا أحد يريد الحرب".
بدورها، طالبت فرنسا، إسرائيل بالانسحاب "الكامل" من لبنان، رافضة استمرار وجود الجيش الإسرائيلي في 5 مواقع.
وقال بيان لوزارة الخارجية الفرنسية: "علمت فرنسا باستمرار انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، وهو ما تعتبره خطوة مهمة في تنفيذ الالتزامات التي تم التعهد بها في إطار وقف الأعمال العدائية المبرم في 26 نوفمبر 2024 بين لبنان وإسرائيل".
لكن البيان أضاف: "تشير فرنسا إلى أن الجيش الإسرائيلي يحافظ على وجوده في 5 مواقع على الأراضي اللبنانية، وتؤكد على ضرورة الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية في أقرب وقت ممكن، وفقا لأحكام اتفاق وقف إطلاق النار".
كما دعت فرنسا "جميع الأطراف إلى تبني اقتراحها التالي: يمكن لليونيفيل (قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان)، بما فيها الكتيبة الفرنسية، أن تنتشر في هذه المواقع الخمسة في المنطقة المجاورة مباشرة للخط الأزرق، لتحل محل القوات الإسرائيلية وتضمن أمن السكان هناك".
وتابع البيان: "ستواصل فرنسا تولي جميع المهام المحددة في اتفاق 26 نوفمبر 2024 إلى جانب الولايات المتحدة في إطار الآلية".
ورحبت فرنسا بإعادة انتشار الجيش اللبناني، بالتنسيق الوثيق مع اليونيفيل وآلية مراقبة وقف إطلاق النار، في المواقع التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية.
وفي السياق ذاته، قالت الأمم المتحدة إن أي تأخير في انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، بعيد انتهاء مهلة الانسحاب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، يعد انتهاكا للقرار الدولي 1701، مع ابقاء اسرائيل قواتها في خمس نقاط استراتيجية.
وقالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت وقائد قوة يونيفيل الجنرال أرولدو لاثارو في بيان مشترك أن "اليوم يصادف نهاية الفترة المحددة لانسحاب الجيش الإسرائيلي الى جنوب الخط الأزرق وانتشار القوات المسلحة اللبنانية بشكلٍ مواز في مواقع في جنوب لبنان".
وحذرت من أن "أي تأخير آخر في هذه العملية يناقض ما كنا نأمل حدوثه، ولا سيما أنه يشكل انتهاكا مستمرا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701"، الذي انهى صيف 2006 حربا مدمرة بين حزب الله واسرائيل.