مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

رئاسة الجزائر لمجلس الأمن: دفاع عن القضايا العادلة وإسماع لصوت إفريقيا

نشر
الأمصار

أثبتت الجزائر خلال رئاستها لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في يناير الماضي أنها لاعب رئيسي في الدفاع عن القضايا العادلة، حيث وضعت القضايا العربية والإفريقية في مقدمة أولوياتها. ولم يقتصر دورها على تسليط الضوء على النزاعات والأزمات، بل عملت على اقتراح حلول فعلية تعكس التزامها بمبادئ السلم والأمن الدوليين.

مواقف حازمة تجاه القضايا الدولية

منذ توليها المقعد غير الدائم في مجلس الأمن مطلع 2024، لم تتوانَ الجزائر عن الدفاع عن القضية الفلسطينية، حيث دعت لاجتماعات طارئة بشأن التصعيد في غزة، كما شددت على ضرورة توفير الدعم لوكالة "الأونروا" في مواجهة الضغوط الدولية التي تهدد استمرارها. كما أكدت على أهمية التوصل إلى حل عادل ونهائي للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية.

وبعيدًا عن الشرق الأوسط، لعبت الجزائر دورًا محوريًا في الدفاع عن وحدة واستقرار دول مثل ليبيا، السودان، ولبنان، ودعت إلى دعم المساعي السياسية في اليمن وسوريا لإيجاد حلول سلمية تنهي الأزمات المستمرة.

مكافحة الإرهاب.. أولوية إفريقية جزائرية

وفي ظل تصاعد التهديدات الإرهابية في القارة الإفريقية، دعت الجزائر إلى اجتماع رفيع المستوى داخل مجلس الأمن، حيث قدّمت رؤيتها الشاملة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف. وأكدت الجزائر أن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب حلولًا متكاملة تعالج الأسباب الجذرية، مع تعزيز التعاون بين دول القارة.

ولقيت هذه الجهود إشادة واسعة من الاتحاد الإفريقي، حيث ثمّن المسؤولون الأفارقة قيادة الجزائر في هذا الملف، مؤكدين أنها تشكل نموذجًا يُحتذى به في التصدي لظاهرة الإرهاب التي باتت تهدد أمن القارة.

إنجازات ملموسة.. ودور متزايد في الدبلوماسية الدولية

لم تكتفِ الجزائر بالدعوات والمواقف، بل نجحت في تحقيق خطوات ملموسة، من بينها انتزاع موافقة دولية تتيح للمؤسسة الليبية للاستثمار استثمار أصولها المجمدة، وهو ما يعد إنجازًا هامًا في سبيل حماية حقوق الشعب الليبي.

كما أسهمت الجزائر في إصدار بيان رئاسي بمجلس الأمن، يعترف رسميًا بالدور الإفريقي في مكافحة الإرهاب، في خطوة تعد انتصارًا دبلوماسيًا يعزز مكانة القارة على الساحة الدولية.

التزام ثابت ومستقبل واعد

تواصل الجزائر، تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون، مساعيها لتعزيز دورها في الدفاع عن القضايا العربية والإفريقية، واضعة نصب عينيها تحقيق السلم والاستقرار، وترسيخ مكانتها كصوت قوي داخل مجلس الأمن.

وفي ظل هذه التحركات، يبدو أن الجزائر عازمة على تعزيز حضورها الدولي كوسيط فاعل في الأزمات العالمية، ما يعكس مكانتها المتصاعدة في المشهد الدبلوماسي الدولي.