مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

" الأسير المنسي" من هو هشام السيد الذي أفرجت عنه حماس؟

نشر
الأمصار

قامت حركة حماس، أمس السبت، بإطلاق  سراح ست رهائن من غزة، أحدهم عربي، يمثلون آخر دفعة من الرهائن الإسرائيليين الأحياء الذين تقرر تسليمهم بموجب المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وقد أثار أسم هشام السيد الجدل الواسع على المستوى العالمي والعربي لكون الاسم عربياً 

من هو هشام السيد الذي سلمته حماس لإسرائيل دون مراسم علنية؟ | الحرة

 من هو هشام  السيد؟

يبلغ هشام السيد (36 سنة)، وهو من أصول بدوية، قد ظهر في تسجيل مصور بثته القسام يوم 28 يونيو/حزيران 2022، أعلنت خلاله عن "تدهور طرأ على صحة أحد أسرى العدو"، قبل أن تنشر لأول مرة مشاهد توثق حالته الصحية.

وبحسب والده، لم تكن هذه المرة الأولى التي يدخل فيها إلى غزة، لكن في هذه المرة أوقفته حماس واحتجزته.

ولم تصل أي أنباء عن السيد حتى عام 2022، عندما نشرت حماس مقطع فيديو يظهره وهو مريض ومنهك على سرير ومربوط بخزان أوكسجين.

في مقدمة المقطع المصور البالغة مدته 39 ثانية، كُتب أنه يعود لـ "هشام السيد الجندي في الجيش الإسرائيلي في أسره لدى كتائب القسام".

سلم دون مراسم.. من هو المحتجز الإسرائيلي هشام السيد؟

هشام السيد الجندي في الجيش الإسرائيلي

وظهر السيد يرقد على سرير طبي وهو موصول بجهاز للتنفس الاصطناعي، وعرض المقطع أيضا بطاقة الهوية الإسرائيلية للرجل.

ويُعتقد أن السيد دخل مشيا على قدميه في منطقة لا يوجد فيها وجود عسكري إسرائيلي قوي عند الحدود مع غزة قرب معبر إيرز.

وقد وقع في الأسر بتاريخ 20 أبريل/نيسان 2015 بعد تسلله إلى قطاع غزة عبر ثغرة في السياج الأمني الفاصل.

وفي حين زعمت عائلته -في تصريحات إعلامية- أنه يعاني أمراضا نفسية وأن وضعه الصحي كان متدهورًا قبل وقوعه في الأسر، نفت ارتباطه بأي خدمة عسكرية إسرائيلية.

غير أن مصادر إسرائيلية أكدت أنه التحق بالخدمة العسكرية يوم 18 أغسطس/آب 2008، لكنه سرّح منها بعد أقل من 3 أشهر بدعوى "عدم ملاءمته لأسباب صحية ونفسية".

الإفراج عن هشام السيد

أغلق قرار كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- تسليم الأسير الإسرائيلي هشام السيد اليوم السبت في مدينة غزة شمالي القطاع دون إقامة مراسم رسمية ملف الأسير الإسرائيلي الثاني ممن كانوا في حوزة القسام قبل معركة طوفان الأقصى.

وحسب مصادر، فإن تسليم السيد يتم بعد إنهاء إجراءات إطلاق سراح 3 أسرى آخرين في المنطقة الوسطى، وقد تم نقله لاحقا عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وسط تجاهل إسرائيلي امتد لأكثر من 10 سنوات منذ وقوعه في الأسر.

وحسب مصادر في القسام، فإن عدم إقامة مراسم رسمية لتسليم السيد جاء احتراما لمشاعر الفلسطينيين في الداخل المحتل، الذين يعتبرون تجنيد أبنائهم في جيش الاحتلال ظاهرة مرفوضة.

هشام السيد.. قصة إسرائيلى سقط فى الأسر منذ 10 سنوات - اليوم السابع

"هبة الكرامة" عام 2021

كذلك ينسجم القرار -حسب مصدر في القسام- مع موقف حماس خلال "هبة الكرامة" عام 2021، حين شددت على أن "الوطن لأصحابه الفلسطينيين، وأن المستوطنين هم من يجب أن يرحلوا".
وفي هذا الصدد، يرى الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية الدكتور سعيد زياد أن حالة هشام السيد تمثل سابقة مختلفة عن بقية الأسرى، إذ إنه فلسطيني من الداخل المحتل، لكنه كان مجندا في الجيش الإسرائيلي، مما يجعله في وضع معقد بين كونه فلسطينيا من جهة، وخائنا لقضية شعبه من جهة أخرى.
وأكدت تقارير على إلى أن كتائب القسام تعمدت عدم إقامة مراسم رسمية لتسليم السيد، احتراما لمجتمع الداخل الفلسطيني الذي تسعى إسرائيل إلى طمس هويته الوطنية، في حين تحاول القسام ترسيخ هذه الهوية من خلال موقفها.

 تقسيم المجتمع الفلسطيني إلى كيانات منفصلة

وأضافت أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على تقسيم المجتمع الفلسطيني إلى كيانات منفصلة، فهو يسعى لجعل فلسطينيي الداخل كيانا مستقلا عن الضفة وغزة والقدس، مما يسهم في تفتيت وحدة الشعب الفلسطيني وتحويله إلى مجموعات متفرقة.

لكن المقاومة الفلسطينية، وفقا لزياد، تسعى إلى التأكيد على وحدة المصير، وتذكير الجميع بأن فلسطينيي الداخل كانوا جزءا من معركة سيف القدس عام 2021، حين اندلعت احتجاجات واسعة في مدن الداخل تزامنا مع المواجهات في الشيخ جراح والضفة، ودعمتها غزة بعمل عسكري امتد 11 يومًا.

حماس تسلم الأسير هشام السيد شرق غزة وبدون مراسم

وفي ظل هذه المعطيات، نجد أن رسالة القسام تحمل دلالات ثقيلة، إذ إنها تأتي من التنظيم الفلسطيني الأكثر تأثيرا في معادلة الصراع، والأكثر قدرة على أسر جنود الاحتلال ومواجهته ميدانيا.

وأن هذه رسالة ليست موجهة فقط لإسرائيل، بل أيضا للمجتمع الفلسطيني بأسره، وخاصة في الداخل المحتل، وهي تؤكد أن المقاومة تنظر إلى فلسطين بوحدتها الجغرافية والشعبية، بعيدًا عن محاولات الاحتلال لتمزيقها.

وسيكون لهذا القرار تداعيات مستقبلية على الحراك الشعبي في الداخل، حيث بدأ بعض قادة الحراكات الشعبية في الداخل المحتل بالإشادة بموقف القسام، معتبرين أنه يحمل بعدا وطنيا مهما، ويؤكد أن الفلسطينيين -رغم الظروف- مازالوا جزءا من معركة واحدة ضد الاحتلال.

حماس ستفرج عن هشام السيد ومنغيستو السبت المقبل

ورغم مرور 10 سنوات على أسره، لم تكن قضية هشام السيد على أجندة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، إذ لم تمارس أي ضغوط جادة لاستعادته، خلافا لما حدث مع الجندي جلعاد شاليط الذي أُفرج عنه ضمن صفقة تبادل تاريخية عام 2011 شملت الإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني.

ويعيد هذا المشهد إلى الأذهان قضية الأسير الإسرائيلي أفيرا منغيستو، الذي أطلقت القسام سراحه مؤخرا ضمن اتفاق تبادل الأسرى، بعد سنوات من الإهمال الإسرائيلي لقضيته بسبب أصوله الإثيوبية.