مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

بلديات ليبيا في مرحلتها الثانية.. الثقة والثقل يرفعان وتيرة المنافسة

نشر
الأمصار

صفحة جديدة تسطرها ليبيا نحو ترسيخ المسار الديمقراطي، بتسجيل آلاف المرشحين في المرحلة الثانية من انتخابات المجالس البلدية، بأرقام فاقت المرحلة الأولى.

وكانت المرحلة الأولى التي أجريت في يناير تنافس فيها 2331 مرشحا، على 58 بلدية، فيما ترشح خلال المرحلة الثانية قرابة 5 آلاف مرشح، مما عكس الثقة في العملية الانتخابية، ورغبة الليبيين في بناء مؤسسات محلية فاعلة، بدعم أممي.

وبحسب المفوضية الوطنية للانتخابات في ليبيا، دُعي إلى هذا الاقتراع 186 ألف ناخب مسجل. ويتنافس 2331 مرشحا على 426 مقعدا، منها 68 مخصصة للنساء و58 لذوي الإعاقة.

وأعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا، عن انتهاء مرحلة تسجيل المرشحين لانتخابات المجالس البلدية (المجموعة الثانية – 2025)، مؤكدةً أن العملية شهدت إقبالًا ملحوظًا.

ووفقًا لبيان صادر عن المكتب الإعلامي للمفوضية، بلغ عدد المرشحين 4961 مرشحًا يتنافسون على 62 مجلسًا بلديًا، تم تحديدها بموجب قرار المفوضية رقم (2) لسنة 2025.

وأوضح البيان أن الإقبال الكبير على الترشح، يعكس حرص الليبيين على المساهمة في تطوير بلدياتهم، رغم التحديات التي واجهت هذه المرحلة، والتي تطلبت إجراءات تنظيمية دقيقة لضمان سير العملية الانتخابية بسلاسة.

كما شددت المفوضية، بالتعاون مع الجهات المختصة، على التزامها بضمان نزاهة الانتخابات وفق المعايير القانونية، محذّرةً من محاولات بعض الأطراف عرقلة العملية الانتخابية وزعزعة استقرار البلديات

مدن تاريخية في قلب الحدث

مع بداية العام الجديد، أحرزت ليبيا تقدمًا ملموسًا في خريطة الانتخابات، حيث تم تحديد الدوائر الانتخابية لـ63 بلدية، بعد نجاح المرحلة الأولى التي شملت 58 بلدية العام الماضي.

ووفقًا للمفوضية، تم توزيع الدوائر الانتخابية الجديدة بواقع 13 بلدية في المنطقة الشرقية، و9 في المنطقة الجنوبية، و42 في المنطقة الغربية، وشملت القائمة مدنًا رئيسية مثل بنغازي وسبها وطرابلس الكبرى، وهي المدن الثلاث الكبرى التي تمثل عواصم الأقاليم التاريخية الثلاث: برقة وفزان وطرابلس.

ناخب ليبي يدلي بصوته في انتخابات البلديات بمرحلتها الأولى

تسجيل الناخبين

أعلنت المفوضية عن بدء تسجيل الناخبين للمرحلة الثانية، وهى خطوة أساسية لضمان نزاهة الانتخابات، حيث يحق للمواطنين المسجلين اختيار ممثليهم في المجالس البلدية.

وأوضحت المفوضية، أن عملية التسجيل ستستمر حتى 14 مارس 2025، عبر الرسائل النصية وفق الآليات المعتمدة، على أن يُعلن بعد ذلك عن موعد الاقتراع.

كما أكدت على أهمية دور وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في رفع مستوى الوعي حول أهمية المشاركة الانتخابية، داعيةً جميع الجهات الرسمية وغير الرسمية إلى المساهمة في توعية الناخبين، والتصدي لأي عراقيل قد تعترضهم خلال عملية التسجيل، تمهيدًا لمرحلة الاقتراع.

دعم أممي

وحظيت الانتخابات البلدية في ليبيا بدعم أممي، حيث شاركت نائبة رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا للشؤون السياسية، ستيفاني خوري، في إطلاق عملية تسجيل الناخبين.

وأشادت خوري بهذه الخطوة، معتبرةً إياها تقدمًا مهمًا نحو تحقيق حوكمة محلية شرعية وتعزيز الممارسات الديمقراطية. كما دعت جميع المواطنين المؤهلين، وخاصة النساء والشباب، إلى اغتنام هذه الفرصة والتسجيل للتصويت، مشيدةً بجهود المفوضية في ضمان شفافية وأمان العملية الانتخابية.

تحضيرات مكثفة

تشمل الاستعدادات للانتخابات البلدية عدة إجراءات تنظيمية، أبرزها توزيع بطاقات الناخبين، وفتح باب الترشح، وإطلاق حملات توعية لحث المواطنين على المشاركة، بالإضافة إلى تحديد موعد الاقتراع، وتدريب الموظفين على إجراءات التصويت، وفرز وعدّ الأصوات، وتأمين مراكز الاقتراع.

وقد أُجريت المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية بنجاح في 16 نوفمبر 2024، في 58 بلدية، وكانت أول انتخابات من نوعها منذ نحو عقد.

مرحلة حاسمة

شهدت المرحلة الأولى من الانتخابات مشاركة واسعة من المواطنين دون تسجيل أي خروقات أمنية، رغم المخاوف التي سبقت العملية الانتخابية، لا سيما بعد أن أدت الظروف الأمنية إلى تأجيل استحقاقات انتخابية سابقة خلال السنوات الماضية.

ورافقت الانتخابات إجراءات أمنية مشددة في محيط مراكز الاقتراع، لضمان سلامة الناخبين وتأمين العملية الانتخابية.

يُذكر أن ليبيا شهدت اضطرابات سياسية منذ انتخابات مجلس النواب عام 2014، حيث أدت خسارة الجماعات المتشددة إلى اندلاع صراعات بين عدة فصائل في الشرق والغرب، ما تسبب في تعطيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي كانت مقررة عام 2021.

ومع استمرار الاستعدادات لهذه الانتخابات، تظل الآمال معقودة على أن تسهم في تعزيز الاستقرار وترسيخ مسار ديمقراطي مستدام في ليبيا.