مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

التكنولوجيا العسكرية.. أبرز سلاح في الحرب الأوكرانية خلال 3 سنوات

نشر
الأمصار

شكّلت الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ 3 سنوات تحولًا غير متوقع في مسار الصراعات العسكرية في القرن الحادي والعشرين.

ومنذ انطلاق العملية العسكرية في أوكرانيا، تكبد الطرفان خسائر فادحة في الأرواح، وتعرضت مدن بأكملها للدمار، بينما تشكّلت خطوط قتال ثابتة تُعيد إلى الأذهان مشاهد الحروب العالمية السابقة.

وعلى الرغم من محاولات روسيا التقدم في بعض الجبهات، جعلت التكلفة البشرية والمادية الحرب تصل إلى حالة من الجمود العسكري، وفقا لمجلة فورين أفيرز الأمريكية.

حالة الجمود العسكري

 وصلت الحرب في أوكرانيا إلى حالة من الجمود الظاهري، بعد أن وصلت موسكو وكييف إلى توازن في قدراتهما على شن ضربات بعيدة المدى، مما أتاح لروسيا فرصة التعافي من إخفاقاتها الأولية، بينما مكّن أوكرانيا - رغم صغر حجمها - من مواصلة القتال رغم الخسائر الفادحة.

ومع استمرار هذا التوازن، من المرجح أن تظل الخطوط الأمامية راكدة نسبيًا في المستقبل القريب، دون تحقيق اختراقات كبيرة، مما يعزز فكرة أن الحرب لن تحسم قريبًا، بل ستظل مستنزفة لكلا الطرفين.

التكنولوجيا في الحرب: الطائرات المسيّرة والذكاء الاصطناعي

تغيّر الصراع بين روسيا وأوكرانيا بشكل كبير بسبب الاعتماد المتزايد على الطائرات المسيّرة التي توسع استخدامها من المئات إلى عشرات الآلاف، واليوم يمكن لكل من روسيا وأوكرانيا إنتاج ملايين الطائرات المسيّرة سنويًا.

ابتكرت أوكرانيا طرقًا جديدة لاستخدام الطائرات المسيّرة في عمليات المراقبة، والدعم اللوجستي، والإخلاء الطبي، وإزالة الألغام، وتنفيذ الهجمات.

كما طورت البحرية الأوكرانية زوارق بحرية مسيرة، مما ساعد في إصابة عدد من أسطول البحر الأسود الروسي.. وبالإضافة إلى ذلك، بدأ الأوكرانيون في دمج الطائرات المسيّرة مع أنظمة أخرى، مثل استخدام الطائرات المسيّرة البحرية لإطلاق الطائرات المسيّرة الجوية لمهاجمة أهداف روسية في البحر الأسود.

وقد أثبتت الحرب أيضًا أهمية الذكاء الاصطناعي، حيث أصبح يُستخدم في تحليل البيانات، وتحديد الأهداف، والتنسيق بين الوحدات العسكرية.

وعلى الرغم من أن الخوارزميات تحتاج إلى تحسين لتقليل الأخطاء، إلا أن استخدامها يزداد فعالية، مما يشير إلى أن مستقبل الحروب سيعتمد بشكل متزايد على التقنيات الذكية.

القتال والمعنويات: معضلة الجنود والمجتمع

لم تغير الحرب فقط أساليب القتال، بل غيرت أيضًا الطريقة التي يفهم بها المواطنون والسياسيون الصراع. أصبح بإمكان المدنيين متابعة المعارك لحظة بلحظة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والمساهمة المباشرة في المجهود الحربي عبر التبرعات لشراء المعدات العسكرية.

ولكن هذا الانفتاح في تدفق المعلومات له سلبياته، حيث استغلت روسيا وأوكرانيا هذه المنصات لنشر الدعاية والتأثير على الرأي العام العالمي، كما أن مشاهدة المحتوى العنيف والمآسي الميدانية تؤثر سلبًا على المجتمعات المحلية، مما يزيد من مستويات التوتر والقلق.