ساعة و45 دقيقة من المباحثات.. ماذا دار في لقاء ترامب وماكرون بالبيت الأبيض؟

شهد «البيت الأبيض»، لقاءً مُطولًا بين الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، ونظيره الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، استمر لمُدة «ساعة و45 دقيقة»، تناول خلاله الطرفان ملفات سياسية وأمنية بارزة، من بينها «الأوضاع في أوكرانيا والتعاون الاقتصادي بين واشنطن وباريس»، في ظل تطورات دولية مُتسارعة.
كواليس لقاء ترامب وماكرون
وفي لقاء رسمي، استقبل الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، نظيره الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، أمس الإثنين، في البيت الأبيض، وبحثا فرص إنهاء «الحرب في أوكرانيا»، وسط خلافات صارخة بشأن كيفية المضي قدمًا في هذا الصدد.
بهذه الزيارة، أصبح «ماكرون» أول زعيم أوروبي يلتقي «ترامب» مُنذ عودته إلى البيت الأبيض قبل شهر.
وفي زيارة استغرقت «ساعة و45 دقيقة»، شارك «ماكرون» في جلسة مع «ترامب» تضمنت مؤتمرًا عبر الفيديو مع «مجموعة السبع» لمناقشة الوضع في أوكرانيا.

وبعد مغادرته البيت الأبيض، مُتوجهًا إلى «بلير هاوس»، أكد ماكرون أن استقبال ترامب له كان «جيدًا ووديًا للغاية».
وأضاف الرئيس الفرنسي: «لقد عقدنا مؤتمرًا عبر الفيديو في المكتب البيضاوي مع مجموعة السبع».
رئيس الوزراء البريطاني يزور واشنطن
ومن المقرر أن يزور رئيس الوزراء البريطاني «كير ستارمر»، واشنطن هذا الأسبوع أيضًا، وسط قلق في أوروبا حيال موقف «ترامب» المتشدد إزاء كييف، ومبادراته تجاه موسكو لإنهاء الصراع المستمر مُنذ ثلاث سنوات.
ومن المتوقع أن يُحاول ماكرون وستارمر، إقناع ترامب بعدم التسرع في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأي ثمن، وإشراك أوروبا في الأمر، ومناقشة ضمانات عسكرية لأوكرانيا.
ويُحاول «ماكرون» الاستفادة من العلاقة التي نشأت بينه وبين «ترامب» خلال أول ولاية رئاسية لكل منهما.
وصرح الرئيس الفرنسي بأن الموافقة على اتفاق سيئ من شأنها أن تُمثّل استسلامًا من جانب كييف، وأن تحمل إشارة ضعف في مواجهة أعداء الولايات المتحدة مثل الصين وإيران.
وذكر ماكرون، خلال جلسة أسئلة وأجوبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي استمرت ساعة قبيل زيارته للبيت الأبيض، يوم الإثنين: «سأقول له.. لا يمكنك أن تكون ضعيفًا في مواجهة الرئيس بوتين، هذا ليس من شيمك.. وليس في مصلحتك».
ماكرون يُؤكد بعد لقائه ترامب: «نسعى لاتفاق سريع لإنهاء الأزمة الأوكرانية»
وفي السياق ذاته، أكد الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، عقب لقائه بنظيره الأمريكي «دونالد ترامب» في واشنطن، رغبته في التوصل إلى «اتفاق سريع» بشأن أوكرانيا، مع ضمان توفير الأمن لكييف، حسبما أفادت وكالة «نوفوستي» الروسية، اليوم الثلاثاء.
وبحسب «ماكرون»، فإن «الإنجاز الرئيسي لزيارته للولايات المتحدة هو أنه تمكن من ضمان دعم ترامب فيما يتعلق بالضمانات الأمنية التي تنوي أوروبا تقديمها لأوكرانيا».
وقال ماكرون في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن: «كانت نقطة التحول هي مستوى التفصيل الذي ناقشنا به الضمانات الأمنية. نُريد اتفاقًا سريعًا، ولكن ليس صفقة هشة. إن حقيقة أن الاتحاد الأوروبي مشارك في تقديم الضمانات، وأن الولايات المتحدة مُستعدة لدعم هذا النهج ومتضامنة معه، هو إنجاز هذه الرحلة».
مساعدات أوروبية لأوكرانيا
وأشار إلى أن «أوروبا خصصت 138 مليار دولار كمساعدات لأوكرانيا».
وتابع «ماكرون»، أن الاتحاد الأوروبي يُشاطر واشنطن رغبتها في إنهاء النزاع بسرعة، لكنه يُصر على أن اتفاق السلام يجب أن يتضمن ضمانات أمنية لكييف.
وأضاف الرئيس الفرنسي، أيضًا أن «العديد من الدول في الاتحاد الأوروبي وخارجه مستعدة لإرسال قوات إلى أوكرانيا كضمان بعد توقيع اتفاق السلام».
كما أكد «ماكرون»، أن الحديث يدور حول المستقبل «بمجرد توقيع السلام بين روسيا وأوكرانيا، والذي سنكون الضامنين له».
الرئيس الفرنسي: «مستعدون لاستئناف المحادثات مع بوتين حول أوكرانيا»
في غضون ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، تأييده لإعادة فتح قنوات الحوار مع نظيره الروسي «فلاديمير بوتين»، بهدف إيجاد حل للأزمة الأوكرانية، مُؤكدًا أن أي تسوية يجب أن «تتضمن ضمانات أمنية لأوكرانيا»، حسبما أفادت وسائل إعلام فرنسية، اليوم الثلاثاء.
وقال ماكرون: إن «الاتحاد الأوروبي قد قدّم مساعدات بقيمة 138 مليار يورو لدعم كييف»، مُضيفًا: «أوروبا لا تقلل بأي حال من مسؤوليتها في دعم أوكرانيا»، مُؤكدًا أن باريس والاتحاد الأوروبي «يتشاركون مع ترامب السعي نحو السلام».
وأضاف الرئيس الفرنسي بعد لقائه في واشنطن مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب: «نحن نُريد السلام. لكن هذا السلام لا يمكن أن يعني استسلام أوكرانيا أو وقف إطلاق النار دون ضمانات».
ووصف ماكرون مصادرة الأصول الروسية المُجمدة بأنها إجراء يتعارض مع القانون الدولي. وأكد أن هذه الأصول لا يمكن مصادرتها لهذا السبب.
النزاع في أوكرانيا
من جانبه، أعلن ترامب اليوم أن النزاع في أوكرانيا يُمكن تسويته في الأسابيع المقبلة، كما ذكر أن اتفاقية المعادن الأرضية النادرة مع كييف سيتم توقيعها «قريبًا جدًا».
بدوره، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا ليست مُهتمة باتفاقية الولايات المتحدة وأوكرانيا بشأن الموارد، وأوضح أن روسيا تمتلك كميات أكبر من المعادن الأرضية النادرة، وأن موسكو ستكون «سعيدة بالعمل» مع واشنطن في هذا المجال.
وأشار بوتين إلى أن روسيا مُستعدة لتزويد السوق الأمريكية بحوالي مليوني طن من الألومنيوم لتحقيق استقرار الأسعار، كما أضاف أن البلدين يمكنهما إطلاق مشاريع مشتركة لتعدين الألومنيوم، على سبيل المثال في إقليم كراسنويارسك.
«ماكرون» يُناقش أزمة أوكرانيا هاتفيًا مع نظرائه قبل لقاء «ترامب»
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، عن إجراء مشاورات هاتفية مع قادة دول عدة بشأن «الأزمة الأوكرانية» قبل توجهه إلى الولايات المتحدة، ولقاء الرئيس «دونالد ترامب»، حسبما أفادت وسائل إعلام فرنسية، الإثنين.
وجرت مناقشات «ماكرون»، مع نظيره التركي «رجب طيب أردوغان»، والمستشار الألماني «أولاف شولتس»، ورئيس وزراء بريطانيا «كير ستارمر»، ورئيس وزراء المجر «فيكتور أوربان»، ورئيسة المفوضية الأوروبية «أورسولا فون دير لاين».
وكتب «ماكرون»، على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»: «خلال بضع ساعات، تحدثت مع فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا وشولتس وستارمر وأردوغان وأوربان».
وأضاف الرئيس الفرنسي: «مستمرون في المناقشات التي جرت في الأيام الأخيرة مع الزملاء الأوروبيين والحلفاء، نريد تحقيق سلام طويل الأمد ومُستقر في أوكرانيا».
ويوم الخميس الماضي، أكد «ماكرون» أنه سيزور واشنطن الأسبوع الجاري، وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الفرنسي سيُجري محادثات مع «ترامب» في 24 فبراير الحالي.
زيلينسكي وماكرون يبحثان تعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا
من جهة أخرى، وفي وقت سابق، بحث زعيم نظام كييف «فلاديمير زيلينسكي»، مع الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، مبادرة نشر قوات عسكرية في أوكرانيا وإمكانية توسيعها ومشاركة دول أخرى، حسبما أفادت وكالة «نوفوستي» الروسية، الثلاثاء.