مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

عقبات جديدة أمام الاتفاق.. تصاعد الخلافات بين «إسرائيل وحماس» حول المرحلة الثانية

نشر
غزة
غزة

تُواجه المرحلة الثانية من الاتفاق بين «إسرائيل وحماس» عقبات جديدة، مع تصاعد الخلافات بين الجانبين حول بنود التنفيذ والتفاصيل المُتعلقة بالتهدئة وتبادل الأسرى، ما يُهدد بمزيد من التعقيد في المفاوضات.

اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس

وفي هذا الصدد، أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، اليوم الخميس، بأن المفاوضين يسعون لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة بين «إسرائيل وحماس»، في محاولة لتعزيز جهود التهدئة.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن «هناك خلافات مُعقدة بين إسرائيل وحماس تُعرقل التوصل إلى تفاهم بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق».

وبحسب «وول ستريت جورنال»، فإن المسؤولين الإسرائيليين أبلغوا الوسطاء أن «تل أبيب ترغب في الاحتفاظ بدور أمني مفتوح وإنشاء مناطق عازلة شمال وشرق قطاع غزة وتفكيك قدرات حماس العسكرية».

كذلك فقد أبلغت إسرائيل الوسطاء بأنها «لن تنسحب من محور فيلادلفيا»، وفق تقرير الصحيفة الأمريكية.

وسلّمت «حماس»، جثث أربعة رهائن إسرائيليين مع انتظارها إطلاق إسرائيل سراح مئات السجناء الفلسطينيين في المقابل، وذلك في عملية تبادل ليلية هي الأخيرة في إطار هدنة هشة في غزة.

ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير وصمد إلى حد كبير بالرغم من العديد من الانتكاسات، لكن المرحلة الأولى منه تنتهي هذا الأسبوع ولا يزال مصير المرحلة التالية، التي تهدف إلى إنهاء الحرب، غير واضح.

وبعد أيام من الجمود، نجح وسطاء مصريون في تأمين تسليم جثث الرهائن الأربعة الأخيرة في المرحلة الأولى من الاتفاق مقابل الإفراج عن 620 فلسطينيًا إما محتجزين لدى القوات الإسرائيلية في غزة أو مسجونين في إسرائيل.

إسرائيل تتهم حماس بانتهاك اتفاق الهدنة

ورفضت إسرائيل إطلاق سراح السجناء، يوم السبت، بعدما اتهمت حماس بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار عن طريق ما اعتبرته تسليمًا علنيًا مُهينًا لجثث رهائن.

فقد جعلت حماس الرهائن يظهرون على منصة قبل تسليمهم، فضلًا عن استعراض التوابيت التي تحتوي على رفات الرهائن بين الحشود في غزة، وهو ما لاقى انتقادات حادة من جهات منها الأمم المتحدة، لكن عملية التسليم الأخيرة لم تشمل مثل هذه المراسم.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، في الساعات الأولى من صباح الخميس، إن إسرائيل تسلمت توابيت تحمل رفات الرهائن الأربعة.

قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدة بيتونيا لمنع الاحتفالات بالإفراج عن الأسرى

من ناحية أخرى، اقتحمت «قوات الاحتلال الإسرائيلي»، بلدة «بيتونيا» الواقعة قُرب سجن عوفر غربي «رام الله»، لقمع الاحتفالات باستقبال «الأسرى الفلسطينيين»، حسبما أفادت وسائل إعلام فلسطينية، في أنباء عاجلة، اليوم الخميس.

قمع المُحتفلين بخروج الأسرى الفلسطينيين

وأطلقت قوات الاحتلال، قنابل الغاز المسيل للدموع لقمع المُحتفلين بخروج الأسرى.

هذا ووصل فريق طبي تابع للجنة الدولية للصليب الأحمر إلى معبر كرم أبو سالم شرقي رفح مساء الأربعاء، استعدادًا لاستلام الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرّج عنهم ضمن المرحلة الأخيرة من اتفاق التبادل بين إسرائيل وحركة حماس.

وتأتي هذه التطورات في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي يتضمن تسليم جثامين أربعة أسرى إسرائيليين محتجزين في غزة، مقابل الإفراج عن 620 أسيرًا فلسطينيًا، بعد تعثر الإفراج عنهم السبت الماضي.

وبحسب مصدر أمني إسرائيلي، سيتم تسليم جثامين الأسرى الإسرائيليين الأربعة إلى الصليب الأحمر في خان يونس، قبل نقلهم إلى معبر كرم أبو سالم.

في المقابل، سيتم نقل أكثر من 600 أسير فلسطيني إلى الحافلات استعدادًا لإطلاق سراحهم، إلا أن الإفراج الفعلي لن يتم إلا بعد التحقق من هوية الجثامين الأربعة وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة. ولفت تقارير إسرائيلية إلى أن عملية التحقق من هوية الجثامين ستتم ميدانيا.

وجاء في بيان صدر عن رئاسة الحكومة الإسرائيلية أنه تم التوصل إلى اتفاق مع الوسطاء، «وفقًا لمتطلبات إسرائيل»، يقضي بإعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين الأربعة الليلة، في إطار المرحلة الأولى، «ووفق إجراء متفق عليه دون أي مراسم من قبل حماس».

ترامب: «إسرائيل صاحبة القرار بشأن وقف إطلاق النار في غزة»

في غضون ذلك، أبدى الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، خيبة أمله إزاء تطورات الأوضاع في «قطاع غزة»، مُؤكدًا أن «إسرائيل هي صاحبة القرار بشأن وقف إطلاق النار في القطاع»، حسبما أفادت وسائل إعلام أمريكية، اليوم الخميس.

وقال ترامب في تصريحات صحفية: «سيكون على إسرائيل اتخاذ القرار بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق»، مُضيفًا أن «حركة حماس مجموعة شريرة».

وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن «هناك تقدم في الشرق الأوسط» دون أن يُدلي بتفاصيل أخرى.

هذا وصرح ترامب أمس الثلاثاء، بأنه لا يعتقد أن حركة حماس تستهزئ به بخصوص التهديد إذا لم تُطلق سراح الأسرى الإسرائيليين الذي أدلى به في 11 فبراير الجاري، بإطلاق «جحيم حقيقي» إذا لم تتم إعادة جميع المحتجزين بحلول ظهر السبت.

تهديد ترامب

ورغم تهديد الرئيس الأمريكي، فإن «حماس»، أطلقت بعدها بأيام سراح ثلاثة أسرى فقط ضمن ما تم الاتفاق عليه سابقًا، وذلك بعدما أعلنت تعليق تسليم الأسرى جراء انتهاك إسرائيل لالتزاماته والبروتوكول الإنساني ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.

وكرر ترامب في تصريحه أن «الأمر متروك لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولإسرائيل للتعامل مع حركة حماس بخصوص الأسرى الإسرائيليين».

وفي وقت سابق، قال ترامب إن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة وستكون مسؤولة عن أعمال إعادة إعماره، لتقوم بتحويله إلى «ريفييرا شرق أوسطية» لكل العالم.

ووصف ترامب قطاع غزة الحالي بأنه «موقع هدم»، وقال إنه يجب على سكانه أن يُغادروا إلى دول أخرى إلى الأبد، واقترح على وجه الخصوص الأردن أو مصر كأماكن لإقامتهم. ورحبت إسرائيل بـ«خطة» ترامب، لكنها أثارا رفضًا قاطعا وإدانات واسعة إقليميًا ودوليًا.

تصعيد جديد.. «نتنياهو» يتوعد «حماس» بالقضاء التام ويُؤكد اتفاقه مع «ترامب» بشأن الرهائن

في تصعيد خطير للأزمة، أطلق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، تهديدًا مُباشرًا لـ«حماس»، مُتوعدًا بالقضاء التام على الحركة، كما كشف «نتنياهو»، عن اتفاقه الكامل مع الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» حول ضرورة اتخاذ جميع الإجراءات المُمكنة لاستعادة المحتجزين، ما يعكس دعمًا أمريكيًا واضحًا للتحركات الإسرائيلية، حيث يأتي هذا التصعيد وسط توتر مُتزايد في المنطقة، ما يُنذر بمزيد من التطورات على الساحة السياسية والعسكرية.