حكومة الاحتلال تنكث اتفاق غزة.. حماس تتوعد وإدانة مصرية شديدة اللهجة

أثار إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بوقف دخول جميع الإمدادات والمساعدات الإنسانية إلى غزة، غضبًا واسعًا داخل الأوساط العربية، في الوقت الذي تروج خلاله حكومة الاحتلال إلى رفضها الدخول إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وزعم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن هناك "كميات هائلة من المساعدات الإنسانية" في غزة، "ربما في أيدي حماس"، وأن إسرائيل لن تستمر في السماح بدخولها، ولا مواصلة المفاوضات مع الحركة الفلسطينية "مجاناً".
ووصف ساعر التحذيرات المتكررة من خطر المجاعة في غزة بأنها "كذبة"، وذلك في مؤتمر صحفي في القدس رداً على سؤال حول ما سيحدث إذا بدأ أهل غزة يتضورون جوعاً.
وقال مكتب رئيس الوزراء إن القرار اتُخذ، لأن حماس رفضت قبول الاقتراح الأمريكي بتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة، التي انتهت السبت.
وعلى الفور نددت مصر، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة، معتبرة أنه "انتهاك صارخ" لاتفاق الهدنة مع حركة حماس، والذي ساهمت القاهرة في جهود التوصل إليه.
ودانت الخارجية المصرية في بيان "القرار الصادر عن الحكومة الاسرائيلية بوقف إدخال المساعدات الانسانية لقطاع غزة"، مشددة على أن "تلك الاجراءات تعد انتهاكا صارخا لاتفاق وقف اطلاق النار".
وأكدت "عدم وجود أي مبرر أو ظرف أو منطق يمكن أن يسمح باستخدام تجويع المدنيين الأبرياء وفرض الحصار عليهم، لاسيما خلال شهر رمضان، كسلاح ضد الشعب الفلسطيني".
وطالبت مصر المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف جميع الممارسات غير الشرعية وغير الإنسانية التي تستهدف المدنيين وإدانة محاولات تحقيق الأغراض السياسية من خلال تعريض حياة الأبرياء للخطر.
بدورها، قال مسؤول في حركة "حماس" إن إسرائيل لن تحصل على المحتجزين إلا من خلال صفقة تبادل أسرى.
و أضاف القيادي في حماس محمود مرداوي في بيان صحفي : "الاحتلال الإسرائيلي لن يحصل على أسراه إلا من خلال صفقة تبادل"، معتبرا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "واهم إذا ظن أنه سيحقق أهدافه عبر حرب التجويع المفروضة على قطاع غزة".
وأكد مرداوي رفض الحركة تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع إسرائيل، مشددا على ضرورة تنفيذ جميع مراحله كما تم التوقيع عليها.
ودعا مرداوي الوسطاء إلى إلزام إسرائيل بتنفيذ بنود الاتفاق كما هو متفق عليه، مشيرا إلى أن مصر أبلغت الحركة مرارا رفضها لأي مخطط يهدف إلى تهجير سكان قطاع غزة، وذلك حفاظا على أمنها القومي ودعما للحقوق الفلسطينية.
كما أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة واستنكارها قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستخدامها في إطار أداة للابتزاز والعقاب الجماعي، الذي يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ومساساً مباشراً بقواعد القانون الدولي الإنساني، في ظل الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
وجددت المملكة دعوتها للمجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة وتفعيل آليات المحاسبة الدولية وضمان الوصول المستدام للمساعدات.