مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

رمضان في البحرين.. فرصة لإحياء العادات والتقاليد الأصيلة

نشر
الأمصار

تتميز ليالي رمضان بغناها بالعادات الشعبية الجميلة، خاصة في دول الخليج التي لا تزال تتمسك بالعادات والتقاليد التراثية الأصيلة.

وتمتاز ليالي رمضان في دول الخليج العربي أيضا بصلة الرحم والتزاور والأجواء الاجتماعية الطيبة.

 

يعد شهر رمضان واحدًا من أكبر المناسبات لإحياء العادات والتقاليد الأصيلة بين السكان والأهل في البحرين وهي عادات متجانسة ومتشابهة كثيرا نظرا لصغر حجم المملكة.

 

في البحرين، يشهد رمضان طقوسًا خاصة تجمع بين التقاليد الأصيلة والروح الجماعية، حيث تضيء المساجد بالمصلّين، وتعمّ موائد الإفطار أجواء الألفة والمحبة، ويستعد الجميع لاستقبال الشهر الكريم بالعبادة والتقرب إلى الله.

كما تشهد البحرين فعاليات رمضانية مميزة تشمل أسواقًا تقليدية، ومحاضرات دينية، وعروضًا خاصة، مما يجعل الشهر أكثر تفرّدًا وتميزًا.

 

وما أن  يهل هلال شهر شعبان، حتى يبدأ الناس في الاستعداد لاستقبال شهر رمضان المبارك، شهر الصيام، لدرجة أن يتحدّ الشهران من حيث الصورة الاحتفالية، وتدبّ في الأسواق حركة بيع وشراء غير عادية لجلب مستلزمات رمضان من طعام وحلويات ومشهيات. 3

 

 وبعد أن تثبت رؤية الهلال تطلق الواردة أو الطوب عدة طلقات، ويمتاز شهر رمضان عن غيره، بأنه شهر التقرب إلى الله، فقد أنزل القرآن الكريم في هذا شهر، وجعل الله ليلة القدر فيه، وليالي شهر رمضان من أجمل ليالي السنة حيث تضاء جميع الشوارع الزرانيق، ويخرج الأولاد إليها للعب، بينما يخرج الرجال إلى المساجد للصلاة لسماع القرآن، والنساء إلى بيوت الجيران للتسلية وتمضية الوقت. 4

 

 وهناك من العادات الاجتماعية في البحرين تتمثل البدء بزيارة الأكبر سنّاً في بداية  الأسبوع الأول من الشهر المبارك، وهناك تقليد لابد من وجوده عند الفطور وهو  ضرورة تناول طبق الشوربة والتمر والقهوة العربية، وذهاب الرجال إلى المسجد لأداء صلاة المغرب، وعند عودتهم يتناولون طعام الفطور مع أسرتهم من الهريس والثريد واللقيمات، وربما يتناول البعض منهم المكبوس لأنها تعتبر أكلة ثانوية عندهم. 5

 

وقد جرت العادة لدى معظم الناس قبل حلول شهر رمضان، أن يأخذوا دواء العشرج أو السنامكي، وذلك من أجل تنظيف المعدة حتى تكون صالحة وعلى أهبة الاستعداد لاستقبال وجبات رمضان الدسمة الثقلية.

 

الأكلات والحلويات

يتميز شهر رمضان في مملكة البحرين بأكلاته الخاصة المنوعة، يُعد الإفطار الجماعي من أهم التقاليد البحرينية في رمضان، حيث تجتمع العائلات على مائدة الإفطار التي تضم أطباقًا شعبية شهيرة، مثل:

الثريد (خبز مشبع باللحم والخضار)

الهريس (قمح مطحون ممزوج باللحم أو الدجاج)

السمبوسة بجميع أنواعها

البلاليط (شعيرية محلاة مع البيض)

اللقيمات (حلوى مقلية مغطاة بالدبس أو العسل)

وكلنا نعرف جميعاً بأنّ الحلوى هي من الصناعات الشعبية المتوارثة، حتى ذاع صيتها في العاصمة المنامة وفي أرجاء المملكة . وهي عبارة عن خلطة مركبة من النشا والسكر والدهن والزعفران والهيل وماء الورد والجوز أو اللوز، وتوضع الحلوى بعد تجهيزها في طسوت معدنية لتباع للناس في الدكاكين، وهناك حلوى يقبل عليها الصائمون في البحرين وتصنع في معامل خاصة مثل الزلابية والرهش والعسلية.

بعد الإفطار، تبدأ زيارات العائلة والجيران، حيث يجتمع الأقارب في المنازل أو المجالس الرمضانية، ويتم تقديم القهوة العربية والتمر، مما يعزز الروابط العائلية والتقارب الاجتماعي.

 

صلاة التراويح

يتفق البحرينيون بعد صلاة التراويح على المضي نحو المجالس الرمضانية والزيارات العائلية وتبادل الأحاديث الودية بحضور مختلف شرائح المجتمع. ومثل أغلب الدول الخليجية ما يزال البحرينيون يجلسون في جلسات السمر التي تعرف باسم "الغبقات الرمضانية" والتي تتكون في العادة من الأرز المحمر بالسكر أو الدبس "المحمر" بالسمك.

 

وفي ليلة النصف من رمضان يحتفل الأطفال بما يعرف بـ"القرقاعون" وهي عادة خليجية ينتشر فيها الصبيان والفتيات في الشوارع وهم يرتدون الملابس الشعبية التقليدية ويرقصون رقصة الفريسة وينشدون أناشيد القرقاعون ويطوفون بين البيوت فيحصلون على المكسرات والحلويات من الأهالي.

في النصف الثاني من رمضان تكتظ الأسواق بالمتسوقين المقبلين على شراء الملابس وأثواب العيد والحلويات والمكسرات، وفي الليلة الأخيرة من شهر رمضان يودعه الناس بزفة كبيرة تعرف بـ"الوداع" حيث يتجمع فيها الأهالي وخاصة الأطفال ويسيرون بين الأحياء ينشدون مجموعة من الأغاني الشعبية التقليدية التي يودعون فيها هذا الشهر