مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

تحذيرات واستعدادت.. حروب التعريفات تُقوّض الاقتصاد العالمي

نشر
الأمصار

في حرب تجارية محتدمة، يفرض فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعريفات جمركية على المنتجات القادمة من دول حول العالم، ردَّت الحكومات الأجنبية بفرض تعريفات مماثلة. واستهدفت الصين مزارعي الذرة وصانعي السيارات، بينما فرضت كندا تعريفات على مصانع الدواجن وصناعة تكييف الهواء، في حين ستستهدف أوروبا مصانع الصلب الأمريكية ومسالخ اللحوم.

وقال تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" إنه منذ أن أمر ترامب بفرض رسوم جمركية عالية على بعض أكبر شركاء التجارة الأمريكيين في فبراير/شباط ومارس/آذار، بدأت الدول الأخرى في فرض تعريفات خاصة بها على الصادرات الأمريكية في محاولة للضغط على الرئيس ليتراجع.

وتم تصميم التعريفات الانتقامية بعناية لاستهداف ترامب في نقطة ضعف، إذ يعمل حوالي 8 ملايين أمريكي في الصناعات المستهدفة بهذه الرسوم، الغالبية العظمى منهم - 4.48 مليون - يعملون في المقاطعات التي صوَّتت لصالح ترامب في الانتخابات الأخيرة، مقارنة بـ 3.26 مليون وظيفة في المقاطعات التي صوَّتت لصالح نائبة الرئيس كامالا هاريس، وفقًا لحسابات صحيفة التايمز التي شملت فحص التعريفات الانتقامية على أكثر من 4000 فئة منتج.

وتسليط الضوء على هذه الأرقام يعكس التأثير الكبير الذي قد تُحدثه الحرب التجارية على العمال الأمريكيين، مما قد يتسبب في انعكاس استراتيجيات ترامب الاقتصادية.

تحذيرات

وخفضت منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي بشكل طفيف، توقعاتها للنمو العالمي في عام 2025.

وذلك على خلفية تراجع آفاق النمو في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو، في ظلّ التوتّرات التجارية والاضطرابات الجيوسياسية.

وخفضت منظمة التعاون تقديراتها للنمو الاقتصادي في كندا هذا العام بنحو الثلث مقارنة بما كانت عليه في ديسمبر/كانون الأول، وبنحو 2.5% بالنسبة إلى المكسيك التي ستدخل في حالة ركود.

ورجحت المنظمة أن يشهد النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا "تباطؤاً بحسب التقديرات مع بدء دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ".

وأوضحت أن تقديراتها المحدّثة تأخذ في الاعتبار الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وتلك التي بدأ اعتمادها بين الولايات المتحدة والصين، إضافة للرسوم على الصلب والألمنيوم. ولم تلحظ التقديرات الجديدة التلويح بفرض رسوم متبادلة، أو تهديدات ترامب للاتحاد الأوروبي.

استعدادات

وتستعد البنوك المركزية حول العالم لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن أسعار الفائدة، في ظل تصاعد المخاوف من عودة شبح الضغوط التضخمية لمساره المقلق، وتنامي التوترات التجارية التي فرضتها سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب.


وبينما يترقب المستثمرون والمسؤولون تأثير هذه التطورات على الاقتصاد العالمي، تواجه البنوك المركزية معضلة الموازنة بين استقرار الأسعار ودعم النمو، وسط مخاوف من أن تؤدي الحروب التجارية إلى موجة جديدة من التقلبات المالية.

وفيما يستعد المسؤولون عن نصف العملات العشر الأكثر تداولاً في العالم، إلى جانب نظرائهم الآخرين في مجموعة العشرين، لتحديد أسعار الفائدة خلال الأيام المقبلة، يشير  تقرير لـ "بلومبيرغ" إلى أنه ربما ينشأ شعور بالقلق والترقب بين البنوك المركزية في الأسبوع الجاري، في أول تقييم جماعي لها لكيفية تأثير سياسات الرئيس دونالد ترامب التجارية على الاقتصاد العالمي.. ويشير التقرير إلى أن:

في حين أن المسؤولين من واشنطن إلى لندن وطوكيو حددوا بالفعل تكاليف الاقتراض مرة واحدة منذ دخول الرئيس الأميركي البيت الأبيض في يناير، فإن تلك القرارات سبقت تصعيدا ملحوظا في خطابه وإجراءاته ضد الجيران والحلفاء والمنافسين على حد سواء.
مع فرض الرسوم الجمركية العالمية على الصلب والألمنيوم، ومع معاناة كندا والصين والاتحاد الأوروبي من غضب ترامب، فإن التهديدات غير المحققة قبل بضعة أسابيع تحولت الآن إلى عوائق كاملة أمام التجارة.
إن محافظي البنوك المركزية الذين يكافحون من أجل قياس ما إذا كان التأثير سيكون أكبر على النمو أو التضخم قد يختارون عدم فعل أي شيء في الوقت الحالي.