بنود استراتيجية مثيرة.. واشنطن وأوكرانيا يقتربان من إبرام اتفاقية معادن جديدة

تستعد الولايات المتحدة وأوكرانيا لإبرام اتفاقية جديدة تتعلق بالمعادن النادرة والطاقة النووية وذلك عقب توترات سادت بين الجانبين مؤخراً، وتعد هذه الخطوة بحسب محللون خطوة "استراتيجية".
آفاقًا جديدة لأوكرانيا في إعادة بناء اقتصادها
وبالرغم من التحديات العديدة، من أبرزها التعقيدات القانونية والسيطرة الروسية على بعض المنشآت الحيوية مثل محطة زابوريجيا النووية، إلا أن هذه الاتفاقية قد تفتح آفاقًا جديدة لأوكرانيا في إعادة بناء اقتصادها واستعادة قدرتها على إنتاج الطاقة.
روبيو: اتفاق المعادن مفيد لواشنطن وكييف ونأمل استجابة موسكو لوقف إطلاق النار
أكد وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن الاتفاق المتعلق بالمعادن يعد خطوة مهمة تصب في مصلحة كل من الولايات المتحدة وأوكرانيا، مشيرًا إلى أنه يعزز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وفي سياق الأزمة الأوكرانية، أعرب ماركو روبيو عن أمل بلاده في الحصول على رد إيجابي من موسكو بشأن مقترح وقف إطلاق النار، في ظل استمرار الصراع وتأثيره على الأوضاع الإقليمية والدولية.

أعرب وزير الخارجية الأمريكي «ماركو روبيو»، عن تفاؤله قبيل المحادثات المُرتقبة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بشأن «إنهاء الحرب الأوكرانية»، قائلاً إنه يشعر بـ«التفاؤل» قبل المحادثات المُقررة، في مدينة «جدة» السعودية، حسبما أفادت وسائل إعلام أمريكية، في أنباء عاجلة، اليوم الثلاثاء.
وأضاف روبيو في حديثه لصحفيين مرافقين له خلال رحلته إلى جدة: «أشعر بالتفاؤل حيال ذلك، أعني أننا لم نكن لنأتي إن لم نكن كذلك».
وأوضح أن العامل الحاسم في الاجتماع سيكون مدى استعداد الأوكرانيين لـ«اتخاذ قرارات صعبة»، تمامًا، كما سيكون على الروس فعل ذلك لإنهاء الحرب.
إمكانية استئناف المساعدات الأمريكية لأوكرانيا
كما ألمح روبيو إلى إمكانية استئناف المساعدات الأمريكية لأوكرانيا إذا سارت المحادثات بشكل جيد، مُشيرًا إلى أنهم استأنفوا بالفعل تزويد كييف بالمعلومات الاستخباراتية لأغراض دفاعية.
ولم يستبعد الدبلوماسي الأمريكي لقاء غير رسمي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يزور أيضًا السعودية، لكنه أكد أنه «لن يُشارك في محادثات روبيو».
وعندما سُئل عما إذا كان لقاء غير رسمي مع زيلينسكي مطروحًا، قال روبيو: «ربما»، مُوضحًا أن ذلك ليس ضمن الخطة، لكنه «ممكن».
وأكد روبيو أن كلًا من موسكو وكييف «بحاجة إلى إدراك أنه لا يوجد حل عسكري لهذا الوضع».
وتابع أن الروس لن يتمكنوا من احتلال أوكرانيا بالكامل، وفي المقابل سيكون من الصعب جدًا على أوكرانيا إجبار روسيا على التراجع إلى حدود عام 2014.
بنود مثيرة تضمها الاتفاقية
هذه الاتفاقية، التي تضم بنودًا مثيرة أبرزها إدارة أمريكا محطات الطاقة النووية الأوكرانية، تفتح الباب أمام تساؤلات حول تأثير هذا التعاون على أمن أوكرانيا، وكيف ستساهم هذه الصفقة في دفع جهود السلام مع روسيا.
وفي هذا الصدد قال مايكل كيربي، الدبلوماسي الأمريكي السابق إن "الشيطان دائماً يكمن في التفاصيل"، مشيرًا إلى أن التعامل مع محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية لن يؤدي إلى نتائج ملموسة في حال لم تتم معالجة جوانب محددة بعناية.
وأضاف أن أوروبا تعتبر المستفيد الرئيسي من هذه المحطة، وأن إعادة تشغيلها سيكون خطوة هامة للغاية.
وأوضح أن شركات أميركية أبدت اهتمامها في تشغيل المحطة سابقًا، ولكن في الوقت الراهن، لا يمكن تشغيلها وفقًا للمعايير الأميركية.
وأوضح كيربي أن إعادة تشغيل محطة زابوريجيا ستكون ذات أهمية كبيرة بالنسبة لأوكرانيا، خاصة لشبكتها الكهربائية، ولكن هذا يتطلب التعاون مع روسيا التي تسيطر حاليًا على المحطة.
كما أشار إلى أنه من الضروري عودة العمال والمشغلين إلى المحطة النووية، الأمر الذي سيعزز الاقتصاد الأوكراني ويساعد في استعادة قدرة الإنتاج للطاقة.
وفيما يتعلق بالمعادن، أكد كيربي أن الاقتصاد المعاصر يعتمد بشكل كبير على المعادن الثقيلة والنادرة، وأن حصول الولايات المتحدة على هذه المعادن يعد هدفًا استراتيجيًا حيويًا لتعزيز صناعة البطاريات وقطاع الطاقة.
لكن في الوقت ذاته، لفت إلى أن القوانين الأوكرانية معقدة إلى حد كبير، ولا تسمح بتسهيل مشاركة هذه الثروات الطبيعية بما يتماشى مع الأهداف الأميركية.

وقال الرئيس دونالد ترامب إن الولايات المتحدة ستوقِّع اتفاقيةً تتعلق بالمعادن والموارد الطبيعية مع أوكرانيا قريبا، وإن جهوده للتَّوصل إلى اتفاق سلام في الحرب الأوكرانية تسير "بشكل جيد" بعد محادثاته هذا الأسبوع مع الزعيمين الروسي والأوكراني.
هذا ونقلت صحيفة فايننشال تايمز الجمعة عن مسؤولين أوكرانيين أن إدارة الرئيس ترامب تسعى لوضع بنود جديدة فيما يتعلق بوصول الولايات المتحدة إلى المعادن الحيوية وأصولِ الطاقة في أوكرانيا، مما يزيد مطالبها الاقتصادية من كييف، في وقت تدفع فيه من أجل التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا.
وبحسب مسؤولين أوكرانيين، فأن واشنطن تريد من كييف على أحكام مفصلة بشأن من يملك ويدير صندوق استثمار مشترك واحتمال ملكية الولايات المتحدة لأصول اقتصادية أخرى مثل محطات الطاقة النووية.
وتوسطت إدارة ترامب في اتفاق مع أوكرانيا لإعطاء الولايات المتحدة حق الوصول إلى تلك المعادن.
وأكد الرئيس ترامب أن منح الولايات المتحدة مصلحة اقتصادية في هذه المعادن الحيوية سيوفر حافزًا أمنيًا أكبر لحماية كييف من العدوان الروسي.
وتتمتع أوكرانيا بكمية كبيرة من هذه المعادن، وقد كانت محورية في المفاوضات بين الولايات المتحدة وكييف بينما يدفع ترامب نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا.