حرائق الغابات تجتاح كوريا الجنوبية.. مصرع 16 شخصًا والنيران تلتهم 14 ألف هكتار

اجتاحت الحرائق المُستعرة، كوريا الجنوبية التي تعيش واحدة من أسوأ حرائق الغابات في تاريخها، حيث امتدت النيران إلى أكثر من 14 ألف هكتار من الأراضي، ما أسفر عن مقتل 16 شخصًا وإصابة 19 آخرين بجروح خطرة حتى الآن.
كما أجبرت الحرائق أكثر من 3 آلاف شخص على النزوح إلى مراكز إيواء مؤقتة.
ووصف وزير الداخلية والأمن بالوكالة كو كي دونج، الوضع بأنه "كارثي"، مشيراً إلى أن الحرائق الحالية تحتل المرتبة الثالثة من حيث الضرر في تاريخ البلاد. ويعود أكبر حريق غابات سجلته كوريا الجنوبية إلى عام 2000، حين التهمت النيران ما يقارب الـ24 ألف هكتار.
وفي منطقة أويسيونج شرق البلاد، حاول العمال إنقاذ القطع الأثرية من معبد محلي بينما غطى الدخان الكثيف سماء المنطقة.
وأفادت التقارير بأن فرق الإطفاء تمكنت من السيطرة على 55 بالمئة من الحريق بحلول صباح الثلاثاء، مع استمرار عمل أكثر من 6 آلاف و700 إطفائي في مختلف المناطق المتضررة.
وأعلنت الحكومة حالة الطوارئ في أربع مناطق رئيسية، محذرة من استمرار تفاقم الأزمة بسبب الظروف الجوية الصعبة التي تشمل الرياح القوية والطقس الجاف.
كما أعلن القائم بأعمال الرئيس الكوري الجنوبي هان داك سو، تصنيف ثلاث مناطق جديدة في جنوب شرق البلاد والتي تشهد حرائق غابات هائلة منذ يوم الجمعة الماضي، كـ"مناطق كوارث خاصة".
وذكرت وزارة الداخلية الكورية الجنوبية - حسبما نقلت هيئة الإذاعة الكورية (كيه بي إس) - أنه تم تحديد مناطق "أولجو" و"أويسونج" و"هادونج" مناطق كوارث خاصة، بالإضافة إلى مقاطعة "سانتشونج" والتي تم إعلانها منطقة كوارث بسبب الخسائر الهائلة في الغابات التي لحقت بهذه المناطق ونزوح السكان منها.
وأشارت (كيه بي إس) إلى أنه بموجب هذا الإعلان، يتم منح عدة أشكال من الدعم الحكومي لتلك المناطق مثل مساعدات للسكان المتضررين وجهود التعافي.
ويشير الخبراء إلى أن هذه الكارثة تأتي في سياق تزايد الظواهر الجوية المتطرفة المرتبطة بتغير المناخ.
وتعود أسباب هذه الكوارث المتكررة إلى مزيج من العوامل الطبيعية كالرياح الموسمية القوية والتضاريس الجبلية التي تشكل 70 بالمئة من مساحة البلاد، بالإضافة إلى تأثيرات التغير المناخي العالمي.
يشار إلى أن كوريا الجنوبية كانت طورت نظاماً متقدماً للإنذار المبكر يعتمد على أحدث التقنيات، كما أنها عززت قدرات فرق الإطفاء المتخصصة. ورغم هذه الإجراءات الوقائية، تبقى البلاد عرضة لخطر الحرائق الكبرى خاصة في فصلي الربيع والخريف عندما تجتمع عوامل الجفاف والرياح العاتية.