مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

بعد فضيحة واشنطن.. كل ما تريد معرفته عن تطبيق "سيجنال"

نشر
الأمصار

في عالم يعج بالتجسس الرقمي والاختراقات الإلكترونية، أصبح البحث عن وسيلة تواصل آمنة ضرورة ملحة، وليس مجرد رفاهية. 

ومن بين التطبيقات التي اكتسبت شهرة واسعة في مجال المراسلة المشفرة، يبرز تطبيق "سيغنال" باعتباره أحد أكثر الخيارات أمانًا بفضل تقنياته المتقدمة التي تمنع أي طرف ثالث من الاطلاع على محتوى المحادثات.

لكن رغم سمعته القوية في مجال الخصوصية، وجد التطبيق نفسه مؤخرًا في قلب فضيحة كبرى تتعلق بتسريب معلومات حساسة من داخل الحكومة الأمريكية، مما فتح الباب أمام تساؤلات حول مدى أمانه الحقيقي وإمكانية اختراقه.

فضيحة التسريبات تضع "سيجنال" تحت المجهر

عاد "سيغنال" إلى الواجهة بعدما كشف رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك"، جيفري غولدبرغ، أنه أُضيف إلى مجموعة دردشة عبر التطبيق ناقشت خطط ضرب ميليشيات الحوثي في اليمن.

هذا التسريب، الذي وقع على منصة يُفترض أنها مشفرة بالكامل، أثار الجدل حول مدى تأمين التطبيق ضد عمليات الاختراق والتسلل الإلكتروني.

وأمام هذه الفضيحة، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه طلب من مستشار الأمن القومي مايك والتز مراجعة استخدام المسؤولين الحكوميين لـ"سيغنال"، وهو ما كشفته شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية، التي قدمت بدورها تقريرًا موسعًا عن التطبيق وآلياته الأمنية.

ما هو "سيغنال"؟

يعد "سيغنال" تطبيقًا للمراسلة الفورية، يعتمد على تشفير شامل من طرف إلى طرف، مما يعني أن أي محادثة تظل سرية ولا يمكن لأي جهة الاطلاع عليها سوى طرفيها. يوفر التطبيق مزايا متعددة، منها:

  • إرسال واستقبال الرسائل النصية والصوتية.
  • إجراء المكالمات الهاتفية ومكالمات الفيديو المشفرة.
  • دعم الدردشات الجماعية التي تصل إلى 1000 شخص.
  • ميزة الرسائل ذاتية الاختفاء، والتي تحذف المحتوى تلقائيًا بعد مدة يحددها المستخدم.

يُعرف "سيغنال" بأنه أكثر التطبيقات أمانًا مقارنةً بمنافسيه مثل "واتساب" و**"تليغرام"**، حيث يكون التشفير مفعّلًا افتراضيًا دون الحاجة إلى إعدادات إضافية.

الجهة المالكة لـ"سيغنال"

تعود ملكية التطبيق إلى "مؤسسة سيغنال"، وهي منظمة غير ربحية أُسست بدعم من موكسي مارلينسبايك وبريان أكتون، أحد مؤسسي "واتساب". وتهدف المؤسسة إلى تعزيز الاتصالات الخاصة، بعيدًا عن الإعلانات والاستثمارات التجارية، حيث يعتمد تمويلها على التبرعات فقط.

مخاوف أمنية وتساؤلات حول الاختراق

رغم الأمان الكبير الذي يتمتع به "سيغنال"، إلا أنه لم يكن بمنأى عن المخاوف الأمنية، حيث أصدرت وكالة الأمن القومي الأمريكية (NSA) في فبراير الماضي مذكرة تحذر موظفيها من وجود ثغرات في التطبيق، مؤكدةً أن بعض الجهات الاستخباراتية قد تحاول استهدافه.

لكن "سيغنال" سارع بالرد، موضحًا أن هذه الثغرة لا تتعلق بتقنيته الأساسية، بل ترتبط بمحاولات "التصيد الاحتيالي" التي قد يقع فيها المستخدمون، وهو أسلوب احتيالي شائع لا يقتصر على "سيغنال" فقط.

من يستخدم "سيغنال"؟

يعد التطبيق خيارًا مفضلًا للعديد من الفئات، أبرزها:

  • المسؤولون الحكوميون: يستخدمه بعضهم لمراسلات تنظيمية حساسة.
  • الصحفيون والنشطاء: لحماية مصادرهم وتأمين محادثاتهم.
  • الخبراء الأمنيون والاستخباراتيون: لضمان سرية الاتصالات.

لكن في المقابل، قد يواجه المسؤولون الأمريكيون مشكلات قانونية إذا استخدموا التطبيق لنقل معلومات حساسة، حيث قد يعرضهم ذلك لانتهاك قانون التجسس.

رغم الجدل المحيط بـ"سيغنال"، يظل التطبيق واحدًا من أكثر أدوات التواصل أمانًا، خاصةً في ظل تصاعد المخاوف بشأن الخصوصية الرقمية.

ومع ذلك، فإن أي تطبيق – مهما بلغت درجة أمانه – لا يمكن أن يكون محصنًا بالكامل ضد الاختراقات أو الاستغلال البشري للأخطاء الأمنية، وهو ما يفرض على مستخدميه مستوىً عالٍ من الحذر عند تبادل المعلومات الحساسة.