أنظمة الدفاع الجوي المغربية تستعين بأحدث صواريخ "باتريوت" الأمريكية

على ضوء رصد شاحنات تحمل مكونات من أحدث نسخ نظام الدفاع الجوي الأمريكي “باتريوت” في المغرب، أكد تقرير لموقع “Bulgarian Military”، المتخصص في الشؤون العسكرية، أن وصول هذا النظام الدفاعي المتقدم إلى المغرب يأتي بعد صفقة تمت الموافقة عليها من قبل البنتاغون في عام 2021 لتزويد القوات المسلحة المغربية بأحدث نسخة من نظام “باتريوت”.
وأكد التقرير أن الرباط تسعى، من خلال اقتنائها لهذا النظام، إلى تعزيز قدرتها على التصدي لمختلف التهديدات الجوية؛ بما في ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات المقاتلة والطائرات المسيرة، مبرزا أن “ظهور جزء من نظام باتريوت في المغرب يشير إلى أن مرحلة التسليم قد بدأت بالفعل”.
وتابع المصدر عينه أن “المغرب يسعى إلى الحصول على نظام باتريوت كرد استراتيجي على الديناميكيات الأمنية المتطورة في شمال إفريقيا”، معتبرا أن “هذا النظام الدفاعي يوفر للمملكة قدرات ردع قوية لحماية المنشآت الحيوية كالمطارات ومحطات الطاقة والمنشآت العسكرية ضد أي هجوم بالصواريخ أو بطائرات الدرون التي برزت في الحروب الحديثة”.
ولفت إلى أن تشغيل أحدث نسخ “باتريوت” في المغرب هو جزء من استراتيجية أكبر لتقوية الجيش المغربي، حيث “قامت القوات المسلحة الملكية المغربية بتحديث ترسانتها بشكل مستمر، حيث اقتنت 222 دبابة M1A1 أبرامز في عام 2012، وقامت بترقية 162 منها إلى طراز M1A2 SEPv3 بحلول أواخر 2023، إضافة إلى حصولها على أنظمة صواريخ HIMARS التي تم اختبارها خلال مناورات الأسد الإفريقي”.
في المقابل، أبرز التقرير أن قدرات هذا النظام الأمريكي تقود إلى حتمية مقارنته مع منافسيه في المنطقة، والحديث هنا عن نظام “إس 400” الروسي الذي تشغله الجزائر، مؤكدا أن “دقة الاصطدام القاتل لنظام باتريوت واندماجه مع المعدات القياسية لحلف الناتو يمنحه ميزة في التوافق التشغيلي؛ وهي ميزة قد تكون جذابة للمغرب نظرا لصلاته العسكرية الوثيقة مع الولايات المتحدة”.
وأشار إلى وجود تكهنات تعتبر أن “تشغيل المغرب لهذا النظام قد يمثل فرصة استراتيجية للولايات المتحدة لجمع معلومات حيوية حول المقاتلة الروسية من الجيل الخامسSu-57، التي من المتوقع أن تشتريها الجزائر في المستقبل القريب”، مضيفا أن “وجود باتريوت في المغرب قد يضع هذه الطائرة الشبحية المتطورة في موضع دراسة في بيئة واقعية”.
وخلص إلى أن نشر نظام باتريوت بالمغرب سيكون بمثابة توازن لقدرات الردع في المنطقة، خاصة مع الجزائر التي تمتلك ترسانة من الصواريخ الباليستية، مؤكدا أن “النظام الاعتراضي أثبت فعاليته في الظروف الصحراوية، حيث استخدمته السعودية لاعتراض صواريخ الحوثيين في اليمن؛ غير أن تكييفه مع التضاريس والمناخ الفريد في المغرب سيكون خطوة أساسية لنجاحه التكتيكي”.