تونس تعلن إخلاء مخيمات أفارقة.. فهل ينهي ذلك مأساة المهاجرين ؟
يعيش آلاف المهاجرين القادمين من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء ظروفا مأساوية في بساتين الزيتون المترامية في محيط مدينة صفاقس، نقطة الانطلاق الرئيسية لرحلات الهجرة نحو السواحل الإيطالية.
حيث يشتعل توتر يومي وسط أشجار الزيتون، بين غضب متصاعد من الأهالي الذين يرون في الوافدين شبحاً يهدد أمنهم ومصدر رزقهم، وبين آلاف الحالمين يرون في موج المتوسط طريقاً للخلاص.
وفي هذا الصدد، داهمت قوات الأمن التونسية، عملية أمنية طالت عدداً من المخيمات العشوائية في المنطقة، في أعقاب استياء متنامي بين السكان المحليين الذين يتهمون المهاجرين بالتسبب في تدهور الوضع الأمني واحتلال أراضيهم، بينما يعاني المهاجرون من انعدام أبسط مقومات الحياة.
بلا عمل أو سكن لائق، يعيش هؤلاء على هامش المجتمع، متنقلين بين الشوارع ومخيمات ارتجالية أقيمت خارج النسيج العمراني للمدينة. هناك، بين أشجار الزيتون، استقر بهم المطاف بعد أن رُحّلوا قسراً من وسط المدينة إثر احتجاجات واشتباكات، اندلعت بين بعضهم وسكان محليين.
وتنامت الأزمة مؤخرا مع تصاعد الضغوط البرلمانية والسياسية المطالبة باتخاذ إجراءات حاسمة ضد المهاجرين. فعلى وقع دعوات أطلقها النائب طارق المهدي تطالب بـ"تدخل عسكري" لمواجهة ما وصفه بـ"احتلال غابات الزياتين".
استمرار عملية إخلاء مخيمات أفارقة دول جنوب الصحراء
قال المتحدث باسم الإدارة العامة للحرس الوطني في تونس حسام الدين الجبابلي، إن عملية إخلاء مخيمات أفارقة دول جنوب الصحراء بالعامرة وجبنيانة (صفاقس) والتي انطلقت الخميس، متواصلة.
وقال حسام الدين الجبابلي إن أغلب المتواجدين بالمخيمات عبروا عن رغبتهم في العودة الطوعية إلى موطنهم الأصلي.
وأضاف الجبابلي أنه تم توجيه هؤلاء المهاجرين الأفارقة غير النظاميين وأغلبهم كان قد ناشد منظمات أممية لضمان عودتهم إلى موطنهم بعد أن استحال عليهم العبور نحو أوروبا.
وأشار إلى وجود عديد الطوابير في الوقت الراهن لأفارقة دول جنوب الصحراء أمام مقري منظمة الهلال الأحمر والمنظمة الدولية للهجرة والمقرات الأمنية بصفاقس، ممن عبروا عن رغبتهم في عودتهم الطوعية وإيوائهم مؤقتا إلى حين عودتهم.
تضم "نحو 20 ألف شخص"
وأوضح الجبابلي في تصريحات إعلامية، أن بعض المهاجرين غير النظاميين "المتورطين في جرائم مختلفة"، يتم "ترحيلهم بشكل قسري إلى بلدانهم".
ولم يوضح المسؤول التونسي طبيعة تلك الجرائم، أو تفاصيل إضافية بشأن الإجراءات القانونية المتبعة.
وتأتي هذه التطورات في ظل أزمة بمحافظة صفاقس، التي تشهد منذ أشهر تصاعدًا في التوتر بين السكان المحليين ومهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، وسط دعوات من منظمات حقوقية لمراعاة المعايير الإنسانية في التعامل مع هذا الملف.
الهلال الاحمر التونسي: يجب اخلاء المخيمات من المهاجرين
أكد مدير عام منظمة الهلال الاحمر التونسي بصفاقس انس الحكيم وجود اقبال كبير من المهاجرين غير النظاميين المتواجدين بمنطقتي العامرة وجبنيانة من ولاية صفاقس على العودة الطوعية.
وقال الحكيم في تصريح يوم الجمعة 4 ابريل 2025، ان متطوعي الهلال الاحمر والاطارات الطبية وشبه الطبية من الادارة الجهوية للصحة بصفاقس، يتواجدون منذ يوم امس في مخيمات المهاجرين الافارقة، للتواصل معهم واقناعم بضرورة القبول بالمغاردة الطوعية.
وأكد مدير عام منظمة الهلال الاحمر التونسي بصفاقس ان الوضع الصحي بمخيمات الافارقة "غير مطمئن" سواء للمهاجرين او للتونسيين من اهالي المناطق القريبة من المخيمات.
اقبال كبير من المهاجرين الأفارقة على التسجيل للعودة الطوعية
وشدد الحكيم على وجود اقبال كبير من المهاجرين الافارقة على التسجيل للعودة الطوعية، مشيرا الى ان الهلال الاحمر ينتظر ردة فعل ايجابية من الشريك الدولي المعني بالهجرة، للاستجابة السريعة لطلبات المغادرة الطوعية التي بدأ التسجيل فيها منذ اربعة اشهر على الاقل، وفق قوله.
ونوه الحكيم الى ان منظمة الهلال الاحمر هي المنظمة الوحيدة المخولة من السلطات التونسية للتعامل مع الافارقة جنوب الصحراء بولاية صفاقس دون سواها من منظمات المجتمع المدني.
واوضح مدير عام الهلال الاحمر بصفاقس انس الحكيم ان عمليات المغادرة الطوعية للمهاجرين الافارقة من صفاقس ستنطلق مباشرة عقب حصول الشريك الدولي المعني بالملف على قوائم الذين قبلوا المغادرة.
تفادي لانتشار الأمراض المتفشية بالمخيمات
وشدد على حرص منظمته على رفع نسق الاقبال على العودة الطوعية، بهدف اخلاء اماكن تواجد المهاجرين غير النظاميين في اقرب الاجال تفاديا لانتشار الامراض المتفشية بالمخيمات، وانتقالها للتونسيين وفق تعبيره.
وفي ظل تلك الحملة التي تقوم بها السلطات التونسية من تفكيك المخيمات وعودة المهاجرين إلى بلدانهم هل تنتهي أزمة المهاجرين في تونس.
