مفاوضات القاهرة على صفيح ساخن (هدنة محتملة)..نتنياهو يصعّد ضد ماكرون بسبب غزة

في ظل تصاعد الأوضاع الميدانية وتفاقم الكارثة الإنسانية بقطاع غزة، تشهد القاهرة مفاوضات مكثفة بين الوسطاء المصريين وممثلي حركة حماس، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين مع الجانب الإسرائيلي.
مفاوضات القاهرة:
وبحسب مراقبين، فإن الأجواء هذه المرة تبدو أكثر إيجابية، حيث أشارت تقديرات المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى أن "صفقة جادة" مطروحة على الطاولة، وسط تفاؤل حذر بأن هذه المبادرة قد تقود إلى هدنة مؤقتة تمهد الطريق لتفاهمات أوسع.
التحركات الدبلوماسية جاءت بالتزامن مع تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقب لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن خلالها عن "تقدم ملموس" في ملف تبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار.
الضغط الأمريكي المتزايد على تل أبيب دفع حكومة نتنياهو لإعادة تقييم موقفها، خاصة بعد موجة الغضب المتصاعدة في الداخل الإسرائيلي، التي تطالب بوقف الحرب وإعادة المحتجزين، وهو ما تعهد به نتنياهو مرارًا.
المفاوضات الراهنة — بحسب مصادر مطلعة — تركز على ضمانات دولية لدخول إسرائيل في مفاوضات جدية فور قبول حماس بالمقترح المصري، فهل تنجح جهود الوساطة في منح غزة هدنة طال انتظارها؟
نتنياهو لماكرون: لن نقبل دروسًا في الأخلاق ودولة فلسطينية مجرد "أوهام"
في سياق متصل، صعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لهجته ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ردًا على دعوات الأخير لإحياء حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.
نتنياهو وصف فكرة إقامة دولة فلسطينية بأنها "أوهام منفصلة عن الواقع"، قائلًا: "الرئيس ماكرون مخطئ بشدة حين يواصل الترويج لفكرة إقامة دولة فلسطينية في قلب وطننا، دولة لا تطمح إلا إلى تدميرنا".
ولم يكتف نتنياهو بالرفض، بل وجه انتقادًا مباشرًا لموقف باريس من القضايا الاستعمارية قائلاً:"لن نقبل دروسًا في الأخلاق من أطراف يعارضون استقلال كورسيكا وكاليدونيا الجديدة، بينما يطالبوننا بإقامة كيان معادٍ على حدودنا".
تصريحات نتنياهو جاءت في وقت تعزز فيه الأصوات الدولية ضغوطها على إسرائيل لوقف الحرب في غزة والتعاطي مع مبادرات التسوية السياسية، وسط تساؤلات حول مدى قدرة حكومة نتنياهو على الصمود أمام الضغوط الداخلية والخارجية، خاصة مع تزايد التحذيرات من عزلة إسرائيلية متفاقمة.
يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل، لوقف العمليات العسكرية في قطاع غزة، والعودة إلى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين، وسط جهود دبلوماسية تقودها عدة دول، على رأسها مصر وقطر، لإعادة إحياء مسار السلام وتثبيت تهدئة دائمة.
وتعكس تصريحات نتنياهو استمرار رفض حكومته اليمينية لأي مبادرات دولية تدعو لحل الدولتين، في ظل تصاعد التوترات بالمنطقة، واستمرار العمليات العسكرية في غزة، التي خلفت آلاف القتلى والجرحى، وسط تدهور إنساني غير مسبوق، وفق تقارير أممية.
انتقد الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، نهج رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، مُؤكدًا أن القصف المتواصل على غزة لا يُسهم في "تحقيق أمن مُستدام لإسرائيل"، بل يُغذي الوهم بأن الحل يكمن في الردود العسكرية فقط.
ووجه «ماكرون» خلال مقابلة على متن الطائرة الرئاسية مع قناة «فرانس 5»، يوم الأربعاء، بشأن الوضع في غزة والضربات الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني منذ منتصف مارس، كلمات قاسية بشكل خاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو».
وقال الرئيس الفرنسي: "لا أعتقد أن ما يفعله نتنياهو يخدم أمن الإسرائيليين على المدى البعيد بإيهامهم بأن الرد هو أمني فقط.. إنها القصة نفسها التي رواها لهم قبل 15 عامًا، ولم تكن صحيحة.. لقد وقعت أحداث 7 أكتوبر".