مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

المغرب.. فيلم "أمرز" يعيد إحياء ذاكرة البحر

نشر
الأمصار

في عمل سينمائي يحمل عبق البحر وحنين الذاكرة، يعود المخرج المغربي هشام الإبراهيمي إلى الشاشة الكبيرة بشريط وثائقي جديد اختار له عنوان “أمرز” في المغرب، في إحالةٍ رمزية على العلاقة الصامتة والعميقة التي تجمع الإنسان بالمحيط، وتُنسج تفاصيلها بين خيوط الشباك وهمسات الأمواج.

وكشف الإبراهيمي، أن الفيلم الذي استفاد من دعم المركز السينمائي المغربي في سنة 2024 ضمن فئة الأفلام المهتمة بالثقافة الحسانية والمجال الصحراوي، يُعد مشروع فيلم وثائقي طويل في المسيرة السينمائية، مضيفا أن السيناريو الخاص به كتبته الصحافية والكاتبة فاطمة الزهراء مهم التي تنحدر من مدينة العيون وتعمل في قناة العيون الجهوية إلى جانب نشاطها في المجالين الصحافي والسينمائي.

وأوضح أن وثائقي “أمرز” يحكي قصة رجل مسن يبلغ من العمر تسعين عامًا، ينتمي إلى سلالة عريقة من الصيادين، احتفظ في ذاكرته بحِكم البحر وأسرار الصيد بالشباك، ليتقاطع مساره مع شاب دفعته قسوة الجفاف والفقر إلى ركوب البحر بحثًا عن لقمة العيش.

وفي مشاهد ساحرة تغمرها أضواء الغروب، ينتقل الفيلم، حسب مخرجه، بين تأملات صامتة وحوارات شفافة، لتتشكل لوحة إنسانية عميقة تسائل علاقة الإنسان بالطبيعة، وتوثق معارف تراثية في طريقها إلى الاندثار. كما يعد دعوة إلى إعادة التفكير في مفاهيم مثل الصبر، التواضع، والعمل في انسجام مع إيقاع الطبيعة.

وأبرز هشام الإبراهيمي في حديثه مع هسبريس أنه تم تصوير الفيلم خلال شهر يونيو الماضي، واشتغل فريق العمل على توضيبه بعناية، موردا أنه خلال فترة التصوير تعلم أشياء كثيرة واكتشف منطقة خلابة وأشخاصا بسطاء جداً، كما أن الشخصية الرئيسية للفيلم ألهمته وأعطته دروسًا في الكفاح والتواضع وفي كيفية التعامل مع المخاطر والاحترام العميق للطبيعة وقوانينها.

وذكر المخرج المغربي أن وثائقي “أمرز” يأتي كتتويج لتجربة غنية من التفاعل مع الإنسان والمكان، ويشكل نقلة نوعية في مساره المهني؛ لأنه حاول من خلاله أن يكون شاهدا على لحظة إنسانية نابضة بالحياة، وأن ينقلها بعين صادقة ومُحبة تترجم إلى رمزية وشاعرية التيمة الرئيسية للفيلم.

جدير بالذكر أن الإبراهيمي قدم شريطه الجديد في عرض ما قبل أول داخل أروقة الخزانة السينمائية المغربية التي تترأسها نرجس النجار، بحضور مجموعة من المهنيين والنقاد، قبل أن يشرع في التسويق له والمشاركة في المهرجانات.