ترحيل الأطفال الأمريكيين يُعمّق الغضب ضد إدارة ترامب في ظل الإجراءات القاسية

في خطوة أثارت غضبًا واسعًا، يُعمّق ترحيل الأطفال الأمريكيين المهاجرين الأزمة السياسية في الولايات المتحدة، حيث يُواجه الرئيس «دونالد ترامب» وإدارته موجة من الانتقادات الحادة بسبب الإجراءات القاسية التي اتخذتها الحكومة في هذا الصدد. وبينما تُواصل السُلطات تنفيذ سياسة الفصل القسري بين الأطفال وذويهم، يتزايد الاستياء الشعبي، ما يُهدد بتفاقم الأزمة السياسية والاجتماعية في البلاد.
ترحيل الأطفال يُفاقم الغضب ضد إدارة ترامب
هذه السياسات الجذرية، التي تستهدف أسر المهاجرين، ليست فقط مصدرًا للانقسام الداخلي، بل أيضًا تضع الإدارة في مواجهة مستمرة مع المنظمات الحقوقية والنشطاء الذين يُدينون هذه الممارسات باعتبارها انتهاكًا لحقوق الإنسان.
في ظل أجندة "أمريكا أولًا"، تُواجه إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، أزمة جديدة مع تصاعد حملتها ضد المهاجرين غير الشرعيين. فقد قامت أجهزة إنفاذ القانون بالقبض على أطفال أمريكيين وترحيلهم إلى خارج البلاد برفقة ذويهم، وهو ما تعرض لانتقادات لاذعة من منظمات حقوقية، التي أدانت السرعة القاسية والأساليب السرية التي تمت بها عمليات الترحيل.

وعقب توليه الرئاسة، بدأ «ترامب» بتوقيع سلسلة من الأوامر التنفيذية، بهدف تنفيذ وعوده التي أعلنها أثناء حملته الانتخابية، بما في ذلك "إطلاق أكبر برنامج ترحيل في تاريخ أمريكا"، الذي يهدف إلى طرد من يعتبرهم المجرمين والقتلة والمهاجرين غير الشرعيين من البلاد.
أطفال على متن الطائرات
وأطلق «ترامب» يد ضباط قوانين الهجرة والجمارك ودوريات الحدود، لاعتقال المهاجرين المشتبه بهم الذين لا يحملون وثائق في مجموعة متنوعة من المواقع، منها "المدارس ودور العبادة والمستشفيات وحفلات الجنازة وحفلات الزفاف والمظاهرات العامة"، والتي كانت محظورة من قبل.
ومنُذ ذلك الوقت، تم احتجاز المشتبه بهم في مراكز مختلفة، وانطلقت الطائرات لترحيل المقبوض عليهم إلى بلدانهم الأصلية. وخلال الأيام الماضية، وفقًا لشبكة «إن بي سي نيوز» الأمريكية، حدثت حالة من الغضب العامة بسبب ترحيل أطفال أمريكيين بينهم طفل مُصاب بالسرطان، ضمن حملة قمع المهاجرين.
الجنسية الأمريكية
وتبين أن إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية احتجزت صبيًا يبلغ من العمر (7) سنوات، وشقيقته (4) سنوات برفقة والدتهما، ثم أرسلتهما إلى تكساس، ومنها جوًا على متن رحلة ترحيل إلى هندوراس، مسقط رأس والدتهما، دون حتى إتاحة الفرصة لهما للتحدث مع المحامين، بجانب طفل آخر يبلغ من العمر عامين برفقة والدته.
وكشفت منظمة تعمل في مجال الهجرة، أن الطفلة البالغة من العمر (4) سنوات مُصابة بنوع نادر من السرطان في مرحلته الرابعة، وكانت تتلقى العلاج بنشاط، مُشيرين إلى أنه تم ترحيل الطفلة التي تحمل الجنسية الأمريكية دون حتى الحصول على أدويتها.
غير مطابق للقانون والدستور
وتم ترحيل الأطفال الأمريكيين في سرية تامة، في الوقت الذي كان محاموهم يستعدون لتقديم التماس بإصدار أمر قضائي لمنع ترحيلهم، إلا أن الرحلة كانت بالفعل في طريقها إلى هندوراس، وهو الأمر الذي تم وصفه بأنه "غير قانوني وغير دستوري وغير أخلاقي"، ودفع ذلك الأمر قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية لعقد جلسة استماع في القضية.
وتبين أن الطفلين الصغيرين لديهما آباء يقيمون في الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يتمكنوا حتى من اتخاذ قرارات بشأن حماية أطفالهم الأمريكيين من الترحيل، كما تم احتجاز النساء بمعزل عن العالم الخارجي لدى إدارة الهجرة والجمارك، مما حال دون وصول المحامين أو أفراد العائلة إليهن.
مزاعم روبيو
واعترف وزير الخارجية الأمريكي، «ماركو روبيو»، بوضع جنسية الأطفال، زاعمًا أنه في حين يحق لكل شخص على الأراضي الأمريكية الحصول على الإجراءات القانونية الواجبة، إلا أن الأفراد الموجودين في البلاد بشكل غير قانوني ليس لديهم الحق في التواجد فيها، وأن الأمهات هن من اصطحبن الأطفال بمحض إرادتهن.

ووصف «روبيو»، العناوين الرئيسية المتعلقة بالأطفال في المواقع والصحف الأمريكية بأنها "مُضللة"، مُشيرًا إلى أن الآباء لديهم الخيار في اتخاذ القرار بشأن إبعاد أطفالهم معهم، وزعم أن الأطفال مواطنون أمريكيون يُمكنهم العودة إلى الولايات المتحدة، لكن أمهاتهم يُقيمون بشكل غير قانوني ولا يُمكنهم العودة.
كذب فاضح وصريح
ولكن المدافعين عن قضايا «الهجرة»، بحسب الشبكة، اتهموا الحكومة بالتلاعب بالحقائق عمدًا، مُعربين عن استغرابهم من جعل إدارة الهجرة والجمارك هي القناة الوحيدة للتعبير عن رغبات الأمهات، بعيدًا عن القضاء والقانون، وبالنسبة لهم كل ما يقوله «روبيو» هو "تكرار للادعاءات الحزبية وكذب صريح".
ويُعتبر ترحيل الأطفال أحدث تطور في سلسلة من الحالات التي أثارت قلق المدافعين عن حقوق المهاجرين في الولايات المتحدة، بعد حالات احتجاز لمواطنين أمريكيين عن غير قصد، حيث تلقى البعض منهم أوراقًا خاطئة تأمرهم بمغادرة البلاد. كما شهدت هذه الفترة حالة أبريجو جارسيا الذي تم ترحيله إلى السلفادور رغم صدور أمر قضائي يمنع ترحيله.
«ترامب» يستعد لحملة ترحيل كبرى.. صحيفة أمريكية تكشف التفاصيل
وفي وقت سابق، أفادت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، نقلًا عن مصادر، يوم الأحد، بأن إدارة الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، لترحيل مليون مهاجر أجنبي من "الولايات المتحدة" خلال عامه الأول في المنصب.