أبو الغيط: الأصل في العلاقات الدولية الصراع والتنافس

ألقى أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية محاضرة بمعهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي الكويتي، اليوم الثلاثاء، بحضور لفيف من أعضاء السلك الدبلوماسي الكويتي، والسلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمد لدى الكويت.

وقال جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام إن أبو الغيط ركز في محاضرته على التغيرات المتسارعة في الأوضاع العالمية مشددا على أن إنعدام اليقين وعدم قابلية الأوضاع للتنبؤ هي سمات أساسية في هذه المرحلة.
وتناول أبو الغيط الصراع بين القوى الكبرى من منظور تاريخي مؤكدا أن فترة السلام النسبي التي سادت العالم بعد انتهاء الحرب الباردة وتفرد الولايات المتحدة بالهيمنة لا تمثل سوى لحظة عابرة، فالأصل في العلاقات الدولية هو الصراع والتنافس، وهو ما تعود إليه الأمور اليوم في صورة صراع تنافسي حاد بين الولايات المتحدة والصين وروسيا.
وأوضح رشدي أن حديث الأمين العام للجامعة تناول الأوضاع العربية التي تعرضت لانتكاسة كبيرة منذ نحو عقد، حيث أشار أبو الغيط إلى عوامل داخلية وتدخلات خارجية حاولت دفع المنطقة في اتجاه التغيير السريع بما أفضى إلى الفوضى والاضطراب في الكثير من الحالات.
وأكد أن بعض الدول العربية تواجه تهديدات لوجودها وكيانها ذاته.
وأشار أبو الغيط إلى ما كشفت عنه حرب إسرائيل الوحشية على غزة من اختلال ميزان القيم وشيوع ازدواجية المعايير لدى الكثير من الدوائر الغربية.
وفي وقت سابق ،قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن اللجنة العربية الإسلامية المعنية بغزة تعتزم القيام بجولة جديدة من العمل الدبلوماسي، مؤكدًا أن هناك تواصلًا دائمًا لإخطار المجتمع الدولي بما يجري في القطاع
وأشار أبو الغيط، خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، إلى الجهد الإعلامي المبذول، باعتبارها الوسيلة المتاحة لمواجهة الصمت الدولي، مطالبًا بضرورة كشف ما يحدث والسعي باستمرار لكشف ما يحدث.
وتابع أنه عندما يُجرح مواطن في صراع على الأرض الأوروبية يُستثار الجميع، بينما هناك عشرات الآلاف من الفلسطينيين يُقتلون ويُجرحون، مشيرًا إلى حجم الخسائر الفادح، وفي المقابل لا أحد يتحدث.
ومضى أبو الغيط قائلًا: "لعل وعسى أن ينتبه المجتمع الدولي إلى أن هناك وضعًا غير قانوني يتعارض مع القانون الإنساني يحدث في غزة".
وتابع: "يجب أن يصرخ العالم كما صرخ بابا الفاتيكان فرانسيس قبل وفاته، لتنتهي معاناة الشعب الفلسطيني وتتوقف الحرب"، مشيرًا: "لم نسمع عن تهجير إلا بالنسبة للشعب الفلسطيني".
وأكد أبو الغيط أن "لدينا عملًا دائمًا دبلوماسيًا إعلاميًا لكشف الحقيقة"، مشيرًا للمؤتمر القادم في الأمم المتحدة، وما يمثله من خطوة في طريق الدفع بالاعتراف بدولة فلسطين، موضحًا أن "هناك عددًا من الدول الأوروبية تعترف بالدولة الفلسطينية، وأن الهدف من هذا المؤتمر توسيع الاعتراف الأوروبي بدولة فلسطين".
من جهته، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن جميع الملفات التي تضمنها جدول أعمال اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب تعاملت مع جميع القضايا المطروحة، وأبرزها القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى دعم لبنان في مرحلته الجديدة، ودعم السودان وليبيا.
وأشار إلى اجتماع اللجنة العربية المكلفة بالتعامل مع الوضع في القدس، مشددًا على الرفض التام للممارسات الإسرائيلية التي تستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والتأكيد على حماية القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة، بما يحقق السلام العادل والشامل.