مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

اليوم العالمي للعمل الإنساني.. التضحية وإثار الآخر أسمى سمات الإنسانية

نشر
الأمصار

اليوم العالمي للعمل الإنساني، هو يوم مخصص لتقدير العاملين في المجال الإنساني ولرثاء أيضا من فقدوا حياتهم بسبب مساعدتهم الإنسانية النبيلة إذا يتم الاحتفال فى يوم 19 أغسطس من كل عام منذ عام 2009 من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقُتل في مثل هذا اليوم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق “سيرجيو فيرا دي ميلو ” في تفجير مبنى الأمم المتحدة في شرق بغداد بعدما قام انتحاري بتفجير سيارة مفخخة ظهر يوم 19 أغسطس 2003 وقُتل ما لا يقل عدد 22 شخصا وإصابة 100 آخرين من بينهم عراقيون وأجانب وتبنى الهجوم أحد فصائل تنظيم القاعدة في العراق .

التحديات التي تواجه العمل الإنساني

شهد عام 2020 أعمال عنف عديدة ضد أعمال الإغاثة، هجمات استهدفت 475 عامل إغاثة، 108 قتلى، 242 جريحا، 125 مخطوفا وسجلت معظمها في جنوب السودان وسوريا وكونغو الديمقراطية وتضاعفت أعمال العنف في أفريقيا الوسطى ومالي منذ عام 2018، وغياب أفغانستان للمرة الأولى منذ عشرين عاما عن قائمة الدول الأكثر عنفاً ضد أعمال الإغاثة.

سباق من أجل الإنسانية

ويسلط اليوم العالمي للعمل الإنساني هذا العام الضوء على الخسائر البشرية المباشرة لأزمة المناخ التي زادت حدتها في الفترة الأخيرة، فتداعيات تغير المناخ لا زالت تلقى بظلالها حتى هذه اللحظة إذا يشهد العالم منذ بداية العام حرائق وفيضانات فى أغلب بقاع الأرض حيث كبدت العالم خسائر مادية وبشرية لم يشهدها التاريخ من قبل.

وفقًا للأمم المتحدة هناك 160مليون شخص في 56 دولة في أمس الحاجة للمساعدات الإنسانية وقد تصل حجم هذه المساعدات إلى 65 مليار دولار في ظل تحديات جائحة كورونا.

بيان مفوّضة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت

ففي هذا اليوم، وقبل 16 عامًا، قُتل مفوض الأمم المتّحدة السامي لحقوق الإنسان بالنيابة سيرجيو فييرا دي ميلو، و22 من زملائنا في تفجير فندق القناة في مقرّ الأمم المتّحدة في بغداد. سنحزن إلى الأبد على خسارتهم، وعلى خسارة العديد من زملائنا الآخرين في الأمم المتّحدة والعاملين في مجال الإغاثة الذين سقطوا أثناء أدائهم عملهم. ونعزّي بأحرّ التعازي عائلات موظّفي الأمم المتّحدة الذين قتلوا أو أصيبوا بجروح في انفجار سيّارة مفخّخة في بنغازي في وقت سابق من هذا الشهر.

لكنّ عائلتنا تمتدّ إلى ما هو أبعد من موظفّي الإغاثة الدوليّين وموظّفي الأمم المتّحدة.

لذا نحيّي كلّ من يعمل من أجل تحقيق كرامة الآخرين في هذا العالم وإعمال حقوقهم. ونحزن على وفاة جميع المدافعين المتفانين والأسخياء، أصحاب المبادئ والإنسانيّة والمدافعين عن حقوق الإنسان، الذين قتلوا لأنّهم قدّموأ خدمات تنقذ حياة أشخاص آخرين، وتضمن احترام حقوقهم.

ويُخَصّص اليوم العالميّ للعمل الإنسانيّ هذا العام للعاملات في المجال الإنسانيّ.

ففي الكثير من الأحيان، تُعتَبَر النساء من الضحايا أوقات الأزمات، وقلّما نسلّط الضوء على دور المرأة كأوّل المستجيبين، وكقائدة داخل مجتمعاتها، وكمدافعة شجاعة عن حقوق الإنسان.

نرغب بشدّة في أن نحيّي المرأة التي تعمل على مستوى القاعدة الشعبيّة وأن نعترف بجهودها.

ففي أزمة تفشّي وباء الإيبولا حاليًّا في جمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة، تشارك المرأة بصفتها من مقدّمي الرعاية التقليديّين، بكلّ فعاليّة في الاستجابة لأفراد الأسرة والمجتمع الذين يصابون بالمرض.

وفي كلّ أزمة لاجئين في العالم، سواء أكانوا يفرّون من سوريا أو الصومال أو ميانمار، نرى نساء من المجتمعات المجاورة ينظّمن مطابخ وملاجئ جماعيّة لرعاية الأسر النازحة.

هؤلاء النساء بطلات، ولكنّهنّ في الكثير من الأحيان، يبقين غير مرئيّات. فلا بدّ من إشراك النساء على مستوى القاعدة بشكل ناشط في تصميم جميع العمليّات الإنسانيّة وتنفيذها.

وعلينا أيضًا أن نوجّه المزيد من الدعم للمنظّمات الشعبيّة التي تقودها نساء.

يشكّل الكفاح من أجل الحفاظ على حقوق الجميع، حتى في أوقات النزاعات والكوارث، إحدى أصعب المهام في العالم. نحيّي اليوم جميع الأبطال الذين خسروا بحياتهم على غفلة لأنّهم شاركوا في هذا العمل السامّي.

إنّ وفاتهم تفرض علينا أن نضاعف جهودنا كي نمنع المزيد من عمليّات القتل والمعاناة.

نحيي ذكراهم متضامنين مع جميع عائلاتهم وأصدقائهم.

السعودية والإمارات
نظمت سفارة الإمارات بالسعودية، بالتعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة، ندوة حوارية بمشاركة مسؤولين من البلدين.

وتطرقت الندوة التي نظمت عبر الفيديو تحت عنوان: “دبلوماسية المساعدات الخارجية والإنمائية السعودية- الإماراتية”، لجهود الدولتين، في تقديم المساعدات الإنسانية، لكافة المحتاجين حول العالم.

وتناولت الندوة، التي تتزامن مع اليوم العالمي للعمل الإنساني، دور دبلوماسية المساعدات، في تقديم الإغاثة الإنسانية، للمحتاجين حول العالم، والجهود التي تبذلها الإمارات والسعودية، لتقديم المساعدة في بؤر الحاجة في مناطق الكوارث والحروب، وخلال الأزمات الصحية، خاصة تفشي جائحة كورونا، وتجربتهما الرائدة في المجال.

وقال سلطان الشامسي، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية في الإمارات، إن السعودية والإمارات تقدمان نموذجا للشباب العربي للتنمية، بفضل رؤية قادة البلدين، ولا تضن الدولتان بخبراتهما على الدول الشريكة في أنحاء العالم.

وتحدث الشامسي في الندوة الافتراضية عن تحديات عديدة تواجه الجهود الإنسانية مثل: عدد النازحين، التغير المناخي، الإرهاب، خاصة في دول الساحل الأفريقية، مشددا على أن هذه المشاكل تحتاج حلولا، عبر جهود دولية مشتركة.

من جهته، عرج المهندس أحمد بن علي البيز، مساعد المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة للعمليات والبرامج، على جهود السعودية المشهودة في المجال الإنساني، حيث تقدم مساعدات في كافة أنحاء العالم.

وأشار البيز في هذا الاتجاه إلى توجيهات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، إلى مساعدة الجزائر في إخماد الحرائق، وهو ما باشرته المملكة في البلد الشقيق.

وفي اليمن، تطرق المسؤول السعودي إلى جهود المملكة المستمرة في مساعدة هذا البلد، بمشاريع مركز الملك سلمان هناك، وغيرها.

وعلى مدار السنوات الماضية، مثلت المساعدات الإماراتية والسعودية خيطا إنسانيا لم ينقطع وشريان حياة للملايين حول العالم.

وشكلت مساعدات البلدين المباشرة عبر “الهلال الأحمر الإماراتي” و”مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية” أو غير المباشرة بالتبرع للبرامج الدولية ركيزة أساسية في تسهيل الحياة وسد حاجة الغذاء بالكثير من دول العالم.

وفي ظل انتشار جائحة كورونا كوفيد-19، قام البلدان ومن خلال اجتماعات مجموعة العشرين، والتي ترأست دورتها عام 2020 المملكة العربية السعودية، بتنسيق عالي المستوى والتعاون فيما بينهما لبناء استجابة عالمية منسقة لمواجهة تداعيات الجائحة العالمية.

وتأسس مركز الملك سلمان للإغاثة والمساعدات الإنسانية في مايو 2015 تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

وكان الهدف الرئيسي من إنشائه هو توحيد مساهمات المساعدات الإنسانية والإغاثية الحكومية وغير الحكومية، والمصادر الفردية خارج المملكة.

ويهدف المركز إلى تطوير الشراكات مع المنظمات الدولية الرائدة في العمل الإنساني وإغاثة المجتمعات التي تُعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة.

برج القاهرة في مصر
يضيء المكتب الإقليمي للأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية برج القاهرة مساء الخميس 19 أغسطس، احتفالًا بـ«اليوم العالمي للعمل الإنساني».

وقالت الأمم المتحدة بالقاهرة إن المجتمع الإنساني حول العالم يكرم في هذا اليوم من كل عام ذكرى 22 من العاملين في مجال العمل الإنساني الذين قضوا في هجوم على فندق القناة في بغداد بالعراق يوم 19 أغسطس 2003 بمن فيهم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، سيرجيو فييرا دي ميلو.

وفي كل عام، يعمل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية على إحياء اليوم العالمي للعمل الإنساني بالشراكة مع الدول والمنظمات الدولية والمحلية الناشطة في العمل الإنساني وغيره بهدف مساعدة المتضررين من الأزمات لحفظ حياتهم وكرامتهم، بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة ضمان أمن وسلامة الإغاثة والعاملين في مجالها.
ومثل كل عام، يركز مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية على فكرة محددة للحملة، وفي عام 2021، ننتهز الفرصة لنذكر العالم بأننا عالقون في حالة طوارئ مناخية ونسابق الزمن للتكيف مع تأثيراتها التي أصبحت في بعض الأحيان مدمرة.

وفي بداية شهر أغسطس، أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية حملة بعنوان “سباق من أجل الإنسانية”. وهو تحدٍ عالمي للعمل المناخي تضامنًا مع الناس في أكثر دول العالم عرضة للكوارث وأولئك الذين تضرروا بشدة من تغير المناخ. حيث يحطم الجفاف وموجات الحر وحرائق الغابات المستعرة والفيضانات المروعة حياة ملايين البشر. وتمتلئ وسائل الإعلام بقصص من فقدوا منازلهم وسبل عيشهم وحياتهم بسبب التغير المناخي.

بحسب تقديرات الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، سيعقب الكوارث المتعلقة بالمناخ تضاعفٌ في عدد المحتاجين للمساعدة الإنسانية ليبلغ أكثر من 200 مليون بحلول عام 2050، كما أن أولئك الذين يعيشون في مناطق النزاع وهم بالفعل في موقع ضعف ولا يمكنهم التعامل بسهولة مع الصدمات المناخية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن مقارعة الوباء وآثار تغير المناخ يؤثر بشدة على النظم الغذائية في جميع أنحاء العالم ويتسبب بالجوع الشديد وحتى بتفشي المجاعة.

ويقول محمد زيد خاطر مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقية: “بالإضافة إلى الأزمات الإنسانية الناتجة عن الصراعات الطاحنة في البلدان العربية المختلفة، تبرز مشاكل حقيقية في الحصول على المياه في عدد من البلدان العربية كالعراق وسورية ومصر وغيرها مما يهدد المستويات الحالية لانعدام الأمن الغذائي كما يمكن أن يحمل مخاطر حقيقية للصحة العامة على المستوى المحلي من بين أمور أخرى. كما تنتشر الحرائق في غابات بلدان عربية عديدة كسورية ولبنان وتونس والجزائر والمغرب. وبالتالي فإن مخاطر تغير المناخ مع الزيادة المطردة في الاحتباس الحراري العالمي حقيقية واقعة مع تسارع التصحر وأشكال أخرى من التدهور البيئي، وهذا بالضبط ما يعيدنا إلى الحديث عن حملتنا هذا العام لإحياء اليوم العالمي للعمل الإنساني”.

يبدأ التضامن بتقديم البلدان المتقدمة مئة مليار دولار سنوياً للبلدان النامية الأكثر عرضة للتأثر بأزمة المناخ. وتهدف الحملة إلى حث زعماء العالم ليوفوا بوعدهم. فعلى الرغم من أن أزمة المناخ هي أزمة عالمية، إلا أن آثارها ليست متساوية بالنسبة للجميع. وبالتالي يجب على زعماء العالم أن يفوا بتعهدهم بتقديم المبلغ المطلوب سنوياً من أجل العمل المناخي في البلدان النامية.

النمسا والتزامها

أكد الرئيس النمساوي، ألكسندر فان دير بيلين، اليوم الخميس، التزام بلاده بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية في مناطق الأزمات والكوارث حول العالم، معتبرا أن هذا الأمر بمثابة أبرز التقاليد العريقة في البلاد.

وقال الرئيس النمساوي، في كلمة له اليوم الخميس – بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني – إن بلاده ستكون دائما متواجدة أينما أحتاج أي إنسان إلى المساعدة سواء داخل الوطن أو خارجه، مشيرا إلى الالتزام بتقديم المساعدة الإنسانية لكل المحتاجين.

وأضاف الرئيس أنه في اليوم العالمي للعمل الإنساني “أشكر كل من يساعد في حماية وتحسين حياة الآخرين وكل من يعمل من أجل حقوق الإنسان والتعليم والأمن الغذائي والحصول على الرعاية الطبية”.

وأعرب الرئيس، عن تقديره لكل أولئك الذين يخاطرون بحياتهم أحيانًا لتمكين الآخرين من عيش حياة كريمة وتقرير مصيرهم في سلام وحرية ولكل من يعمل بإخلاص من أجل عالم أفضل.