مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

عبدالرحيم الفارسي يكتب: في ذكرى “ثورة الملك والشعب”.. لا هوادة ولا تراجع

نشر
الأمصار

الملك محمد السادس يتحدث بوضوح عن مؤامرات مدروسة من أطراف غربية رسمية و”غير حكومية”.

الحديث هنا في خطاب ذكرى “ثورة الملك والشعب” يقصد تقارير منظمة العفو الدولية وعدد من وسائل الإعلام الأوروبية التي تحدثت عن “ضلوع” المغرب في عمليات تجسس على زعماء دول ومعارضين مستخدمًا برنامج Pegasus الإسرائيلي. الرباط رفعت دعاوى قضائية على عدد من هذه المنظمات وتحدتها جميعًا أن تقيم الدليل على ما أوردته. لكن أيًا منها لم يقدم برهانه، والمتتبعون لهذا الملف ينتظرون.

حديث مع أوروبا بنفس مغاربي

الملك تحدث أيضًا عن عدم فهم عدد من القادة الأوروبيين أن الوضع تغير وأن بلدان المغرب الكبير، لا يمكنها أن تستمر في الإنصات لإملاءات تلك الأطراف.
هنا يبدو العاهل المغربي وقد تبنى خطابًا مغاربيًا جامعا. فهو ينسب جوهر التوترات المغاربية إلى بعض الأنظمة الأوروبية التي قال انها “تعيش على الماضي ولا تستطيع أن تساير التطورات”، وليس إلى الأنظمة القائمة في الأقطار المغاربية.
هذا توجه جديد ولغة غير معهودة في قواميس المؤسسة الملكية المغربية منذ الاستقلال على الأقل. والعاهل المغربي يظهر كمتحدث باسم نحو 100 مليون مغاربي. فكيف سيستقبل شركاؤه في الجوار الشمال إفريقي هذه اللهجة؟. سنرى ما ستحمله الافتتاحيات…
تكلم الملك محمد السادس أيضًا عن عدم تقبل أوساط أوروبية لانطلاق المملكة بوتيرة سريعة في مجالات شتى. والإشارة هنا إلى تقرير سري للمخابرات الألمانية رفعته إلى هيئات الاتحاد الأوروبي قبل بضعة أشهر، تحذر فيه مما وصفته بميل الكفة لصالح المملكة المغربية في مجالات الصناعة والتنمية والاستثمارات مقارنة بجاريه الموجودين إلى شرقه.

الأزمة مع أسبانيا نحو الحل

ولأول مرة يكشف الملك محمد السادس إشرافه المباشر على تدبير ملف الأزمة غير المسبوقة التي اندلعت مع المملكة الشمالية، أسبانيا. يبدو من خطاب العاهل المغربي انه ماض الى التهدئة لكن على اسسٍ وتفاهمات جديدة تقطع مع الكثير من الالتباس الذي تراكم منذ التفاهمات التي ارست لبنات العلاقات بين البلدين في عهد الملك الحسن الثاني والجنرال فرانكو في ستينيات القرن الماضي.
إتيان الملك محمد السادس على ذكره رئيس الحكومة الإسبانية بالاسم مشفوعًا بصفة “معالي بيدرو سانتشيز”. يشي بانفراج قريب جدا في سماء مدريد والرباط، ومن الآن يمكن أن نتوقع زيارة رئيس الحكومة الإسبانية إلى المغرب مع وفد وزاري كبير ، بعدما رفت المملكة السماح لسانتشيز بذلك منذ أواخر العام الماضي.

فرنسا ستظل شريكًا للمغرب ولا خوف على مصالحها. لكن ذلك سيكون ضمن الرؤية العامة الجديدة التي لا تقبل بأن “يتم المساس بمصالح المغرب العليا”، التي يبقى تكريس سيادته على الصحراء والاعتراف بها العنوان الأساس وقطب الرحى في تحديد مؤشر علاقاته مع أي بلد آخر ، “أحب من أحب وكره من كره”، يقول العاهل المغربي.
من خلال متابعتي الطويلة والحثيثية ، هذا خطاب تاريخي قوي ومتماسك، سنرى ارتداداته في الجوار الشمالي بالدرجة الأولى .