مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

علي الزبيدي يكتب :في الصميم .. أفغانستان ما كان وما سيكون!

نشر
الأمصار

 

تسارعت أحداث أفغانستان برحيل القوات الأمريكية ودخول طالبان إلى كابل وهروب الجيش الأفغاني الذي قوامه ٣٠٠ الف مقاتل واشرفت على تدريبه وتسليحه وتجهيزه الولايات المتحدة الأمر يكية وما رافقها من هروب اغلب من كانوا في دست الحكم في العاصمة كابل وبقية مدن أفغانستان كل هذه المشاهد والتطورات كانت هدفا للتحليل السياسي في كل دول العالم وحتى في أمريكا نفسها فالرئيس الامريكي بايدن ظهر كمن لا يعلم بما يحري فقد قال في مقابلة متلفزة قبل يومين من دخول طالبان لكابل (ان دخول كابل من قبل طالبان يتطلب ٩٠ يوما ) لكن العالم فوجيء بطالبان وهي تدخل العاصمة وهروب الحيش الذي انشأته أمريكا تاركا كل اسلحته ومعداته فهل كان بايدن لا يدري بما يجري أو أن مستشاريه قد اعطوه الاستشارة الخطأ ؟ المتابع الدقيق لموضوع طالبان والاحتلال الأمريكي لأفغانستان يجد أن الأمور واضحة فإن الحقائق تقول ان طالبان كانت في مفاوضات مستمرة مع أمريكا حتى أثناء تقدم مقاتلي طالبان ودخول المدن الافغانية وحتى حين دخل مقاتلوها كابل فإنها كانت في علم ومعرفة ودراية أمريكا !! فخروج أمريكا من افغانستان بهذا الشكل الذي اعتبره الكثير هروبا وهزيمة مروعة الا انه في الحقيقة يحمل في طياته اتفاقا لما سيكون في قابل الايام فامريكا ارادت ان تجعل طالبان من يحكم افغانستان لتقليل الخسائر البشرية بين صفوف قواتها وكذلك إيقاف النزيف المالي الكبير والذي وصل إلى حوالي ترليوني دولار هذا من جانب ومن جانب آخر وقوف طالبان حجرة عثرة أمام مشروع طريق الحرير للصين والذي أصبح تطورها الاقتصادي يقلق أمريكا ومن جانب آخر وصول طالبان على حدود دول روسيا الاتحادية المسلمة ومحاولة إدخال التشدد الديني في هذه الدول لضعضعة الوضع الروسي المقلق لامريكا ايضا وهناك جانب مهم الا وهو وضع طالبان في مواجهة على الحدود الايرانية الافغانية وهذا بالطبع يخدم اهداف امريكا بالضغط على ايران للجلوس في مفاوضات الملف النووي وهي في موقف الضعيف نتيجة الضغط على الحدود الافغانية وكل ذلك يصب في مصلحة امريكا . ان الدروس المستخلصة مما حدث في أفغانستان كثيرة ويقف في مقدمتها ان امريكا أمام مصالحها مستعدة ان تضحي بعملائها عندما تحين ساعة رحيلها فقد فعلتها سابقا في سايغون وفعلتها امس في كابل فهل يتعض بقية عملائها في الوطن العربي من هذين الدرسين البليغين ؟